- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
- أحمد سعيد
- محمد لطفي
- أ.د. عمرو حسن
- مصطفى صلاح
- اللواء - حاتم البيباني
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
عبر 432 صفحة، يقودنا السيد زرد في كتابه «معجم لسان المصريين في القرن الحادي والعشرين» مؤسسة غايا، 2024) في رحلة ممتعة مع الألفاظ الدارجة المصرية وتطوراتها، مع جهدٍ مقدَّر لتأصيل هذه الألفاظ. وربما جاز القول إن هذا المعجم ليس فريدًا في بابه، وإنما هو إحدى حلقات سلسلة لها سوابق، وقطعًا سيكون لها لواحق، لكن ما يميز هذا العمل المهم هو رجوعه إلى كثير من هذه المعاجم واسترشاده بها حال إعداد مادة المعجم، على النحو الموضح في المتن وثبت المصادر والمراجع.
الشاهد أن الحاجة إلى المعاجم مستمرة، تتجدد مع كل تغيُّر يلحق باللغة نتيجة تغيُّر ظروف المجتمع وسبل العيش وما يستجد فيه. وتضحي الحاجة إلى مثل هذا المعجم أكثر إلحاحًا مع تسارع وتيرة التغيُّر في لغتنا، بتتابع دخول الكثير من المفردات إلى لغة الناس، وتغيُّر دلالات كثير من الألفاظ الموروثة، وتراجع تداول الكثير منها، إضافة إلى انقسام لغة الناس إلى «لغات» فرعية متقاطعة ومتباينة تتعلق بعمر مستعمَل اللغة ووضعه الاجتماعي.
يقول السيد زرد: «ولهذا، فإن هذا القاموس يولي عنايته للألفاظ الدارجة المأنوسة في الاستعمال؛ التي ما زالت تتداول بين المصريين، مع التركيز على تلك الأكثر شيوعًا وتداولًا، والإشارة لعدد من الألفاظ التي تراجع استعمالها دون أن تندثر تمامًا أو يبطل فعليًا تداولها، والإشارة -متى دعت الحاجة- إلى حظ اللفظ من الذيوع في التداول أو مدى انحساره. والنطاق الجغرافي المستقاة منه هذه الألفاظ؛ التي اتخذناها مداخل للقاموس، هو منطقة القاهرة الكبرى، وذلك لاعتبارات عملية وإجرائية؛ ولأن القاهرة تضم خُمس تعداد سكان مصر، وتعد لهجتها هي الأكثر تداولًا بين المصريين، ذلك أن مصر دولةٌ مركزية منذ زمن بعيد، وبوصف القاهرة هي العاصمة وقاعدة الحُكم منذ أن أسسها الفاطميون في الخامس من أغسطس 969م، فإن لها تأثيرًا وثقلًا ثقافيًا وحضاريًا كبيرين وعميقين على ما يحيط بها من مدن وقرى، وعلى سائر أنحاء البلاد يعزز كل ذلك اعتماد لهجتها بصورة أساسية في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية» (ص 12-13).
ولعل أبرز الدوافع وراء وضع هذا الكتاب -كما يقول المؤلف- تعرُّض كثير من الألفاظ للانقراض في العقود الأخيرة؛ مثل مشردِم (مقطَّع)، ومِهردِم (وصفًا للثياب الخلق) وحَشْكَلَه (تملق). ومع اتساع الهوة بين الأجيال وافتقاد الحوار وانسداد سبله بين الآباء والأبناء، كان لزامًا على المؤلف إقامة جسر بين الألفاظ المحكية القديمة والحديثة عبر هذا المعجم.
