هل ستحل السوشيال ميديا مكان الصحافة؟.. تفاصيل جلسة تطوير الإعلام بـ"الوطنية للصحافة"
كتب : أحمد السعداوي
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
نشرت الهيئة الوطنية للصحافة، اليوم الإثنين، في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، رابع جلسات تطوير المحتوى الإعلامي، حيث تستمع إلى شيوخ الصحافة وكبار كتابها.
ونوهت الهيئة بأنه في جلسة نقاشية ثرية في الهيئة الوطنية للصحافة، اجتمع رموز وشيوخ الصحافة القومية وكبار كتابها على ورقة تطوير المحتوى الإعلامي، التي أعدتها لجنة تطوير المحتوى مع خبراء مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
تطوير وتحديث المحتوى الصحفي
وانتهت الحلقة النقاشية، في رابع جلسات الهيئة وتنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، إلى مجموعة من الأفكار والتوصيات والمقترحات التي دعمت ورقة المحتوى، وأضافت إليها مزيدًا من الأفكار الملهمة؛ فالمناقشات التي جرت على أرضية مشتركة وهدف واحد للجميع هو تطوير وتحديث المحتوى الصحفى، باعتباره مصدر المحتوى الإعلامي الوطني .
وعكست الجلسة حجمَ الإدراك لأهمية القضية المطروحة والاحتياج الشديد إلى تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعته مع قيادات الهيئات الإعلامية، بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام .
مقترحات وحقائق
وقدم كل مشارك مقترحاته من خلال تجربته العملية وقراءة المشهد الصحفي والإعلامي المصري والعالمي، وكذلك رؤيته للتحديات التي تواجه الدولة؛ سواء على مستوى الأمن القومي أو تهديد الهوية أو الاقتصاد.. توافق الجميع على عدد من الحقائق:
أولًا: الإعلام بشكل عام والصحافة على وجه الخصوص ليست ترفًا بل ضرورة في ظل الأوضاع الحالية إقليميًّا ودوليًّا، كما أن الصحافة رسالة وطنية يجب أن يتعاون الجميع في دعمها.
ثانيًا: الصحافة الورقية لم تفقد مصداقيتها أو تأثيرها؛ بل ما زالت لها مكانتها لدى القارئ المصري، وإذا كانت قد تعرضت لتحديات أثرت على رسالتها، لكنها استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تستعيد قوتها وتأثيرها ومكانتها، وأرقام التوزيع تؤكد ذلك.
ثالثًا: أخطر التحديات التي تواجه الصحافة الورقية هو الإعلام الرقمي والسوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي، ولا يمكن أن يكون التعامل مع هذه الوسائل من منطق العداء أو التناقض؛ وإنما التعامل معها كجزء من أدوات دعم تحقيق الرسالة الصحفية ووصول ما تنشره الصحافة التقليدية إلى مساحة أكبر من القراء.
رابعًا: المؤسسات الصحفية تحتاج إلى مواصلة تطوير إمكاناتها وقدراتها التكنولوجية والارتقاء بالبنية التحتية التي تؤهلها لذلك.
خامسًا: الدولة لا تدخر جهدًا في دعم الصحافة ورسالتها؛ سواء على المستوى المهني أو الاقتصادي، وكذلك توفير الأجواء المناسبة من الحرية الداعمة لتحقيق رسالتها، وهذا ما أكدته توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بطرح الرأي والرأي الآخر، واستيعاب جميع الأفكار.
سادسًا: هناك سبيلان للتطوير؛ أولهما ضمان زيادة مساحة حرية الرأي التي شدد عليها الرئيس، وأن تكون الصحافة القومية جامعةً لكل الأصوات ما دامت على أرضية وطنية شريطة أن تكون الحرية مسؤولة وليست فوضى.
وثانيهما، المهنية التي تتطلب تكثيف جهود التدريب والتأهيل للعاملين بالصحافة على الوسائل الجديدة لتكون أداة داعمة لرسالة الصحافة.
سابعًا: ضرورة إيجاد وسيلة تضمن زيادة مساحات التوزيع؛ فالتنافس الصحفي يكون في المحتوى بينما التعاون مطلوب في الطباعة والتوزيع من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المناطق.
