إعلان

مقتطفات من سيرتي الذاتية "مكان وسط الزحام"

د. عمار علي حسن

مقتطفات من سيرتي الذاتية "مكان وسط الزحام"

د. عمار علي حسن
09:00 م الأربعاء 27 مارس 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هذه مقولات من سيرتي الذاتية، استخلصها الكاتب والباحث الأستاذ عبدالكريم الحجراوي، بعد أن قرأها مرتين إثر صدورها في كتاب "مكان وسط الزحام"، فكتب عنها مقالا بجريدة الحياة، واستخلص منها مقولات رآها لافتة ودالة، فلما اطلعت عليها، وجدت أنه قد يكون من المفيد أن يقرأها غيري، وها هي:

***

"لكن أبي لم يلبث أن أدرك بعد سنين أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام أمثالنا كي نترقى في العيش، فعول عليَّ، وقال لي في لحظة فاض فيها حنانه المخبوء على جدران قلبه فامتلأت عيناه بدموع حارة:
-أنت عكازي
إنها اللحظة الأكثر تأثيرًا في طفولتي".

***

قلت لأبي بصوت مفعم بالمرارة:
- عاوز أرجع المدرسة
لكنه لم يجبني رغم أنني كررت طلبي في إلحاح شديد
لم أدر يومها لماذا أنا وحدي الذي تم طرده من الفصل هكذا؟

**

عندما بلغت العاشرة من عمري صنع أبي لي فأسًا صغيرة، وقال لي ونحن على رأس حقلنا الصغير.
- صرت رجلًا.

**

"هناك من يواتيه الحظ فيبدده تباعًا حتى لا يختلف حاله عمَّن غرقوا في بحار سوداء من النحس. وينتصر من لا حظ له إن أحسن التعامل مع القدر اليسير الذي تجود الأيام عليه به، وأتعب ذهنه في التفكير والترتيب ودراسة الخيارات والاحتمالات، والمفاضلة بينها بوعي".
من سيرة عمار علي حسن التي صدرت في كتاب "مكان وسط الزحام"

**
علمتني كرة القدم أن بذل الجهد الفائق، وارتفاع الروح المعنوية المستمر، والإخلاص في الأداء، بوسعه أن يغلب أي موهبة متكاسلة أو متعالية مغرورة.

**
علمتني تجارب الموت التي عشتها ورأيتها أيام طفولتي وصباي كيف أنظر إلى الدنيا باستهانة، فلا أتركها تنيخ على رأسي، فأمشي بطيئًا في انحناء، بل أنظر إليها من عل، كطائر يحلق في الأقاصي، وأقول لها: "غري غيري".

***

الأسفار علمتني أن كل الناس لآدم، أفراحهم وأتراحهم واحدة أو على الأقل متشابهة، كما علمتني أن ألتقط المعرفة من أفواه الناس مثلما ألتقطها من بطون الكتب، وأنني قد خسرت معارك صغيرة كثيرة، لكنني تعودت أن أحول هزائمي إلى انتصارات ولو بعد حين، عملا بمبدأ: "كل ما لا يميتني يقويني"، وأنني في النهاية يجب ألا أكف عن الحلم حتى الرمق الأخير.

**

كنت أفضل الاختلاء بنفسي ساعات في حديقة جدي، لأغرق في أفكار خيالية كانت تأخذني من نفسي، وكان يتملكني وقتها شعور غامض بأن لي دورًا ينتظرني في هذه الحياة، عليَّ أن أسعى خلفه ولا أضل الطريق.

***

أتذكر أن رجلًا صوفيًا طاعنًا في السن كان يمر علينا من وقت إلى آخر في الحقل، فيستدعيه جدي ليرقيني ويدعو الله أن يوفقني. فكان يهبط من فوق الجسر، ويضع كفه على رأسي، ويتمتم بكلمات لا أسمعها جيدًا. وذات مرة قال لجدي:
ـ لا تخف عليه، سيكون رجلًا يسمع منه الناس.

**

كنت أظن أن الجامعة لا تحتاج إلى حفظة الكتب الدراسية إنما إلى المجتهدين العارفين، لكن خاب ظني، إذ حصل الحفظة على أعلى التقديرات.

