إعلان

معارض سوري: نبذل مساعٍ حثيثة مع قطر لإلغاء اتفاق تهجير أهالي مضايا والزبداني

01:20 م الإثنين 03 أبريل 2017

القيادي البارز بالمعارضة السورية محمد صبرا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (د ب أ):

كشف القيادي البارز بالمعارضة السورية محمد صبرا عن أن المعارضة تبذل مساع حثيثة مع المسؤولين في قطر من أجل إلغاء الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية قطرية إيرانية بين فصائل في المعارضة المسلحة وقوات الحكومة السورية والموالين لها لإخلاء متبادل لأربع بلدات سورية.

وقال صبرا، كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"هناك محاولات كثيرة مع المسؤولين في قطر لإلغاء الاتفاق مع إيران وليس فقط تأجيله ... فهذا الاتفاق يمثل جريمة بحد ذاته".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن قوات موالية للحكومة وفصائل معارضة اتفقت على إخلاء متبادل لأربع بلدات محاصرة منذ أكثر من عامين في ريف دمشق ومحافظة إدلب. ويتيح الاتفاق لسكان الزبداني ومضايا المحاصرتين من القوات الحكومية في ريف دمشق الخروج منهما مقابل إجلاء سكان الفوعة وكفريا المواليتين للحكومة والمحاصرتين من فصائل معارضة في محافظة إدلب. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ الاتفاق غدا الثلاثاء.

ونفى صبرا بشدة ما يتردد بأن إعلان الهيئة العليا للمفاوضات استنكارها للاتفاق، لم يأت إلا بعد أن نشر المرصد تفاصيله وما استتبعه من حالة من الاستياء والسخط، وقال :"علمنا به منذ أيام.. وعلى الفور قمنا بمناقشته في جلسة بالأمم المتحدة مع المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا، وطالبنا الأخير بأن يصدر بيان إدانة لمثل هذه النوعية من الاتفاقيات وطالبناه أيضا برفع الأمر للأمين العام للأمم المتحدة.. لقد علمنا بالاتفاق ورفضناه قبل أن ينشر المرصد أي شيء حوله".

وبرر صبرا عدم قيام المعارضة عن طريق وفدها بجنيف مؤخرا بكشف الاتفاق ومضمونه وإعلان موقفها الرافض له عبر وسائل الإعلام بـ" الرغبة في مناقشة الأمر عبر القنوات الرسمية"، وقال: "لا يهمنا إثارة الموضوع بوسائل الإعلام وإنما يهمنا الوصول إلى نتائج سياسية ملموسة من خلال القنوات الرسمية".

ونفى صبرا ما تردد أيضا عن مواجهة المندوب القطري في مفاوضات جنيف لبعض قيادات المعارضة التي أعلنت رفضها للاتفاق وحديثه عن أن رئيس الهيئة رياض حجاب كان حاضرا ومباركا للاتفاق، وأكد أن حجاب أصدر أول أمس بيانا رسميا أعلن فيه بوضوح أنه لم يكن على علم بأمر هذا الاتفاق.

وردا على تساؤل لماذا لم تتوجه المعارضة باللوم لدولة قطر لرعايتها للاتفاق رغم العلاقات القوية بين الجانبين، قال :"تحدثنا بالفعل مع السفير القطري في جنيف حول هذا الموضوع، ولكنه لم يكن على علم بتفاصيل هذا الاتفاق، وأبلغنا بأنه سيطلب من الخارجية القطرية توضيح تفاصيل الاتفاق له.. لقد أثرنا هذا الموضوع مع بعثة قطر في جنيف، ولكن لم يكن لديها علم بتفاصيله".

وأضاف :"لا أعرف أحدث تطورات الاتصالات التي تجريها جهات في المعارضة مع قطر، وكل ما يهمنا هو منع التهجير وعمليات نقل السكان لأنها جريمة ضد الإنسانية".

