إعلان

التوتر لا يزال يخيم على العلاقات البريطانية الروسية بعد عام من قضية "سكريبال"

11:34 ص الأحد 03 مارس 2019

سيرجي سكريبال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن/موسكو - (د ب أ):
بعد عام من العثور على الجاسوس الروسي السابق الذي تحول إلى عميل مزدوج، سيرجي سكريبال، وابنته يوليا، وقد تعرضا لتسمم بغاز أعصاب سام نادر في جنوبى إنجلترا، لم تتعاف العلاقات بين بريطانيا وروسيا بعد.

وتقول بريطانيا إن عملاء الدولة الروسية ارتكبوا واقعة التسميم شبه المميتة بسلاح كيميائي من نوع "نوفيتشوك" سوفييتي التطوير ولإنتاج، وتم زرعه في منزل الأسرة بمدينة سالزبري الإنجليزية.

وردت بريطانيا وعشرات من حلفائها على الحادث بطرد العديد من الدبلوماسيين الروس، وردت روسيا بطرد أعداد مماثلة من الدبلوماسيين.

وقال جون لاوث، مدير شؤون الدفاع في معهد "رويال يونايتد سيرفيسيز"، وهو مركز أبحاث يركز على قضايا الأمن ومقره لندن، إن العلاقات الثنائية بين موسكو ولندن "ما زالت في مرحلة متدنية".

وأضاف: "من الصعب جدا رؤية أي احتمالية للتعافي على المدى القصير ... أظن أن هذا يتردد ويظهر في بعض المناقشات التي تجري عبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الوقت الراهن".

ومنذ واقعة التسميم، تفاقمت التوترات بين روسيا والغرب بشكل أكبر، لاسيما مع إعلان الولايات المتحدة، وهي عضو بارز في حلف شمال الأطلسى الناتو، أنها ستنسحب من معاهدة ثنائية تعود لعقود وتفرض قيودا على الصواريخ النووية متوسطة المدى.

وتزعم الولايات المتحدة أن روسيا انتهكت معاهدة "القوى النووية متوسطة المدى"، الخاصة بالصواريخ النووية متوسطة المدى، من خلال تطوير قدرات صاروخية تطلق من الأرض ضمن النطاق المحظور من 500 إلى 5500 كيلومتر.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي نفت حكومته انتهاك المعاهدة، قد هدد في خطاب وطني متلفز الشهر الماضي بأن روسيا يمكن أن توجه أسلحتها إلى مراكز صنع القرار في الناتو ردا على إلغاء المعاهدة.

ويمكن اعتبار لندن كأحد هذه المراكز الخاصة بصنع القرار ، حيث يقع مقر قيادة حلف الناتو البحرية في إحدى ضواحي العاصمة البريطانية.

ويعتقد بيل براودر ، وهو مستثمر بريطاني يُعرف بأنه أحد أشد منتقدي بوتين، أن المزيد من العقوبات الموجهة ضد الأفراد المقربين من الرئيس الروسي يمكن أن تلطف من موقف روسيا.

وقال براودر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "بوتين يحتفظ بأمواله في أيدي قلة من الموثوق بهم في الغرب، لذلك فإن استهدافهم بالعقوبات يمكن أن يؤثر على بوتين شخصيا".

وتسببت واقعة التسميم التي تعود إلى الرابع من مارس 2018، في إثارة انزعاج البريطانيين وأدت إلى عملية تطهير مكثفة لمناطق يشتبه في تلوثها بذلك الغاز، حيث سعى الجيش إلى تطهير المناطق المحلية.

وفي وقت لاحق ، لقيت امرأة بريطانية تدعى "دون ستارجس" حتفها، بعد تعرضها لنفس السم الموجود في منزل سكريبال. كما عانى اقتصاد مدينة سالزبري بسبب مخاوف من التلوث بذلك الغاز.

ويعتقد محللون أنه من غير المحتمل أن تحاول روسيا شن هجوم مستقبلي مماثل لحوادث التسميم تلك.

وقالت آنا أراتانيان، محللة بارزة في موسكو بمجموعة الأزمات الدولية، المعنية بمنع الصراعات وإيجاد حلول لها، إن هجوم سكريبال تم على الأرجح من منطلق السعي لمعاقبة رجل وصف بأنه "خائن".

وأضافت: "الخونة هم رفاقك في البداية، بموجب تعريف (المصطلح)"، موضحة أن التداعيات الدولية الناجمة عن الحادث قد تشكل حافزا معقولا ضد هجوم مماثل.

وأضافت أراتانيان وهى مؤلفة لكتاب يحلل الحكم المستمر منذ فترة طويلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين : " لكن هذا الهجوم تقرر لكن دون دراسة جيدة للتداعيات السياسة الخارجية الأوسع".

وأعرب مارك جاليوتي، وهو زميل بارز بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، عن نفس الرؤية.

وقال جاليوتي لـ (د.ب.أ): "جاءت العقوبات المنسقة بمثابة صدمة غير سارة لموسكو لأنها لم تكن تتوقع مثل هذا التضامن .. .من المرجح أن يحاول الروس تجنب أي حوادث كبيرة في الوقت الحالي على أمل أن تنحسر الرغبة في ذلك العمل الجماعي".

فيديو قد يعجبك: