إعلان

كيسي أفليك يعود لكارلوفي فاري السينمائي رغم اتهامات التحرش

د. أمل الجمل

كيسي أفليك يعود لكارلوفي فاري السينمائي رغم اتهامات التحرش

د. أمل الجمل
09:01 م الثلاثاء 02 يوليو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

«بصفتي أبًا لطفلين، كنت أرغب في صناعة فيلم يتناول علاقة الأب بالابن، لكن الأولاد أرغموني على أن أمنحهم وعدا بألا يكون الفيلم عنهم، لذلك قمت باستبدال شخصية فتاة في السيناريو بالابن. هناك أفكار بالفيلم قد تعتبر مناصرة للنساء، لم يكن هدفي صنع فيلم يحمل رسالة سياسية. لم أكن أرغب في صناعة ذلك»... هكذا اعترف- ببساطة- الممثل والمخرج كيسي أفليك لجمهوره العريض بمهرجان كارلوفي فاري الرابع والخمسين الممتد من ٢٨ يونيو إلى ٦ يوليو، والذي يحضره لعرض أحدث أفلامه إخراجا وتمثيلا، والذي يحمل عنوان «نور حياتي» ضمن قسم «آفاق» بين ٢٣ فيلما، أغلبها من أجمل الأفلام التي عرضت بالمهرجانات الثلاثة الأكثر عراقة في العالم (كان، وفينيسيا، وبرلين).
ينضم إلى أفليك بالحضور شريكته في البطولة الممثلة الشابة آنا بنوفسكي التي تحدثت بشكل جيد عن مخرجها وزميلها بالعمل قائلة: "بفضله أتصرف بالطريقة التي أنا عليها الآن، لقد تعلمت منه الكثير".
قبل عامين، وقتما كان متوجًا بالأوسكار كأحسن ممثل عن دوره بفيلم "مانشستر باي ذا سي" جاء كيسي أفليك إلى كارلوفي فاري ليتلقى تتويجا بالكرة الكريستال من المهرجان التشيكي عام ٢٠١٧، كما عرض فيلمه "قصة شبح" الذي وصفه بأنه كان تجريبيا للغاية، وبأن الجمهور كان "صبورا وحبوبا ومتعاطفا"، مؤكداً أن مهرجان كارلوفي فاري من أكثر المهرجانات السينمائية المفضلة لديه.
رغم اتهامات التحرش التي جعلته ينسحب من تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار العام الماضي، وحاول البعض تفسير فيلمه الجديد بأنه انبثق من حملة «مي تو» المناهضة للتحرش، فإن تصريحات كيسي أفليك كانت تؤكد دوما أن فكرة فيلمه سابقة على ذلك؛ فقد كان يعمل عليه أثناء حصوله على الأوسكار.
بهدوء وإصرار، استكمل كيسي عمله، بينما قام محاميه بتسوية الدعوات القضائية، وها هو يحمل «نور حياتي» ويطوف به المهرجانات التي تحتفي به ومنها كارلسباد؛ إذ يلتقي بجمهور بوهيميا العاشق للسينما.

تدور أحداث «نور حياتي» حول أبٍ يحاول حماية ابنته البالغة من العمر أحد عشر عاما. إنها مسألة حياة أو موت. صراع من أجل البقاء. عن ذلك يصف أفليك علاقة الآباء بالأبناء: «الأب يُريد أن يحمي ويعلم، والأبناء يُمارسون الصد ويرغبون في تعليم أنفسهم بأنفسهم».
هكذا أيضا علاقة الفتاة المتمردة بأبيها هنا في شريطه السينمائي الجديد. إنهما يعيشان فترة صعبة وعلاقة كارثية، فقبل سنوات عديدة تسبب مرض غامض في إصابة جميع النساء تقريبًا هناك. لذلك السبب يحاول الأبُ إخفاء ابنته والهروب بها وحمايتها من المواجهات مع أشخاص آخرين. يجعلها تتنكر في زي وهيئة صبي. يتنقلون بين الأماكن، لكنها لا تُوفر الأمان إلا لفترة قصيرة. مع ذلك ورغم المواجهات مع الآخرين، فإنها لا تعتبر جوهر الفيلم ومتنه، فتلك العلاقة بين الأب والابنة هي الأساس.
يتميز الفيلم بتصويره للمناظر الطبيعية. صحيح به بعض المشاكل الخاصة بالألوان التي يمكن تفهم سبب وجودها من تصريح سابق لكيسي أفليك؛ فعمله "كان قد تم التخطيط له في الأصل كفيلم رعب، وفي مرحلة أخرى كفيلم رسوم متحركة" والذي من شأنه أن يفسر بوضوح سبب التحول الجذري في النسيج اللوني.
رغم ذلك، ورغم بعض الهنات في السيناريو، فإن أفليك نجح في تقديم فيلم جيد مقنع على مستوى الدراما والأداء التمثيليين، واحتفي به الجمهور في بوهيميا.
كذلك في أثناء لقائه بالجمهور التشيكي، استعاد كيسي أفليك أول أدواره التمثيلية من ذاكرة الطفولة قائلا: "استدعوا مجموعتنا في روضة الأطفال لتمثيل عمل مسرحي. حضرته روزا باركس - ناشطة من أصول أفريقية أمريكية عاشت بين ١٩١٣ و٢٠٠٥، طالبت بالحقوق المدنية للأمريكان الأفارقة، وأصبحت بطلة حركة الحقوق المدنية- في ذلك اليوم قدمنا العرض المسرحي لها. لعبت أنا دور الأسد، وفي لحظة معينة سقطت ملابسي التنكرية، لكنني واصلت اللعب على أي حال. أتذكر أن روزا حركت شعري بيدها، وأشادت بأدائي لأني قدمت هدير الأسد كأنه حقيقي".
كيسي أفليك هو الأخ الأصغر للممثل والمخرج بن أفليك. انفصل كيسي عن زوجته في عام ٢٠١٧، وكان في بعض تصريحاته قد أشار إلى أنه يواجه صعوبات في التأقلم مع الحياة كأب وحيد، عندما كان يعمل على فيلمه، فاستقى أفكارا من القصص التي كان يحكيها لأبنائه ومن حواراته معهم.

إعلان