إعلان

إخراج الجثة من الثلاجة.. للإنعاش!

محمد حسن الألفي

إخراج الجثة من الثلاجة.. للإنعاش!

محمد حسن الألفي
07:15 م الثلاثاء 01 ديسمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بعد عقد تقريبا من الزمان، تشهد القضية الفلسطينية الإسرائيلية- لم يعد اسمها الصراع العربى الإسرائيلي- تحركا مفاجئا هذا الأسبوع في اتجاه استئناف التفاوض والتباحث بين الطرفين: طرف في مركز القوة، وطرف يلملم ما تبقى بكل طاقة فيه، ينازعه الإخوان الحماسيون في غزة، ويرفضون تحركه.

جاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إلى القاهرة، والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان أبو مازن التقي قبلها بيوم بالعاهل الأردني. بالطبع مصر والأردن ترتبطان باتفاقيات سلام وتطبيع منذ عقود، وحين يعود عباس إلى الدولتين المعنيتين مباشرة بالقضية الفلسطينية، فإنه يحاول الاستفادة القصوى من حرية الحركة التي تتمتع بها مصر في علاقاتها مع الإقليم، ومع العالم، كما أن الأردن كان أول دولة عربية خاطبها بايدن، وهو بعد رئيسا منتخبا، لم يتوج فعليا.

الدور المصري في القضية الفلسطينية لا يحتاج شرحا وتفصيلا؛ فالملف كله دماء زكية طاهرة، ومليارات أنفقت، وأهدرت، ورد الجميل كان اختراق السيادة المصرية في مؤامرة إسقاط مصر يوم الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١.

لكن لماذا يهرول عباس إلى مصر؟ وماذا أغرى الفلسطينيين باستئناف التفاوض الذي رفضوه طيلة حقبة ترامب، وكان قاسيا غليظا على حقوقهم بالفعل؟

يريد الرئيس الفلسطيني من القاهرة تنقية الأجواء مع عواصم الدول الخليجية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، وكانت السلطة الفلسطينية، أطلقت حملة هجوم شخصية عنيفة ضد قيادات وحكام في دول التطبيع. وصحيح حصل اعتذارات، وسحب شتائم، لكن أيضا كان هناك سحب سفراء للسلطة في الإمارات وغيرها.

ليس هذا هو المطلوب عربيا فقط من مصر لصالح القضية الفلسطينية؛ فقد اتفقت إرادة القاهرة وعمان ورام الله على وجوب عقد مؤتمر دولي لإحلال السلام الفلسطيني الإسرائيلي.

على أي أساس سيتم التفاوض؟

الأرض مقابل السلام. تبدد هذا العرض، وحصلت إسرائيل على السلام مقابل السلام. أي تضربني أضربك. تسالمنى وتعاملنى بالحسنى أعاملك بالحسنى، حتى وأنا أحتل أرضا عربية لأشقاء لك .

تلك هي الحقيقة الواقعة بكل ثقلها على صدر المفاوض الفلسطيني.

استأنف عباس قبول التنسيق الأمنى مع إسرائيل، وردت إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة لديها، وخصمت منها مبلغا كبيرا.

قبول عباس بهذا كله تنازل كبير، ومحاولة لوقف نزيف الاستيطان الذي يتمدد رغم ما قطعته إسرائيل للعرب المطبعين الجدد، ولترامب، من وعود بتجميد حركة الاستيطان .

مرة أخرى، علام سيتم التفاوض؟

دولتان؟ القدس عاصمة مشتركة؟ جيش بلا أسلحة هجومية منزوع السلاح تقريبا؟ هل ما سيتوصل إليه أبومازن ستقبله حماس؟

عشرات الألغام تحت الأقدام، ومع ذلك، فالإدارة الفلسطينية تحاول استثمار التصريحات المبكرة لبايدن عن وقف التمدد الاستيطاني في الأراضي المحتلة، وعن حل الدولتين وعن إعادة مكتب التمثيل الفلسطيني بواشنطن، وتقديم أموال لمساعدة السلطة الفلسطينية.

هل سيتم التفاوض على أساس حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧؟

ذاك وهم. تطرح إسرائيل فقط حدودا آمنة معترفا بها وربما مع تبادل أراضٍ.

العرض ذاته بدأ مع بداية حكم أوباما، وسبق أن رفضه أبومازن.

المهم فعلا والحقيقي فعلا هو استئناف الدول الوطنية العربية دورها في طرح القضية الفلسطينية على الطاولة، وبمعنى أدق إخراج الميت ومحاولة إنعاشه بقبلة إسرائيلية.

إعلان