إعلان

حوار مع صديقي حول الهوية الوطنية...

الشيخ أحمد تركي

حوار مع صديقي حول الهوية الوطنية...

الشيخ أحمد تركي
07:09 م السبت 20 يونيو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هو: شيخ أحمد تركي لماذا وضعت علم مصر على صورة الأكاونت الخاص بك بالفيسبوك؟ الأجدر يا صديقي أنك شيخ أزهري والكل يستفيد منك! على اختلاف الانتماءات والهويات!، وبالتالي من غير المناسب أن تُظهر هويتك الوطنية!!،

أنا: سؤالك جيد يا صاحبي وإليك الآتي…

1- الهوية الوطنية لا تقل قداسة عن الهوية الدينية!

فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يسقط انتماءات الصحابة تجاه بلدانهم أو قبائلهم (صهيب الرومي- سلمان الفارسي- بلال الحبشي- الأوس- الخزرج- المهاجرون- الأنصار...).

لقد أسقط العصبية الجاهلية وقال دعوها فإنها منتنة... وأبقى الانتماء كما هو…

وأنت تعلم تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وبالمعلاة خاصة (المكان الذي ولد وعاش فيه- ويقع أمام باب السلام)، لدرجة أنه تخير لتعبده غار حراء على جبل النور حتى يغذي روحه بالنظر إلى السماء ومناجاة ربه، ويغذي مشاعره في حبه لبيته ومكانه بالنظر إلى الكعبة والمعلاة...

وعندما هاجر عن مكة قال: والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت! ."

وهذه الكلمات تعكس مكانة مكة (المقدسة- أحب البلاد إلى الله)، كما تعكس مكانة مكة الوطن (وأحب البلاد إلىّ).

هي نفس القدسية- هوية الوطن من هوية الدين...

ولا ننسى يا صديقي أن الله تعالى أرضاه في تلك المشاعر عند تحويل القبلة فقال له "فلنولينك قبلة ترضاها".

فلا يزايد علينا كهنة الإرهاب الذين سمموا تراثنا في المائة العام الماضية بأفكار الاستعمار وشرعنوها ضمن مخطط الماسونية العالمية لحصار مصر تحديداً واستخدام الدين وتزويره على يد كهنة الإرهاب لهذه المهمة!

2- لا بد أن نعترف أننا في حرب شاملة! وجزء كبير من هذه الحرب على الهوية (الدينية بالطعن في الدين)، وعلى الهوية الوطنية (بمحاولة إسقاط الوطن)..

وجهود النخبة في هذه الفترة وفي المستقبل ترسيخ معاني الولاء والانتماء لدي الشباب والأجيال حتى نسلم من مؤامرات لا يعلم مداها إلا الله...

3- وإذا كنت تتكلم عن مشاعر كارهي بلدي وهم يريدون الاستفادة مني؟!.

فلا بد أن يعلموا أن مصر هي التي صنعتني وصنعت كل من عاش على أرضها- لقد تعلمت في الأزهر الشريف بدون مصاريف!، على نفقة مصر، وتكونت شخصيتي العلمية، وكل خبراتي من فضل الله ثم من فضلها!!

فمن أراد أن يستفيد مني فليعلم هذه الحقيقة ويوجه الشكر إلى بلدي قبل توجيه الشكر إلى شخصي، لقوله -صلى الله عليه وسلم- "من لا يشكر الناس لا يشكر الله".

أما من كره مصر وكرهني على هويتي الوطنية!، فهو لا يلزمني... ولن أكون مثل الشيوخ المنافقين الذين يمسكون العصا من المنتصف!، ويعيشون في المنطقة الرمادية!.

ولقد تسلل الإرهاب بفكره إلى تراثنا بسبب هؤلاء!!.

لقد قال لي أحدهم في 2012 أثناء اشتباكي الفكري مع تطرف الجماعة "كن إخوانيًا مع الإخوان سلفيًا مع السلفيين وصوفيًا مع الصوفية!!!.

وهو الآن يتغنى بالوطنية!.

هو: كيف تسلل الإرهاب بفكره إلى تراثنا؟.

أنا: دا موضوع طويل، لكن دعني أذكر لك طرفاً منه..

وظف الاستعمار جماعة الإخوان الإرهابية الماسونية وبناتها المنبثقة منها لشرعنة أفكار تساعد على تفكيك المجتمع على المستوى الفكري ثم على المستوي الاجتماعي...

أعطيك مثالاً بسيطًا...