**

تحملت جوع الصيام بالنهار والليل على ذل السؤال، وكنت في هذه الساعات أردد أبيات شعر أعجبتني، منها ذلك الذي قاله عنترة العبسي:
" ولقد أبيت على الطوى وأظله ... حتى أنال به كريم المأكل".

وتلك التي قال بها الشنفرى، أحد شعراء الصعاليك:
"أديم مطال الجوع حتى أميته.. وأضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
وأستف ترب الأرض كي لا يرى له.. عليَّ من الطول امرؤ متطول".

**

النقلات التي تأتينا بالفرج في لحظات الشدة، وهي ليست من صنع أيدينا أبدًا.

**

ليس لدي أدنى رغبة في أن أقتل الطفل المستيقظ داخلي.

**

ذات صباح بارد من شهر أكتوبر 1973 أدخلت نفسي المدرسة، ليخرجني أبي منها بعد خمس سنوات، فيعيدني أحد المدرسين إليها، برغبة مني، ولو أن عزيمته تراخت في إرجاعي، أو استسلمت أنا لضغط أبي، وكان ذا جبروت علينا، لتغير مسار حياتي تمامًا، فلم أزد عن أن أكون أجيرًا ينكسر ظهره في حقول الفلاحين تحت الشمس المستعرة، أو عامل تراحيل يجلس على قارعة الطريق في مدينة متوحشة في انتظار من يشير إليه بطرف إصبعه، فيهب مسرعًا إليه، ليجد ما يضعه في قعر جيبه، ويملأ به بطنه، بينما ابتسامة خجلي تجرح شفتيه المقددتين من طول الانتظار والأسى، ولو حسن حالي لصرت تاجر حبوب يجول على الزراعات بحمار يئن تحت ثقل المحاصيل التي يجمعها، ويذهب بها إلى السوق، متطلعًا في لهفة ورجاء إلى الداخلين.

**

أنا أعتقد أن الأدب برسمه ملامح عالم موازٍ أو متخيل وانتصاره للحرية الفردية وفضحه للقبح الناجم عن الفساد والاستبداد، ساهم في تعميق الوعي وهذا يشكل مقدمة ضرورية لأي رغبة في التغيير، ربما كان دور الأدب في ذلك غير مباشر ولكنه عميق وأصيل.

**

كنت، وما زلت، أعتبر المعرفة قوة في وجه الطغيان والتسلط، وتملكني حرص شديد على ألا أنقطع عن القراءة تحت أي حجة أو ذريعة أو قانون.

**

كنت، ولا أزال، مؤمنًا بضرورة وجود إطار أعود إليه، أو نقطة مركزية أنطلق منها، في تحديد موقفي، أو ما أكتبه في علم الاجتماع السياسي، وإن كنت غير ملتزم بهذا بالطبع في كتاباتي الأدبية. وقد انتهيت إلى أن هذا الإطار هو "منظومة قيم إنسانية" وليس "أيديولوجيا"، تتعانق فيها الحرية مع العدل والمساواة. وقد كتبت في هذا دراسة ضافية، أعانتني في تحديد موقفي هذا.

**
أتجنب تعريف السياسية بوصفها "فن الممكن" كما هو شائع، وأعرفها بأنها "إدارة الاختلاف والتنوع بكفاءة بما يساعنا على التقدم نحو الهدف الذي نصبو إليه".

**
كنت، ولا أزال منفتحًا على الجميع، طالما يمارسون عملهم في سلمية وعلنية وعلى أرضية، وطنية ووفق مسار مدني جلي، ويعزز من هذا اعتقادي الجازم بأهمية التعددية من أجل إثراء المجال العام.

**
من يعتلي أي مؤسسة [في مصر] يكون له حق التصرف فيها، وكأنها عزبة قد ورثها عن أبيه، فأصبح عليّ أن أواصل تمردي ومقاومتي، دون أن أعرف متى يتوقف هذا العناء.