نطالع في الكتاب:
«إن مداخل أي معجم تتحدد بالهدف من إعداده، وإذ يستهدف المعجم الذي نضعه بين يديّ القارئ إيضاح مدلولات الألفاظ التي يستعملها المصريون حاليًا في حياتهم اليومية للقارئ العام، وتقريب معانيها واستعمالاتها إلى أذهان الأجيال المختلفة، برفع ما عساه يشوبها من التباسات، وبيان ما يكون قد طرأ عليها من تغيرات، فقد راعينا ذلك في اختيار مواد المعجم.
«وقد سعينا إلى الإشارة في بعض المواضع للتطور التاريخي للمفردات، مع إرجاع كل لفظ إلى أصله المأخوذ منه؛ سواء من اللغة العربية الفصحى أو التركية أو القبطية أو الإنجليزية أو غيرها من اللغات. بيد أننا لاحظنا، فيما رجعنا إليه من مصادر ومراجع، أن بعض الكُتَّاب والباحثين يحيلون كثيرًا من الألفاظ الدارجة إلى اللغة العربية الفصحى أو اللغات المصرية القديمة بشكل فيه تكلُّف وتعسف، ربما لنعرات لغوية أو دينية» (ص 13).
لا شك في أن كل من يحاول كتابة اللغة الدارجة بدقة، وعلى نحوٍ يطابق تلفُظ المصريين بها، يواجه صعوبة شديدة في رسم الكلمة، ذلك أن الطريقة المتبعة في كتابة العربية الفصحى غير كافية لتصوير النطق الدقيق للدارجة لاشتمال الأخيرة على أصوات ساكنة، وأصوات لين، ليس لها في الكتابة العربية رموز موازية. وعمومًا فإن رسم الكلمات -في سائر اللغات- يتميز بأنه أكثر ثباتًا ولا يواكب حركة اللغة المنطوقة، لا يلاحق ما يطرأ عليها من تغيُّر.
يقول السيد زرد: «وبالاستعانة بتشكيل الألفاظ الدارجة، سعينا قدر الاستطاعة إلى التماهي بين الملفوظ والمكتوب، أو بالأقل تقريب الكتابة للواقع الصوتي، وفي معرض ضبط الألفاظ بالشكل، لا بدَّ من التنبيه إلى أن آخر الألفاظ في اللسان الدارج ساكنة على الدوام؛ ولذا أغفلنا ضبط أواخر مداخل المعجم» (ص 15).
ويستدرك مؤلف المعجم قائلًا: «إلا أنه، وعلى الرغم من أن اللسان المصري دأب على نطق القاف همزة، فإننا آثرنا أن نكتبها قافًا ضبطًا للنطق، ومراعاةً لاعتياد كتابة الألفاظ الدارجة على هذا النحو في الشعر العامي والحوار المسرحي وما شابه، كما في: «بَقْف»، و«حَمرَق»، و«زَنقور»، و«مِقَفَّع»،. ولم نعدل عن ذلك بكتابة الكلمة بالهمزة مثلما ينطقها المصريون عوضًا من القاف، إلا في الحالات القليلة التي يكون فيها أصل الكلمة في العربية الفصحى متضمنًا الهمزة، فحاكينا الفصحى في ذلك، كما في: «إتمَالِت» من الألت، و«ألّش» من ألس، و«أَوَا» من أوة» (ص 15).
ويشرح السيد زرد جزئية مهمة في معجمه، فيقول: «وبالطبع، فلم نستعمل في هذا المعجم الجيم الصلبة؛ المعطَّشة (چ)، واستخدمنا الجيم المصرية الرخوة، غير المُعطَّشة (ج)، ولا ترد الجيم المعطَّشة في المعجم إلا في الكلمات ذات الأصول الأجنبية، كما في: «أبَاچُوره»، و«چَنط»، و«چُوان»، و«چونيله» (ص 15).
