إعلان

الجدارة الروسية والنذالة الأمريكية!

محمد حسن الألفي

الجدارة الروسية والنذالة الأمريكية!

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 09 مارس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تاريخ هذا القلم في مناصبة الشيوعية وأخواتها ومشتقاتها ودرجاتها- العداء لا يمكن إغفاله، ونزوع هذا القلم إلى الحرية المسئولة وممارستها وتوظيفها في سبيل الدولة الوطنية المصرية والحقوق العربية- يمكن التثبت منه بالرجوع إلى ما حبره وسطره عبر سنين المهنة والابتلاء بداء الكتابة.

لماذا نقول هذا؟ نقوله لأن المواقف، رغم اختلاف المذاهب، لا يجوز أن تطغى على الحقيقة السياسية أو الأخلاقية. وصحيح أن روسيا بوتين ليست الاتحاد السوفيتي، لكن مواقف الإمبراطورية السوفيتية التي فككها الغرب دون طلقة صاروخ واحدة عبر النشطاء كانت الدفاع عن الحقوق الوطنية العربية، وهو ما تواصله روسيا الاتحادية تحت قيادة فلاديمير بوتين.

تسطع الحقائق عند القياس..

ومعيار القياس في العلاقات الدولية هو المبادرة للمساندة أو الخذلان.

تاريخ الروس مع العرب يجعلهم جديرين بالثقة.

تاريخ الأمريكيين مع العرب يلقي بهم في خانة التشكك.

ولا شك مطلقا أن من أطلق تعبير "المتغطي بالأمريكان عريان" يستحق جائزة نوبل، لأنه أوجز خبرة مؤلمة من النذالة الأمريكية المستمرة.

تتداعى كل هذه المعاني في وقت يتبادل فيه وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد النظر في أمن الإقليم، ويقر الوزير الإماراتي بأن الروس يمكن الاعتماد عليهم .

بالقدر ذاته من الوضوح فإن الأمريكيين لا يمكن الاعتماد عليهم، يخذلونك في أطيب حالاتهم الأخلاقية، خلاف ذلك لعلهم يتآمرون عليك، للابتزاز أو لإسقاط العرش أو لتخريب الجيش وتفكيك الدولة الوطنية.

وقف الروس مع الشقيقة سوريا سنوات طويلة، في وقت خذلها فيه الأشقاء الذين ينادون اليوم بضرورة عودتها إلى الحضن العربي.

قدم الروس إلى سوريا السلاح والقوات والقوت والدعم، بينما عمل عرب على تدميرها.

واليوم يعود العرب الذين يذهلهم نكوص الإدارة الأمريكية عن التزاماتها تجاه أمن الخليج إلى الاعتراف بأن روسيا دولة جديرة بالائتمان وبالثقة.

ولن تقتصر زيارة لافروف على أبو ظبي، بل سيتوجه إلى السعودية وإلى قطر.

في الـ72 ساعة الأخيرة أمطرت إيران بصواريخها الباليستية الأراضي والمدن والمنشآت النفطية السعودية.

تضرب إيران أمريكا من اليمن في السعودية، للضغط على واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي كما هو، ودون إعادة التفاوض على الاتفاق وإبعاد أي مباحثات تتعلق بالأسلحة الصاروخية. فماذا فعلت أمريكا التي تعزف نغمة مملة منذ وصول بايدن للحكم أنها ملتزمة بالدفاع عن الأمن السعودي؟

لم تفعل سوى ما فعله الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة: ندين ونستنكر وغير مقبول.. وعلى الحوثيين وقف الهجوم على الأراضي السعودية.

أكثر من ذلك لا يحدث..

إخراج بايدن للحوثيين من تصنيف ترامب لهم بالجماعة الإرهابية منحهم الضوء الأمريكي الأخضر، وقوى قلبهم وشوكتهم فمضوا إلى وضع السعودية في موقف الدفاع.

وهكذا تخذل الولايات المتحدة أعز وأقرب حلفائها، الذين باتوا يتشككون في صدقية الوفاء بما تعهدت به ووقعت عليه في اتفاقيات شراكة استراتيجية لعقود من الزمن.

في هذا السياق يمكن النظر إلى الدخول الروسي الرصين إلى منطقة الخليج حقا وواجبا للخليجيين، وأكبر أخطاء وخطايا الولايات المتحدة .

مواقف روسيا والصين مع المنطقة وفيها تسحب الثقة من إدارة بايدن. والأخيرة تستأنف سياسات أوباما في خذلان الحلفاء العرب، وتواصل سياسة العناد بالاستمرار في شطب كل ما تركه ترامب من سياسات، حتى لو كان بعضها معقولا.

روسيا جديرة بالثقة.. أمريكا لا يمكن الاعتماد عليها.

إعلان