**
من يعارض نظامًا سياسيًا، لا يجب أن يشغله نزال إداري على شيء ضئيل.

**

مع الكتب أخلصت لمقولة نجيب محفوظ "القراءة بلا حدود وفي أي اتجاه"، وصارت علاقتي بمكتبتي علاقة وجود، فمن دونها ما كنت هذا الذي يراه الناس، وربما ظللت فلاحًا أجيرًا أو عامل تراحيل يلتقط رزقه من فوق خرائط الغربة، أو موظف بائس يدفن رأسه بين أكداس الملفات المتربة، أو عضو تائه في جماعة دينية متطرفة.

**
حرصت أن تسكن مكتبتي معي، ما إن أدخل صالة بيتي حتى تملأ عيني بأرففها المتتابعة نحو السقف والممتدة بطول الجدران لا يكاد خشبها يبين من الكتب الواقفة والنائمة والمائلة.

**
الهيبة تُستمد من العدل والتقدير والمحبة وليس من البطش والتجبر.

**
الانتخابات لا تأتي بالأصلح بالضرورة، وأن الناس يصوتون لأسباب معقدة، لا تقوم كلها على إعلاء مبدأ الاستحقاق والجدارة.

**
عملية الاقتراع تحتاج تحرير قرار الناس من كل قيد قد يكون توظيف الدين في السياسة، أو لجهل في تقدير الأمر، أو عدم إعطاء المرشحين فرصة كافية للدعاية السليمة، كي يعرف الناس الصالح من الطالح.

**
الخوف يشل التفكير، ويقتل الإبداع.

**
الموت الذي يأتيك بغتة، أو حتى في ظرف لا تقدر فيه أنت أنك تموت بالبطيء، ليس بوسعه أن يجعلك تعيش تجربة موت حقيقية.

**
يبالغ البعض في تقريظ الموتى حتى يكاد يشكك الناس في تصورهم عن الشخص الذي يتم تأبينه.

**
ربما يعود السبب الرئيس للكتابة الغزيرة في مدائح الموتى إلى الجيشان العاطفي إزاء رحيلهم، أو بمعنى أدق حيال الموت نفسه، الذي يعلم كل منا أنه ملاقيه ومدركه ولو كان في برج مشيد.

**
لا يزال يرن في أذني الصوت الشجي لأبي، وهو يردد مقاطع من سيرة "بني هلال"، ونحن نكدح سويًا في الحقل تحت الشمس الحارقة. كنت أستوقفه ليحكي لي فلا يبخل عليَّ، ووجدته يزيد على السيرة الهلالية بسرد حكاية "شاور وضرغام" و"على الزيبق" و"أدهم الشرقاوي" وقصص من "ألف ليلة وليلة".

**
في كل مرة أبدأ كتابة رواية جديدة يرد على ذهني شخصان، أبي في حقله، وسيدة الحافلة. الأب كان يرفع أول ضربة فأس في أرض قاحلة ممتدة أمامه، لكنه لا ييأس بل يواصل الضربات، والفأس تقضم التربة في نهم، فإذا بالبوار يرحل ويزدهي الطمي تحت قدميه وخلفهما، مشتاقًا إلى البذور لينبت الزرع البهي. ضربة وراء ضربة يتغير الحال من الفراغ إلى الامتلاء، ومن العدم إلى الوجود، أو على الأقل من اليباب إلى العمار.
أما السيدة فهي تلك التي رأيتها ذات يوم في حافلة ركبتها من جامعة القاهرة إلى ميدان التحرير، كنت طالب دراسات عليا أعد أطروحتي للماجستير، وقد جمعت مادتي العلمية حتى وصلت إلى حد التشبع، لكن أصابني كسل فقعدت أسابيع عن البدء في الكتابة، إلى أن رأيتها تجلس على مقعد أمامي، وفي يدها إبرة تريكو وخيوط ذات ألوان أربعة، تدور بينها حتى تصنع عقدة، وتتبعها بأخرى، وهكذا حتى يصبح خطًا منسوجًا بإحكام.
وقفت أتابع دأبها في شغف عميق، وتعلمت منها أن تراكم القليل يصبح كثيرًا، وتتابع الصغير يجعله كبيرًا. وقلت لنفسي وأنا واقف أمامها مشدوهًا: "حرف وراء حرف، تولد كلمة، وكلمات تصنع جملة، وعبارات تصبح فقرة، وفقرات تصبح صفحة، وصفحات تصير فصلًا، وفصول تتتابع تخلق كتابًا". ومن يومها كلما بدأت في كتابة رواية تأتيني صورة هذه السيدة، ممتزجة بصورة أبي مع فأسه أمام الأرض اليباب.