ثامنًا: ضرورة إيجاد وسيلة لتخفيف المؤسسات الصحفية من الديون المتراكمة عبر عصور سابقة، وتثقل كاهلها سواء أكانت الديون للضرائب أو للتأمينات، خصوصًا أن المؤسسات الصحفية غير هادفة للربح وتقدم رسالة تنوير مجتمعية وبناء للوعي.
تاسعًا: ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية في تطوير الخطاب الإعلامي والحفاظ على الدور الوطني المهم للصحافة والإعلام بشكل عام.
الاستماع إلى كل الآراء
وأكد المهندس عبد الصادق الشوربجي أن الهيئة حريصة على الاستماع إلى كل الآراء للوصول إلى رؤية شاملة، وأن كل مقترح أو فكرة سوف تتم مناقشتها بجدية، لافتًا إلى أن الفترة المقبلة ستتواصل جلسات النقاش مع الأجيال والفئات المختلفة في الصحافة القومية؛ خصوصًا جيل الشباب، كما ستتلقى الهيئة أي مقترحات تقدم لها، سواء عبر الإيميل أو التواصل المباشر.
وأضاف الشوربجي أن الصحافة الورقية وإن تراجع توزيعها خلال العقدين الماضيين لأسباب مختلفة؛ إلا أنها لم تفقد تأثيرها وقدرتها على مواصلة رسالتها، وفي سبيل ذلك تسعى الهيئة دائمًا إلى دعم كل خطوات التطوير والتحديث والارتقاء بالمستوى المهني والتقني بكل المؤسسات، وكذلك لتوفير كل الإمكانات الداعمة لمهمة الصحافة.
الهيئة والمحتوى الصحفي
وشدد رئيس "الوطنية للصحافة" على أن الهيئة لا تتدخل في المحتوى الصحفي؛ لأنها ليست رقيبًا، والسياسة التحريرية لكل مطبوعة يحددها مجلس تحريرها والمسؤول عنها رئيس التحرير، لكن الهيئة تدير المؤسسات بما يُسهم في أداء رسالتها الصحفية.
وقال الشوربجي إنه لم يتم بيع أي أصل من أصول المؤسسات القومية لتوفير رواتب العاملين، وما تم هو استثمار الأصول لتحقيق عائد مالي مناسب يلبي الاحتياجات الاقتصادية لها ويكون الهدف الرئيسي منه هو الحفاظ على مهنة الصحافة.
وعبَّر الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي عن تفاؤله بهذه الجلسات، مشيرًا إلى أهمية حديث رئيس الجمهورية الذي أكد فيه التزام الدولة بحرية الرأي ومطالبته المشتغلين بالمهنة بأن يفتحوا صدورهم ومنابرهم للرأي والرأي الآخر، قائلًا إن حرية الرأي هي المفتاح الذي نوقظ به كل شيء.
وأشار الكاتب كرم جبر الرئيس السابق للمجلس الأعلى للإعلام، إلى ضرورة الاستعداد والانتباه لثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الرسالة الإعلامية والصحفية، مؤكدًا أن حرية الرأي أمر لا خلاف عليه والدولة تدعم هذا.
هل ستحل السوشيال ميديا مكان الصحافة؟
ولفت الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أننا لسنا أمام مهنة ترفيه، ولهذا تأتي أهمية جلسات مناقشة رؤية التطوير، قائلًا إن حرية التعبير والرأي لا حدود لها إلا الدستور والقانون.
وأشار رشوان إلى ما ترصده تقارير هيئة الاستعلامات من تناول خارجي للوضع في مصر، وأن نسبة ليست قليلة من هذا التناول تقدم صورة إيجابية، مؤكدًا أن الدولة تقدم الدعم للمواطن في كل المجالات، والصحفي والإعلامى مواطنون يحظون بدعم ومساندة الدولة.
وشدد رشوان على أن السوشيال ميديا لم ولن تحل مكان الصحافة التقليدية، ولكن يمكن استثمارها في نقل ونشر ما تنتجه الصحافة.
وأشار الكاتب الصحفي أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام السابق، إلى ثلاث قضايا مهمة؛ أولاها اقتصاديات مهنة الصحافة، والتي تلعب دورًا كبيرًا في أداء الرسالة، والثانية ملف التوزيع الذي يتطلب رؤية تناسب التطورات المجتمعية والتكنولوجية، والثالثة رعاية العاملين بالمؤسسات الصحفية، باعتبارهم من ينتجون المادة، وطالب ببحث تجديد دماء المهنة بأجيال جديدة تمتلك مهارات العصر.
