حفلة "عملت" أزمة لراغب وفتوح

يبدو أن حفلة النجم راغب علامة الأخيرة بالساحل الشمالي تحولت إلى أزمة لكل من راغب ولاعب نادي الزمالك أحمد فتوح، وتسببت في إيقاف الاثنين في وقت واحد.

فالأول، وهو راغب، تم منعه من الغناء في مصر لحين مثوله للتحقيق أمام نقابة الموسيقيين، بسبب قيام فتاة من الجمهور بتقبيله على خشبة المسرح.

أما الثاني، أحمد فتوح، فقد تم توقيع غرامة مليون جنيه عليه من قبل نادي الزمالك، بسبب مغادرته لمعسكر الفريق وتغيبه عن التدريبات بحجة مرض أحد أفراد أسرته، وذلك لحضور حفل راغب بصحبة اللاعب إمام عاشور، لاعب النادي الأهلي، الذي لم تُوقع عليه أي عقوبات لأنه في إجازة بسبب الإصابة التي حرمته من السفر مع الفريق إلى تونس والانضمام إلى المعسكر هناك، حيث يواصل عاشور برنامجه العلاجي بعد إصابته في الكتف وإجرائه عملية جراحية في أمريكا.

وهكذا، تحولت الحفلة إلى أزمة لراغب وفتوح، حيث أصدر نقيب الموسيقيين مصطفى كامل بيانًا قال فيه: "مسارح مصر اعتلاها كبار الفنانين، ولم تكن يومًا ولن تكون للقبلات والإيحاءات غير المنضبطة".

وأضاف: "تابعت على مدار اليومين سلوكًا مشينًا يخالف كل العادات والتقاليد والقيم المجتمعية المصرية، ولم نعتد عليه داخل وطننا، ولن نسمح بأن يحدث ذلك على أرض أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم وعظماء الفن العربي، والتي لم تكن يومًا ولن تكون مرتعًا للقبلات والإيحاءات التي تثير الاشمئزاز".

من جانبه، قال راغب علامة تعليقًا على ما حدث، لبرنامج "آخر النهار" الذي يقدمه الإعلامي تامر أمين: "إن الفتاة أرادت التعبير عن فرحتها بنجمها المفضل، وقامت بتقبيله قبلة جانبية من خده وليس من فمه، لكن الزاوية التي التُقطت منها الصورة ظهرت وكأننا في فيلم (أبي فوق الشجرة). وما حدث كان تعبيرًا عفويًا من إحدى المعجبات، على حد وصفه، والبنت مسكينة وظُلمت".

وحمل راغب المسؤولية لمنظمي الحفل الذين سمحوا للجمهور بالصعود إلى المسرح بهذا الشكل، وأشار إلى أنه لا يستطيع إحراج معجبيه، وأنه يحترم الجمهور ولا يتعامل معهم بقسوة.

وأضاف ضاحكًا: "واحدة باسَتني، أضربها؟!" وأكمل: "بالتأكيد هي تحبني، وأنا لا أستطيع أن أكسر بخاطر جمهوري".

وعن مثوله للتحقيق في النقابة، قال: "سأحضر التحقيق في أول زيارة لي إلى مصر الأسبوع المقبل"، وشدد على أن مسيرته طوال 40 عامًا لم تشهد أي خلافات مع نقابة الموسيقيين، وأنه يحب مصر ويعتبرها بلده الثاني.

أما لاعب الكرة أحمد فتوح، فقد قرر المدير الرياضي لنادي الزمالك، جون إدوارد، تغريمه مليون جنيه، وإيقاف مستحقاته، وتحويله للتحقيق بسبب مغادرته معسكر الفريق بالعاصمة الإدارية الجديدة بحجة مرض عمه، وتغيبه عن التدريبات لحضور حفل راغب.

بينما لم يفرض الأهلي أي عقوبات على لاعبه إمام عاشور، لأنه يواصل برنامجه العلاجي بعد الجراحة التي أجراها في كتفه في أمريكا، عقب إصابته في مباراة الافتتاح في كأس العالم للأندية. وبالتالي، فإن إمام كان في إجازة، ولذلك لم تُوقَّع عليه أي عقوبة.

وقد علّق الفنان عمرو وهبة على أزمة فتوح وراغب قائلًا: "العيلة دي حد إدّاها عين، فتوح وعمه اتوقفوا"، وهو تعليق ساخر على ادعاء فتوح أن عمه مريض. وربما يكون عمرو وهبة محقًا في أن تلك الحفلة "واخدة عين"، لأن راغب تعرض للإيقاف، وفتوح أيضًا بسبب نفس الحفلة!

الطريف أن حفلات الفنانين قد تشهد أحيانًا مواقف غريبة للنجوم منذ أيام أم كلثوم وعبد الحليم، فقد صعد أحد الأشخاص إلى المسرح وحاول تقبيل قدم أم كلثوم على المسرح، مما تسبب في سقوطها أرضًا. كما قام أحد المعجبين بجعل عبد الحليم يرتدي جلبابًا على المسرح فوق بدلته.

لكن الأمور لم تصل أبدًا إلى ما حدث مع راغب، وقيام فتاة بتقبيله واحتضانه على المسرح.

وحسنًا فعل نقيب الموسيقيين، لأنه لو ترك هذا الأمر يمر مرور الكرام، لشهدنا مهازل على خشبة المسرح في الحفلات القادمة.

وكان من الواجب بالفعل أن تكون هناك وقفة حاسمة، والتصدي بكل قوة لمثل تلك الأمور.

كما أن نادي الزمالك محق في عقوبته لفتوح، الذي يجب أن يعيد النظر في أفعاله وتصرفاته التي تجلب له المشاكل، لأنه لاعب كبير وموهوب، لكنه يدخل نفسه في نفق مظلم بسبب تلك التصرفات الطائشة.

وعليه أن يجيد "اللعب مع الكبار"، لا أن يكون "غاوي مشاكل" كما كان يحدث في الفيلم الشهير لعادل إمام.