يتناول الباحث السيد زرد بالشرح كلمة مثل «هَشتَكَه»، فيقول: «تعني تدليل الأطفال الصغار بحملهم بالذراعين ورفعهم إلى أعلى تكرارًا. ومنها الفعل: هشتِك وهَشِّك؛ أي دلل. وكثيرًا ما تتلازم كلمتا: هَشتَكَه وبشتَكَه، خاصةً في تعامل الآباء مع الأطفال لما بين هاتين الكلمتين من جناس، والبشتكه هي الأرجحة. ويقولون: هِشِّك بِشِّك، يقصدون الإشارة إلى الرقص والخلاعة، وهي نظير للشخلعه الدارجة. وكلمة هشتك لها أصلٌ فصيح على الزيادة: هَشَّ إليه وهَشَّ له: انشرح صدره سرورًا به، وهَشَّشَ فلانًا: فرَّحه ونَشَّطه، والمُتَهَشِّشَةُ: المتحببة إلى زوجها، أما البشتكه فمأخوذة من كلمة Beşik التركية، وتعني التأرجح» (ص 396).
أما كلمة «حَسوَكَه»، فيقول: «انشغال بصغائر الأمور. والمحسوك هو الذي يدقق في التفاصيل الصغيرة غير المهمة. جاء في «الرسالة التامة في كلام العامة» أن حَسوَك تعني تشاغلَ بشيء لكي يدفع عنه شغلًا ألزم له منه قصدًا بذلك ليجيز الوقت. ويرى البعض أنها مأخوذة من الفصحى على تأويل في المعنى: حَسَك السمك: عظام السمك الرقيقة، والحسك: نبات عشبي بري شائك. وجاء في مثل هذا التأويل في «المحكم في أصول الكلمات العامية». والأصوب أنها من حَثَّك؛ حيث أُبدِلت الثاء سينًا وفُك إدغام الثاء المضعَّفة وأُبدِلت الثانية واوًا، وفي القاموس المحيط: حَثَّك الشيء: بحثه وفحصه» (ص 153).
في معرض شرحِه لكلمة «حَربُوءة»، يقول المؤلف: «يقولون في معرض الشتم: مره حربوءة؛ أي امرأة فاسدة حسيسة متلونة. وقلما يُستعمَل مذكرُها. ويغلب أن تكون مأخوذة من الحِرباء، المعروفة بقذارتها وقدرتها على التلوّن، وتراجع استعمال هذا اللفظ» (ص 151).
وعن كلمة «هَفِيَه»، يقول المؤلف: «متخاذل وجبان لا وزن له. وتعرف الدارجة المصرية إلى جانب هَفِيَه كلمات نظيرة: هفأ وخِرِع، وكلها قل ورودها على لسان المصريين المعاصرين، وقد أشار إلى «هَفِيَه» يوسف المغربي في كتابه «دفع الإصر عن كلام أهل مصر» في مطلع القرن الحادي عشر الهجري. وهي مُحرَّفة من الفصحى: الهِفُّ: الخفيف من الناس» (ص 397).
ويشرح السيد زرد كلمة «أَلابَنْدا»، فيقول: «يقولون: بلاش ألابندا؛ أي كُف عن التشويش والخداع، ومحاولة التحايل والتذاكي. وهي تستعمل في إطار المودة والمزاح. ويلفظونها أيضًا: آلابنضه. وهي مُعَرَّبة عن الإيطالية la banda ومعناها فرقة موسيقية. وانتقلت إلى ألسنة المصريين عن طريق اللغة التركية alabanda، وتعني توبيخ أو عتاب شديد» (ص 83).
ويشير إلى كلمة «خِرْمِس»، فيقول: «وتعني ظلام دامس. ومنها: مخرمس. وهي عربية فصيحة، ففي معجم لسان العرب: ليل مخرمس: مظلم» (ص 167).
ونحسب أن هذا الكتاب يُقدِّم إضافة لا غنى عنها للباحثين في أصول الألفاظ المتداولة بين المصريين قديمًا وحديثًا، ورصد تطور الألفاظ الدارجة في مصر ومدى تأثرها بالعلوم والثقافات والجنسيات المختلفة.