تسوية مديونيات المؤسسات الصحفية
وطالب الكاتب الكبير سمير رجب رئيس تحرير الجمهورية، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير الأسبق، بضرورة تسوية مديونيات المؤسسات الصحفية ودراسة إمكانية إعدامها لتتخفف هذه المؤسسات من عبء ثقيل يعيق عملها، قائلًا إن كل تطوير يمكن أن يحدث من خلال التقارير والمتابعات الصحفية والتحليلات الموضوعية القائمة على المعلومة التي يحتاج إليها القارئ.
وأكد الكاتب الصحفى علي هاشم رئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق، أن القيادات الصحفية الحاليين معنيون برفع سقف الحرية بما لا يتجاوز حدود المسؤولية، مشيرًا إلى ضرورة توفير البنية التحتية والأساسية للتطوير التكنولوجي الذي تحتاج إليه المؤسسات بشدة.
فرص اللحاق بقطار التطوير
وقال الكاتب الصحفي خالد جبر، إننا يجب أن نلحق بقطار التطوير قبل أن تضيع الفرصة، مؤكدًا الدور المهم الذي تقوم به الصحافة القومية، والذي لا يمكن تجاهله، محذرًا من خطورة الانسياق وراء دعوات التصفية أو التفريط في هذه المؤسسات.
ولفت الروائى والكاتب الكبير يوسف القعيد، إلى ظاهرة غياب باعة الصحف التي تؤثر بشدة على التوزيع، مطالبًا بإيجاد آلية جديدة لتعويض هذا الأمر، لأن القارئ لا يزال يحتاج إلى الصحافة الورقية.
حرية الرأي أم تراجع المهنية؟
وقال الكاتب الصحفي ووزير الثقافة الأسبق حلمى النمنم، إنه لا توجد مشكلة في حرية الرأي، والدولة لا تعارضها، لكن ما يجب أن ننتبه إليه هو تراجع المهنية، وهو ما يتطلب جهودًا كبيرة في التدريب وكذلك في العودة إلى قواعد المهنية التي كانت تعمل بها الصحافة على مدى عقود ازدهارها،
وهو نفس ما لفت إليه الكاتب عبد القادر شهيب، رئيس تحرير مجلة المصور، ورئيس مجلس إدارة دار الهلال الأسبق، والذي أضاف أن الإعلام القوي والفاعل والمؤثر يحتاج إلى المهنية القائمة على المعلومات، والحرية المسؤولة؛ وأولها حرية نشر المعلومات، مؤكدًا أنه مع تطوير المهنة وتنشيطها وتفعيل دور الصحافة القومية، لكنه ضد دعوات يروجها البعض لتصفية المؤسسات.
وأكد الكاتب نبيل عمر، أهمية التدريب للصحفيين والإدارة الصحفية نفسها على كل الأدوات الحديثة؛ لأن التطور يتطلب مهارات وقدرات مختلفة، مشيرًا إلى أن حرية الرأي العاقلة والمهنية هما الطريق الصحيح لأي تطوير.
وأشار الكاتب الصحفي محمد بركات، رئيس تحرير الأخبار الأسبق، إلى الأمر نفسه، مؤكدًا أن الأعباء أصبحت ثقيلة، ولا بد من مواجهتها، مضيفًا أن المهنية والحرية والمسؤولية ثلاثية ضرورية للارتقاء بالمحتوى.
اندماج المطبوع والإلكتروني
وأكد الكاتب الصحفي عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، ضرورة الاندماج بين المطبوع والإلكتروني، مع تسييد غرف الأخبار المدمجة، ودمج المطبوعات المتشابهة، والتركيز على المطبوعات الرئيسية باعتبارها قاطرة الصحافة القومية.
وأكد عبد الله حسن، رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، ووكيل الهيئة الوطنية للصحافة الأسبق، أن الصحافة ووكالات الأنباء لا تزال تلعب دورًا مهمًّا وتستطيع أن تصنع تميزها باتباع قواعد المهنية والبحث عن المعلومة، مطالبًا بمراجعة إمكانية فتح مكاتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بعض العواصم.