وحول ما إذا كان الاتفاق يتضمن بنودا تتعلق بـ"تقاسم نفوذ" من نوع ما بين دول في المنطقة، قال :"للأسف، كما قلت فإننا لا نعلم تفاصيل الاتفاق حتى اللحظة.. وبغض النظر عن وجود مثل هذه البنود، فإن الاتفاق كاملا مدان ومرفوض من جانبنا".

وعما إذا كان تنفيذ هذا الاتفاق سيؤدي إلى تطور غير واضح العواقب بين المعارضة وقطر، قال: "ما زلنا ننتظر توضيحات رسمية من الحكومة القطرية، وأظن أنه خلال الساعات والأيام القادمة ستكون هناك مجموعة من الاتصالات تجريها المعارضة السورية بكل أطيافها مع دولة قطر بخصوص هذا الموضوع".

ورفض المعارض السوري النظر بتشاؤمية إلى مستقبل العملية السياسية التفاوضية خاصة بعد أن حسمت واشنطن موقفها وأعلنت على لسان أكثر من مسؤول أن أولوياتها هي القضاء على داعش لا رحيل الرئيس بشار الأسد، وقال: "ما سمعناه من المبعوث الأمريكي مايك راتني خلال اجتماعه بنا في جنيف هو أن تحديد واشنطن أولويات سياساتها الخارجية لا يعني أي تغير جوهري في مواقفها تجاه ما يحدث بسورية ... ومن المؤكد أن حديث المندوب الأمريكي كان مبنيا على اتصالاته مع إدارة بلاده".

وأضاف: "الشعب السوري قال كلمته منذ عام 2011 فيما يتعلق برفض وجود الأسد، وهذه المسألة لا تراجع عنها، أما قضية محاربة الإرهاب فهي ضرورة لابد أن تتعاون فيها كل دول العالم ... ولا يمكن ربط الإرهاب بعملية تفاوضية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري ...الأمران منفصلان تماما".

وأكد :"ما زلنا نقول إن الشرط الأساسي والضروري لمحاربة الإرهاب هو تحقيق تطلعات الشعب السوري وإزالة كل ذرائع الإرهابيين... وإزاحة نظام بشار الأسد ستكون المقدمة اللازمة للانتصار على الإرهاب. نعم يمكن تحقيق انتصارات جزئية على الإرهاب في بعض المناطق، ولكن هزيمة الإرهاب بشكل نهائي لا يمكن أن تتم إلا بعد تحقيق انتصار سياسي في سورية يعطي السوريين حقوقهم".

وشدد على أن المعارضة ستواصل المساعي السياسية، وخاصة في مسار جنيف، وقال :"لن ندخر جهدا لحقن دماء السوريين أيا كانت الظروف، وبالتالي نعم سنذهب لجنيف 6 ".

على صعيد آخر، نفى صبرا بشدة وجود أي تنسيق ميداني أو عسكري يكون قد تم بين فصائل ما يعرف بالجيش الحر مع "هيئة تحرير الشام" وتحديدا جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في الهجوم على العاصمة السورية في مارس الماضي، وشدد على أن الأخيرة تحاول دائما اختطاف والتشويش على أية معركة تخوضها فصائل الجيش الحر.

وأكد :"لم يكن هناك تنسيق عسكري أو ميداني بين فصائل الجيش الحر وفتح الشام.. ولم تكن هناك أية مباركة من المعارضة أو الجيش الحر لأي نصر تحققه أي مجموعة متطرفة على حساب النظام".

ورد صبرا بهدوء على سخرية رئيس وفد الحكومة السورية لمفاوضات جنيف بشار الجعفري مؤخرا من المعارضة، وقال :"لقد اعتدنا على هذه الاتهامات منذ عام 2014 ، وتحديدا منذ بداية مسار الحل السياسي في ذلك العام، وليس مستغربا على نظام ارتكب كل هذه الجرائم ودمر وحدة أراضي بلاده أن يكون هذا نسق تفكيره وحديثه".

فيديو قد يعجبك: