إعلان

خريطة الإرهاب بمصر.. وتهديد 14 رمضان

محمد جمعة

خريطة الإرهاب بمصر.. وتهديد 14 رمضان

محمد جمعة
08:57 م الأربعاء 31 مايو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إذا كان العام 2015 مثل قمة موجة المد الإرهابية، حيث سجل أعلى رقم للعمليات الإرهابية في تاريخ مصر. فضلا عن أنه جرت خلاله عمليات التأطير الفكرى لما يسميه البعض بـــ" الإخوانية الجهادية"، بعد صدور وثائق عن التنظيم( بيان نداء الكنانة– وكتاب " فقه المقاومة الشعبية للانقلاب") تحض على العنف، وتقدم الفتاوى بـ"شرعية" القتل وممارسة الإرهاب. 

وإذا كان الملمح الأبرز للنشاط الإرهابي في العام 2016 يتمثل فى تركيز العمليات فى سيناء... 84% من مجمل العمليات حدثت هناك، فى حين وقعت 16% منها فقط فى باقى المدن المصرية.

إذا كان كل ذلك وأكثر... فإن العام 2017 يستحق أن يطلق عليه عام "الإرهاب الطائفى" فى مصر. حيث تتوالى عمليات الاستهداف المكثف للأقباط فى مختلف المدن المصرية. والأكثر من ذلك أن هذا العام شهد أيضا ظهور كيانات إرهابية هجينة( مزيج من العناصر السلفية والإخوانية) تدعو بشكل معلن إلى "ثورة مسلحة" فى مواجهة مؤسسات الدولة.

ولعل تلك المعطيات تدعونا للتأكيد على أن أية محاولة لبلورة "تقدير استراتيجي" لخطر الإرهاب فى هذه الآونة، تتطلب أولا الإلمام الدقيق بالتغيير المستمر فى خريطة الفواعل على الأرض. وأزعم أن أبرز ملامح هذه الخريطة اليوم تتمثل فى معطيات ثلاثة:

1-أن خلايا داعش فى مصر( خارج سيناء) تخطت بالفعل مرحلة "التكوين والبناء"، منذ تأسيسها على يد "توفيق محمد فريج" الملقب بـ( أبو عبدالله)... وهو أحد أبناء قبيلة السواركة، وله باع كبير فى العمل الإرهابى. كان قد غادر سيناء إلى القاهرة في بدايات العام 2013، وعمل على تأسيس خلايا تدين بالولاء لتنظيم" أنصار بيت المقدس". واستمر فى التنقل بين مختلف المدن المصرية حتى مقتله فى العام 2015. وهذه المجموعات تتحرك الآن وفق أجندة تحاكي أجندة تنظيم داعش المركزي. وهى التى تقف وراء عمليات استهداف الأقباط.

2- أن عمليات التأطير الفكري لـ" الإخوانية الجهادية"، التى سبقت الإشارة إليها، أفزت عمليا نوعين من الخلايا:
- خلايا إخوانية ( حركتى حسم، ولواء الثورة) تستهدف الجيش والشرطة ورموز الدولة. وتنسق ميدانيا مع خلايا " داعش". وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عناصر الإخوان الذين سبق لهم القتال فى سوريا، وعادوا من هناك، يعملون الآن- على الأرجح - كجسور للتواصل بين الفريقين.
- وخلايا إخوانية انشقت، على خلفية الصراع داخل الإخوان، واندمجت بالفعل ( ولم تعد تنسق فقط) مع خلايا داعش. وهى تحديدا كل مكونات ما كان يسمى بـــ" اتحاد حركة المقاومة الشعبية" التى احتوت بداخلها مجموعات" العقاب الثوري". حيث اختفت تلك المجموعات، من الساحة، تماما منذ يوليو2016.

3- أما المعطى الثالث، فيتمثل فى ظهور كيانات هجينة( حازمون – والإخوان) تدعو للخروج وحمل السلاح فى مواجهة الدولة ومؤسساتها، وكل من يقف في وجه ما أطلقوا عليها " ثورة مصر الإسلامية" التي حددوا لها موعدا في 14 رمضان الجاري.

فقبل أسابيع ظهرت على "فيسبوك" صفحة بعنوان "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية المصرية". دعت إلى نزول المصريين بكثافة بكل الأسلحة الممكنة، فى اليوم المذكور. وبغض النظر عن الغموض الذي ما يزال يحيط بهذا "الكيان الهجين" الجديد، و بملابسات تلك الدعوة فى هذا التوقيت بالذات، فإن محصلة "أجندات" كل تلك المجموعات السابقة، تتمثل فى إحداث الفوضى... أو وفق أدبياتهم " صناعة البيئة الجهادية". من خلال الضغط بشدة على وتر الطائفية، عبر الاستهداف المكثف للأقباط. وكذلك محاولة إرباك واستنزاف القوى الأمنية والعسكرية فى البلاد.
إذن فلنحذر من أن يكون الصيف القادم على الأبواب، صيفا ساخنا... تجرى فيه محاولات توظيف الإرهاب الطائفى، والأزمة الاقتصادية، لإرباك المشهد كلما اقتربت فعاليات استحقاق الانتخابات الرئاسية.

إعلان