- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
- أحمد سعيد
- محمد لطفي
- أ.د. عمرو حسن
- مصطفى صلاح
- اللواء - حاتم البيباني
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
من منا لم يعتصر قلبه ألمًا، بعد الواقعة المحزنة والمؤلمة في نبروه، والتي أقدم خلالها أب على قتل أطفاله الثلاثة: محمد ومعاذ ومريم، وشرع في قتل زوجته، وكتب نعيا لهم على صفحته على فيسبوك، ثم اتصل بجدتهم بكل برود ليخبرها بوفاتهم، والتي أصيبت بصدمة شديدة من هول الكارثة وعِظَم الحدث، ثم انتحر تحت عجلات القطار.
ولا أدري ما السبب الذي يجعل أبًا ـ والمفروض أنه السند والحماية لأطفاله ـ يُقدم على تلك الفعلة الشنعاء التي أبكت العيون وأدمت القلوب.
ولا عذر له مطلقًا في جريمته، التي أراد أن يهرب فيها من قاضي الأرض، فذهب مجرمًا إلى قاضي السماوات.
والغريب أن هذا الرجل لم يكن يمر بأي ضائقة مالية، رغم أنها ليست عذرًا، لأنه يعمل سائقًا ولديه سيارة نقل "تريلا"، بالإضافة إلى محل "أدوات منزلية" شارك فيه زوجته.
أي أنه لم يكن فقيرًا ولا "ما حلتوش اللضا" كما يقول المثل.
و"اللضا" كانت عملة نحاسية حمراء صغيرة، اخترعها المماليك في زمن الظاهر بيبرس لمساعدة الفقراء، ومكتوب عليها "الله هو الضامن"، يوزعها "بيت المال" على الفقراء والمحتاجين ليشتروا بها احتياجاتهم. فيقوم الفقراء بإعطاء "اللضا" للتاجر لكي يعطيهم احتياجاتهم، ويحصل التاجر على نقوده من بيت مال المسلمين بعد أن يسلمهم "اللضا".
وبالعودة للواقعة نجد أن سبب الجريمة هو خلافات زوجية، ورفض الزوجة العودة لزوجها.
ولم تكد تمر أيام على واقعة "نبروه"، حتى فوجئنا بواقعة أخرى مؤلمة، وهي أب يقتل إحدى بناته في الإسكندرية ويصيب الأخرى، ثم يقتل نفسه، بسبب خلافاته مع زوجته التي رفضت هي الأخرى العودة إليه.
حيث قام الأب باستدراج ابنتيه: الكبرى (15 عامًا) والصغرى (10 أعوام) بحجة شراء "شنطة المدرسة"، وقام بطعن الكبرى فقتلها، ثم طعن الصغرى التي تمكنت من النجاة بحياتها، ثم طعن نفسه بالسكين وفارق الحياة.
وقبل حادثتي نبروه والإسكندرية، قتل أب آخر أطفاله الثلاثة في مدينة "قويسنا" بالمنوفية، وبنفس السبب وهو خلافاته مع زوجته.
إنني أعرف آباء كانوا يمتنعون عن الإنفاق على أبنائهم وبناتهم نهائيًا، بسبب خلافات مع الأم، التي تضطر للعمل الشاق للإنفاق على أولادها وبناتها، وتقوم هي بدور الأب والأم معًا، بجانب أنه يرهقها في دهاليز المحاكم لكي تحصل على أبسط حقوق أبنائها ومصاريفهم المدرسية دون جدوى. ويظل يماطل لسنوات عديدة، وهي تقاتل من أجل حقوق أبنائها، بل إنه حتى لا يوفر لها مسكنًا للأطفال كحاضنة، وتظل الأم تنتقل بأطفالها من سكن لآخر دون أن يساعدها حتى في توفير مسكن للأطفال!
وعلى الجانب الآخر، أعرف أمهات يحرمن الأب من رؤية أبنائه رغم إنفاقه عليهم، في تعنت واضح وقسوة غريبة.
ولكن أن يتطور الأمر ونصل إلى درجة قيام الأب بقتل فلذة كبده بسبب خلافات زوجية مع الأم، فتلك هي المصيبة الكبرى.
فما ذنب الأطفال الأبرياء فيما يحدث بينه وبين أمهم أو بينه وبين زوجته؟!
فهل هؤلاء كانت لديهم عقد نفسية وظهرت بعد الزواج؟ وللأسف الشديد دفعت الثمنَ أرواحٌ بريئة طاهرة، كل جريمتها أنها ضحية لآباء أو أمهات مجرمين.
وليس ببعيد عنا واقعة السيدة المجرمة التي قتلت الأطفال الستة في "دلجا" بالمنيا ومعهم والدهم، بسبب خلافات زوجية أيضًا.
بالتأكيد تلك الحوادث حالات فردية ارتكبها مجرمون موجودون في كل أنحاء العالم، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن المجتمع المصري، الذي يتسم بشكل عام بآباء وأمهات يكافحون من أجل حياة كريمة لأبنائهم، بل ويضحون بأنفسهم من أجل أطفالهم.
لكنني أرى أن تلك الحالات الفردية بحاجة إلى أن يقوم علماء النفس والاجتماع بدراستها، ومعرفة الأسباب التي دفعتهم لذلك، وكيفية تجنب قيام هؤلاء بإيذاء أطفالهم.
لقد ذكرني ما يحدث بفيلم "أبناء وقتلة" الذي قدمه الراحل الجميل محمود عبد العزيز، وأخرجه عاطف الطيب عام 1987، والذي أقدم خلاله على قتل زوجته.
لكنه حتى عندما قتل ابنه المعيد بالجامعة، والذي جسد شخصيته الفنان أحمد سلامة، لم يكن يقصد قتله، وإنما قتله بطريق الخطأ وليس العمد.
لكننا لا نرى هذه الأيام فيلم "أبناء وقتلة"، وإنما نرى شيئًا آخر أكثر دموية ووجعًا للقلوب اسمه "آباء وقتلة"، تحوّل فيه الآباء والأمهات من السند و"الضهر" للأطفال الأبرياء إلى قابضي أرواحهم.