ذكر المجرم الإرهابي الماسوني سيد قطب في كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، مصطلحًا شيقًا وجاذبًا"، فقه بناء الدول (هو الذي أنشأ هذا المصطلح بكل خبث ولم يذكره أحد قبله!)..

انظر إلى عنوان الكتاب والمصطلح الجاذب!!!

كل قارئ حسن النية سينخذع حتمًا في العنوان والمصطلح، وغالبًا ما يستدرج إلى الاقتناع بالتفاصيل المفخخة!!.

فقد أطلق سيد قطب مصطلح "فقه بناء الدول" في إطار حديثه عن إسقاط مصر وكل الدول وبناء الخلافة الإسلامية!!!.

وبهذا أوهم الشباب الذين قرأوا الكتاب أن دولة الإسلام هي وفق تصور سيد قطب ليست مصر! بل هي الخلافة!!.

إذاً فلا بد من حربها وإسقاطها لبناء الخلافة على أنقاضها!!!.

وتجاهل هؤلاء جميعًا... أن مصر هي أقدم دولة في التاريخ، ذكرها القرآن الكريم كدولة متكاملة الأركان...

وكل الأنبياء والرسل تعاملوا مع مصر الدولة...

والنبي صلى الله عليه وسلم تعامل معها على أنها دولة حين بعث برسالته إلى المقوقس عظيم القبط في مصر، رغم أنها كانت تابعة للروم وقتها، فإن النبي تعامل معها كدولة باعتبار التاريخ والمستقبل،،، وأثنى عليها وعلى قبطها وجندها خيرًا في عشرين رواية..

ويؤسفني استخدام بعض المسؤولين في المؤسسة هذا المصطلح؛ ليكون عنوانًا لمؤتمر من مؤتمرات الشأن العام في إطار دعم مصر!!!، إما جهلاً بالمصطلح وما يرمي إليه؟، أو معتمدًا على جهل الكثير من الناس بهذا الأمر؟!!!.

وإذا كانت مصر كدولة تضرب بجذورها في التاريخ قبل مجيء الأديان وهي باقية إلى قيام الساعة، فليس من المناسب اجترار مصطلحات الإرهاب، حتى ولو في إطار وطني!!.

كان من الممكن استبدال هذا المصطلح بأي مصطلح آخر (كدور الخطاب الديني في بناء مؤسسات المجتمع مثلاً)، أو (الدور الوطني لعلماء الأزهر)... إلخ.

هو: هذا كلام خطير يا شيخ أحمد؟.

كيف تكشف هذه الخطابات الناعمة بخلفيتها الإرهابية؟ .

أنا: ابتسامة 😀 لطيفة

ألم ترَ الطبيب النفسي، كيف ينصت إلى المريض بالساعات، وهو يهلفط بالكلام ويثرثر دون أن يدري أنه يسلم طبيبه تاريخه المرضي من خلال كلامه؟!.

أنا كذلك...

أستمع إلى الكثير من الوعاظ والمشتغلين بالدعوة!.

ومن خلال كلامهم أتعرف على تكوينهم المتطرف!!.

لأن كل الشباب المنتمي إلى الجماعات تكوّن على تراث الجماعة ومصطلحاتها ومفرداتها ومفاهيمها التي تخدم الجماعة ولا تخدم الإسلام!!.

فإذا ما استخدم التقية، وأظهر وطنية كذوبة (يسمونها فقه المرحلة)، تُكذبه شواهد كثيرة في حديثه دون أن يدري..

وقد يتراجع دون أن يعالج مفاهيمه!!، فهو كمريض "كورونا.. كوفيد-19"، دون أعراض يعدي غيره دون أن يظهر عليه التطرّف!!.

وعليه فهناك الكثير يعدون الناس بأفكار متطرفة بأسلوب ناعم!!

لأجل هذا بُح صوتي من عدة سنوات وأنا أنادي بتطهير المؤسسة وعدم توظيف عناصر خلفيتها متطرفة!.

وقد دفعت فواتير كبيرة بسبب هذا الموقف!.

هو: أقلقتني يا شيخ أحمد! وما العمل؟.

أنا: لا تقلق يا صديقي الدولة المصرية جادة في مكافحة الإرهاب فكريًا، وكل عقدة ولها ألف حلّال..

أنا مستبشر خيرًا.

المهم أن نكون جميعًا:

#على_نور

ولا تحزن

#إن_الله_معنا

#الشيخ_أحمد_تركى

إعلان