إعلان

الترتيبات الجديدة في منطقة المتوسط

الترتيبات الجديدة في منطقة المتوسط

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 12 فبراير 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تشير التطورات التي تشهدها المنطقة حاليًا إلى تزايد أهمية منطقة المتوسط في السياسات الأمنية للقوى الرئيسية في المنطقة، على نحو سيعيد ترتيب موازين القوى في هذه المنطقة خلال العام 2018.

وسأرصد هنا تطورين رئيسيين، التطور الأول خاص بتحركات تركيا تجاه قبرص فيما يتعلق بالحدود البحرية، وهي تحركات مدفوعة من ناحية برغبة تركيا في تأمين مصادر الطاقة لها على نحو يعزز خطط تأمين الطاقة التي تتبناها منذ فترة، ومن ناحية ثانية برغبتها في تعزيز وجودها في منطقة المتوسط، في ظل تزايد اتجاه مصر لطرح نفسها كشريك مهم لكل المهتمين بهذه المنطقة، من خلال سعيها لتوطيد علاقاتها مع قبرص واليونان وتوثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة، فضلًا عن اهتمامها برفع مستوى التشاور والتنسيق بينها وحلف الناتو.

وينصرف التطور الثاني إلى عملية سيناء 2018 التي أعلنت عنها مصر منذ أيام، ورغم ارتباط هذه العملية بصورة رئيسية بجهود مكافحة الإرهاب داخل مصر، إلا أنها تبعث برسائل محددة للقوى الفاعلة في المتوسط.

أول هذه الرسائل هو قدرة مصر رغم تعقيدات المرحلة التي تمر بها على تأمين إقليمها البري والبحري والجوي وعدم تساهلها مع أي محاولات للتعدي على سيادتها على إقليمها، لاسيما في ظل موجة تحرك الإرهابيين العائدين من مناطق الصراع واتجاههم للتمركز في شمال أفريقيا وفي منطقة الساحل والصحراء. ويقدر عدد الإرهابيين الذين خرجوا من سوريا والعراق وليبيا بحوالي 5400 إرهابي بدأوا يتحركون فعليا في المنطقة.

ويتعلق ثاني هذه الرسائل باستعداد القوات البحرية المصرية بعد أن تم رفع مستوى تسليحها في ضوء الصفقات المتعددة التي أبرمت خلال السنوات الأربع الماضية لتأمين الحدود البحرية المطلة على المتوسط بصورة رئيسية، والتصدي لأي محاولات من قبل العناصر الإرهابية أو الدول الداعمة للإرهاب لتنفيذ عمليات إرهابية في المتوسط.

ويتطلب تحديد شكل الترتيبات الجديدة في المتوسط مزيدا من المتابعة والتحليل لهذين التطورين، وكذلك سياسات كل من تركيا ومصر تجاه ما يتم ترتيبه من تسويات للأوضاع في ليبيا، وكذلك في سوريا، والتي سيكون لها تأثيرها غير المباشر تجاه شكل المتوسط، خلال الفترة المقبلة.

إعلان