**
أكتب إلى أولئك الذين يصدرون أحلامهم البسيطة خارج هذا العالم القاسي.

**
في كل مرة أحاول أن أكتشف ذاتي، يكتشف آخرون ذواتهم معي.

**
صوت السياسة الزاعق، كالعادة، ألقى غبارًا كثيفًا على تجربتي الأدبية.

**
أنا بالأساس أديب درس السياسة وكتب فيها وبحث، ومارسها على الأرض من خلال انخراطه في حركات سياسية واجتماعية عدة على مدار السنوات الفائتة.

**
"لو أن الأدب يكفي ما أتعيش به حتى عند حد الكفاف ما كتبت غيره".

**
إنني لا أحتاج إلى الأدب لأختبئ فيه وأبث آرائي السياسية، إذ أكتبها وأقولها جهارًا نهارًا، ولم أتهيب أو أتحسب يومًا، ومقالاتي أيام حكم مبارك والإخوان والسيسي شاهدة على ذلك.

**
كتبت الأدب لأنني من المؤمنين بأن العلم لا يجافي الجمال، وأن هناك وحدة بين العلوم الإنسانية تجعلنا أمام علم إنساني واحد ذي فروع متعددة.

**
أستغرب أننا بعد قراءة طه حسين ولويس عوض نعود لنسأل أسئلة عن الفصل بين إنتاج العلم وإبداع الأدب.

**
أولئك الذين لا يمتلكون القدرة على إنتاج ألوان متعددة من الكتابة مصرون على هذا الفصل الحاد (بين إبداع العلم وإبداع الأدب) يبررون به عجزهم.

**
كنت حريصًا على ألا يضيع مني الأدب، أو يفتر شغفي به، في زحام التحليلات السياسية اليومية.

**
وحدها الكتابة الأدبية بقيت معي لا تُبلى مع الأيام. وقد أدركت هذا منذ أول عهدي بالكتابة، فلم أدعها تفلت من يدي، رغم الإغراءات المعنوية والمادية التي قدمتها الكتابات الأخرى.

**
ـ يعجبني أسلوبك في التعبير عن أفكارك وتصوراتك، وأتمنى لو كان لي مثله.
المفكر الكبير عبدالوهاب المسيري بعد قراءته لعدد من مقالات الدكتور عمار علي حسن.

**
لم يعجبني في محفوظ صمته حيال ما كان يجري في داخل بلادنا من فساد واستبداد.

**
الأدب هو الأبقى، لذا أنحاز إليه بكل كياني، وأعطيه من وقتي الكثير الكثير، دون أن أتخلى عن دوري في الحياة العامة.

**
الأدب يجب أن يخضع لقوانين الفن التي لا تحدها حدود أو قيود أو سدود.

**
لا أعتبر الجوائز هي معيار الحكم على جودة العمل الأدبي من عدمه، فليس كل عمل جيد يحصد جائزة، وإلا صرنا في حاجة إلى آلاف الجوائز.

**
في عنفوان الثورة عرفت قيمة الأدب من رجل بسيط احتضنني بقوة في ميدان عابدين. ظننت في هذه اللحظة أن الرجل يعرفني بمشاركتي في الثورة وما قبلها من أحداث سياسية، أو أنه قد راق له ما أقدمه من تحليل للأحداث على شاشات الفضائيات، لكنه فاجأني حين قال لي:
ـ كيف كتبت قصص حكايات الحب الأول؟

**
"الجوائز لا تصنع كاتبًا، إلا إذا كان أصيلًا وجديرًا بها، وهي هنا لا تضيف إليه، بل إن بعض الجوائز تتشرف بمنحها إلى الجديرين بها".

