إعلان

بداية جديدة / تخفيضات

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / تخفيضات

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

04:49 م الأربعاء 24 أغسطس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يقع الكثير من الأشخاص في فخ (التخفيضات)... مصطلح جديد على الحياة الاجتماعية والإنسانية تفاصيله ومحتواه عبارة عن إذلال النفس وعدم تقديرها وإعطائها القيمة التي تستحقها، يطلق عليه علماء النفس والاجتماع اسماً آخر وهو (التنازلات) . ينخدع الإنسان عندما يقنع نفسه ويصدقها بأنه إذا قدم (تخفيضات) وبذل مجهوداً فوق طاقته وأعطى بزيادة سوف يقابل بالشكر والعرفان بالجميل، رفقاً بنفسك أولا أيها الإنسان، كل ما عليك هو التعامل بكل شفافية وصدق وإخلاص، ولكن قف قليلاً وأعد ترتيب المشهد مرة أخرى، هل تحصل على ما تريده؟؟ هل ما تقدمه من تضحيات يلاقي نتيجة مرضية لك؟؟ هل ما تقوم به من مجهود يقدر ويحترم من الطرف الآخر؟؟

من الطبيعي والصحيح أن أي علاقة إنسانية تكون مبنية على مبدأ الاحترام والتقدير وليس الضعف أو الاستهانة بما تقدمه والتقليل منه وتبدأ أنت مرة أخرى في البحث عن تبريرات وتفسيرات لكي يقتنع بها عقلك ويترجم بها أفعال الطرف الآخر وتبحث عن إجابة وحلول منطقية يستطيع العقل تقبلها لتستمر مرة أخرى في تقديم (التخفيضات) لكي يرضى عنك ويحاول فقط أن يعطيك جزءاً من حقوقك الطبيعية والبسيطة، كل هذا وأنت تبذل مجهوداً وطاقة مهدورة وتسأل نفسك مليون سؤال: لماذا بعد كل ما أعطيه من مجهود لا أستطيع أن أكون إنساناً راضياً وأشعر بالأمان والسلام النفسي الداخلي ...لماذا لا أحصل على ما أريده؟؟ وهنا تأتي الإجابة قاطعة وواضحة في نفس الوقت لأنك تنازلت عن قيمتك وقللت منها بل وأعطيت من غير حساب، عليك الآن أن تلوم نفسك أولا قبل أن تلوم الطرف الآخر .. كل فعل من عطاء لابد أن يكون بحكمة واتزان ولقد كتبت فيما مضي مقالاً يتحدث عن هذا (وقفة مع النفس) أنت من تعطي قيمة لنفسك وأنت من تقوم بإهدارها والتقليل منها وهذا ليس معناه أن كل ما تقوم به من عمل أو فعل لابد له من مقابل ولكن لابد له من تقدير وأنك تشعر بقيمتك الإنسانية لدى الطرف الآخر ...عليك أن تكون أكثر حكمة في السيطرة على عاطفتك ولا تجعلها تقودك إلى الهاوية وتجعل منك شخصاً يُستخف به وبقدراته. ابذل مجهوداً ولكن تأكد دائما أنه في مكانه الصح.. الله سبحانه وتعالى كرمك وجعل الكون كله بما فيه وعليه مسخراً لك أنت وهذا إن دل على شيء فإنه يدل أن نفسك عزيزة ولها قيمة، كيف توافق أنت على التقليل منها وإهانتها... عليك أن تواجه نفسك مرة أخرى وتحاسبها ولكن حذاري من جلد الذات كن رحيماً وفي نفسك الوقت حكيماً لا تعطي ولا تمنع ولكن كل شيء بمقدار.

وإذا استطعت عزيزي القارئ أن تصل إلى مرحلة أن تحب نفسك وتقدرها وتعرف قيمتها قبل ما تحب الآخرين سوف تتغير رؤيتك نهائياً وحكمك على الأمور وسوف تتغير أيضا نظرة الأشخاص لك أنت، أنت من تصنع نفسك وسط الآخرين وأنت من تعطي قيمة لها ومن هنا يأتي تقدير الآخرين لك.

بداية جديدة ...

إعلان