إعلان

عندما أخرج عرفات لسانه لأمريكا

سليمان جودة

عندما أخرج عرفات لسانه لأمريكا

سليمان جودة
07:00 م الأحد 07 سبتمبر 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

التوجه نحو الاعتراف بفلسطين في أثناء الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة خلال هذا الشهر، يبدو وكأنه تيار يتنامى يوماً بعد يوم، وبشكل يخيف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشدة على حد سواء.

وليس سراً أن فرنسا هي التي بدأت هذا المزاد السياسي، إذا جاز أن يوصف الأمر بأنه مزاد، فما كاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلن عزم بلاده الاعتراف بفلسطين في الاجتماعات المرتقبة، حتى كانت بلاد كثيرة قد راحت تمشي وراءه على الطريق.

ويمكن القول بأن المسألة بدت وتبدو حتى اللحظة، وكأنها كرة من الثلج كلما تدحرجت راحت تتضخم وتكبر.

وليس سراً أيضاً أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عدم منح تأشيرة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورجال السلطة الفلسطينية لحضور الاجتماعات في نيويورك، إنما يرجع في الأساس إلى رغبة من جانب الإدارة الأمريكية في وقف تأثير هذا المد المتنامي. ولكن إدارة ترمب لا تنتبه إلى أن الولايات المتحدة إذا كانت جنة في نظر نفسها، ففي مقدور الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن ينقلوا اجتماعاتها السنوية إلى خارج هذه الجنة.

وهناك سابقة في ذلك عندما رفضت إدارة ريجان منح تأشيرة إلى ياسر عرفات عام ١٩٨٨، فصوتت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على نقل الاجتماعات إلى جنيف وانتقلت بالفعل، ولا بد أن ذلك كان بمثابة اللطمة غير المتوقعة للإدارة الأمريكية وقتها.

ومن فوق منصة المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف وقف عرفات يخاطب العالم ويُخرج لسانه للأمريكيين! .. شيء من هذا يمكن أن يجري هذا الشهر، خصوصاً وأن دعوات فلسطينية وغير فلسطينية بدأت تنطلق في هذا الاتجاه.

ولكن المهم في موضوع التوجه نحو الاعتراف أن دولتين على وجه التحديد بخلاف فرنسا سوف يكون لاعترافهما معناه. أما الأولى فهي بلجيكا التي أعلن وزير خارجيتها عزم بلاده مشاركة فرنسا فيما دعت إليه، وأهمية بلجيكا أنها مقر الاتحاد الأوروبي، فكأن اعترافها حين يتم هو اعتراف من جانب القارة الأوروبية كلها.

وأما الدولة الثانية فهي كندا التي أعلن رئيس حكومتها الشيء نفسه في اتصال مع أمير قطر، فليس من الممكن أن ننسى ما كان ترمب يقوله عند بدء رئاسته عن كندا، وأنه يريدها ولاية مضافة إلى ولايات أمريكا الخمسين! .. فإذا به يستيقظ على رغبتها هذه التي ستصيبه وتصيب حكومة التطرف في تل أبيب معه بكل ما في الدنيا من اكتئاب.

بدا قرار منع التأشيرة عن عباس ورجاله محزناً وداعياً إلى الأسف، ولكنه في وجهه الآخر بدا شيئاً آخر كما نرى في تنامي رغبات الاعتراف بفلسطين.. وأين؟ .. في الأمم المتحدة حيث الاعتراف يكون على مرأى من العالم على اتساعه.

إعلان

إعلان