**
عودت نفسي ألا أكتب للجوائز لأن هذا كفيل بتدمير مشروع أي كاتب.

**
جائزة الكاتب هي أن يجد قراء وأعينًا لإنتاجه، وأن يقدم لمجتمعه ما يفيده.

**
عادة القراءة في الزحام لازمتني منذ الصغر.

**
ولم يكن هذا الناشر يدري، في ذلك الخريف البعيد، أن الكتابة عندي هي الحياة، ولو مر وقت طويل دون أن أكتب نصًا أدبيًا أشعر بتوتر شديد، ولذا فهي أيضا الشفاء.

**
حين أكتب أغوص في نفسي لأصنع بهجتي العابرة وسط حزني المقيم.

**
الحياة مجرد رحلة قصيرة، السعيد من لا يظلم فيها أحد ويترك عليها علامة.

**
وأقول له إنني أبكي حين أناجي ربي، وحين أصطاد الحرمان والألم في عيون الجوعى والمرضى والغرباء، وحين تجيش عواطفي بنص جميل مؤثر قرأته، ويمكن للبكاء أن يداهمني وأنا أرسم أوجاع شخصيات قصصي على الورق. حيث أتفاعل معهم إلى أقصى درجة، فأعيش آلامهم، وإن فرحوا أبتهج معهم.

**
وأقول له إنني أبكي حين أناجي ربي، وحين أصطاد الحرمان والألم في عيون الجوعى والمرضى والغرباء، وحين تجيش عواطفي بنص جميل مؤثر قرأته.

**
يا أيها الرجل الذي لا أعرف اسمه، إن لحظة الكتابة حين تأتي تأخذني من كل شيء، ومن بعض نفسي.

**
ترهقني الصور الباهتة، ومسحوق الهمس. صور أبطال قصصي ورواياتي وهمسهم الذي يتهادى إلى أذنيَّ. يقترب ويبتعد، ويأخذ بعقلي إلى حيث يشاءون هم.

**
لا يضني الكاتب أن يكتب رواية طويلة أو قصيرة، لكن يضنيه أن يكتب عملًا ويشعر أنه ناقص، أو كان يحتاج إلى مزيد من التجويد.

**
في الكتابة لا تنفع القناعة ولا الزهد كما هو الحال في الثروات والجاه والشهوات.

**
لا يكتمل دور الكاتب إلا بقراء يتابعون ما يكتب، ويجد صداه عندهم، ويشعر أن بعضهم ينتظر ما تقذف به المطابع له من كتب وروايات.

**
ما دمت أكتب الروايات والقصص، على وجه الخصوص، فلا بد أن أضع قارئ الأدب في اعتباري، فلا يكتب أي كاتب من فراغ ولا للفراغ .

**
في الليل أحلم دومًا بأنني طائر غريب، يحلق فوق شواشي النخيل. كان حلمًا جميلًا متكررًا في الغربة، يغادرني حين عودتي، ثم يعود إن طال السفر.

**
لا بد للكاتب أن يوسع عالمه وينوعه، وإلا سيسقط في فخ التكرار، ويتآكل مشروعه الإبداعي بمرور الوقت.

**
إن في الواق من البؤس والمعاناة ما هو أكبر من أي خيال، وما ينتج سحره الخاص، الذي قد يصل إلى حد اندهاشنا من أن يبقى بعض الناس على قيد الحياة وهم يرزحون تحت نير الفقر المدقع والمرض والجهل.

**
الإشارة تفوق العبارة في قدرتها على تصوير ما يدور في النفس، ويجول بالخواطر.

**
ـ لماذا يريد بعضنا أن يكون وحيدًا فريدًا على الساحة، مع أنها تتحملنا جميعًا.

**
ـ لا بد من التعددية، فالاختلاف يزيد الأدب، كما يزيد أي كتابة، ثراء ومناعة.

**
تعلمت من قراءة الكتب القديمة كيف أناضل حتى لا أكون في الهامش.

**
إن الأدب في بلادنا لا يفتح بيتًا.

**
السلطة في بلادنا تدرس التاريخ من الزاوية التي تخدم مسارها، ولا يعنيها ما إذا كان ما تُحشى به كتب الوزارة صائبًا أم خاطئًا.

**
طرق الأبواب بعزة لا يذهب هباء.

إعلان