باحث سياسي: كييف تسعى لتوسيع نفوذها في أفريقيا عبر بوابة السودان
كتب- حسن مرسي:
السودان-أرشيفية
قال الباحث في العلاقات الدولية، محمد صادق، إنه تصدر خلال الفترة الأخيرة تقارير متعددة على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام عرض من الحكومة الأوكرانية للجيش السوداني يتضمن إمكانية استيراد طائرات مسيرة وأسلحة أوكرانية عبر سفارتها في مصر، مضيفا أن هذا التطور يأتي متزامنًا مع استمرار الأنباء حول تورط أوكرانيا في النزاع الدائر بالسودان، حيث يشهد الصراع مشاركة العديد من المقاتلين الأجانب والمرتزقة إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، في مشهد متجدد منذ نحو العام.
وأضاف صادق، خلال مداخلة هاتفية على قناة "العربية"، أن بعض وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل تناقلت صورة لرسالة تم إرسالها من السفارة الأوكرانية في مصر إلى القوات المسلحة السودانية عن طريق الخارجية السودانية في 22 أبريل الماضي، حيث تضمنت الرسالة مقترحاً أوكرانياً ببيع وتوريد طائرات مسيّرة أوكرانية للجيش السوداني مع وصف لإمكانياتها العالية وقدراتها الكبيرة في المعارك الميدانية، قائلا: "السفارة الأوكرانية في مصر أبدت استعدادها لتنظيم أي مشاورات مستقبلية حول آليات وشروط بيع الطائرات المسيّرة".
وتابع الباحث في العلاقات الدولية، أن تقارير إعلامية تحدثت في وقت سابق عن تدخل أوكرانيا بالصراع الدائر في السودان، ودعمها لقوات "الدعم السريع" بالمسيرات والسلاح والمقاتلين، وهذا ما أكده مسؤولين أوكران خلال تصريحات رسمية، موضحا أنه في مطلع العام الماضي، تقدم وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، أوليكساندر كاميشين، بعرض لحلف شمال الأطلسي، داعيا أعضاء الحلف لشراء مليون مسيرة انتحارية طائرة بدون طيار.
وأوضح صادق، أن أوكرانيا قادرة على صنع طائرات بدون طيار رخيصة الثمن وطائرات بدون طيار قادرة على تغطية أكثر من ألف كيلومتر، بما في ذلك البر والبحر، والقتال والإخلاء والاستطلاع والطائرات بدون طيار الهجومية، مؤكدا وزير الصناعات أن فعالية هذه الأسلحة أثبتت في الجبهة، وأن إنتاجها ليس مكلفًا، لافتا إلى أنه وبعد تجاهل حلف شمال الأطلسي العرض الأوكراني، توجهت القيادة الأوكرانية لمناطق الصراع محاولتا ترويج أسلحتها بأي طريقة ممكنة.
وأكمل صادق، أن السبب الثاني والأساسي لتقدم أوكرانيا بهذا العرض هو محاولة القيادة الأوكرانية وبتنسيق مباشر مع الغرب تكذيب الأخبار والتقارير التي تحدثت في وقت سابق عن دعم القوات الأوكرانية لـ الدعم السريع بالسلاح والمسّيرات والمقاتلين ومشاركتها بشكل مباشر في الصراع، بهدف تضليل الرأي العام.
واستطرد الباحث السياسي: "قوات الدعم السريع" كانت في 3 أبريل الماضي، قد أعلنت أنها أسقطت طائرة للجيش السوداني من طراز "أنتونوف" شمالي دارفور، ونشرت مقطعا مصورا يظهر حطام الطائرة، حيث كان الدعم السريع قد أعلن في وقت سابق عن إسقاط طائرات يستخدمها الجيش، وسط حديث عن دور خبراء أوكران بأداء هذه المهام العسكرية المعقدة".
وأشار صادق إلى أن الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، كان قد صرّح خلال مقابلة صحفية، في فبراير الماضي، بأن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد، إلى جانب قوات الدعم السريع ومعظمهم من المتخصصين التقنيين.
ولفت صادق إلى أن المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، كان قد كتب عبر صفحته على فيسبوك، العام الماضي، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار الأوكران يقدمون الدعم لقوات الدعم السريع بدعوة من حميدتي، وأنه بحسب إيليا يفلاش فإن: كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديداً مع قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن موقع "إنتليجنس أونلاين" نشر تقريراً حول طلب المخابرات الأوكرانية المساعدة والدعم من فرنسا لمحاربة النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا.