إعلان

السيطرة على العالم.. أبوغزالة: صراع "روسيا - أوكرانيا" سيتحول لحرب عالمية ثالثة نهاية 2022

02:27 م الثلاثاء 01 مارس 2022

طلال أبوغزالة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

علق الملياردير الأردني طلال أبوغزالة، المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبوغزالة الدولية، على أزمة الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة من صباح يوم الخميس الماضي.

وقال أبوغزالة، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنه يجب تذكر الرغبة الروسية بعودة الاتحاد السوفيتي والتي هي عقيدة راسخة في عقل كل روسي وليست نتيجة طموحات أو أهداف شخصية للرئيس بوتين.

وأضاف أبوغزالة: أذكر أنني في إحدى زيارات العمل لمكتبنا في موسكو، حضرت كلمة للرئيس بوتين في أحد مراكز الأبحاث، في السنة الثانية لاستلامه الرئاسة، وقال فيها "لقد أنجزنا تنظيم الاتحاد الروسي ورسالتنا الرئيسة التالية أن نهتم بمحيطنا الجيوسياسي".

وطالب الملياردير الأردني بأن نتذكر أن أمريكا عندما أنشأت "الناتو" كان ذلك انطلاقا من رغبتها في احتواء روسيا وعدم عودتها خصما موازيا لها وبالتالي يجب تذكر أن كلا الطرفين يتصارعان حول النظام العالمي، أمريكا من جهتها تريد الاستمرار في قيادة العالم، وروسيا من جهة أخرى تتطلع إلى دورها في قيادة النظام العالمي -كما كان- بقيادة ثنائية (أمريكية، سوفيتية).

توصيف الحرب الأوكرانية

قال طلال أبوغزالة في بيانه إن الحرب في أوكرانيا هي مجرد بداية لحرب أوروبية شاملة وليس أمريكية في المرحلة الأولى، وستتحول قبل نهاية هذا العام إلى حرب عالمية "الحرب العالمية الثالثة"، متابعا: يجب أن ندرك دون أي شك أن الصين هي إلى جانب الطرف الروسي كليا وأنها تسير معه خطوة بخطوة وأن الصين هي شريك فعلي له منذ الدقيقة الأولى لبداية الحرب.

وأضاف أبوغزالة: لقد أتيح لي عام 1989 أن أشارك في ندوة في أحد أهم مراكز الأبحاث الأمريكية في واشنطن كان موضوعها "أين ستكون أمريكا عام 2020؟"، وكانت خلاصة ثلاثة أيام من الدراسات أن أمريكا ستواجه حينها خصما مقابلا لقوتها الاقتصادية هو الصين، وأن القوة الاقتصادية هي القوة الأهم في كل شيء، وأن على أمريكا أن تواجه هذا التحدي بشتى الطرق.

وقال إن القدرات النووية هي مجرد أسلحة ردع متبادلة (deterrents)، ولن تستعملها أي من الدول العديدة التي تملكها لأثرها التدميري المتبادل، موضحا أن الحرب في أوكرانيا -وهي ليست عضوا في الناتو- ستبقى حربا أوروبية، وسلاح أمريكا فيها هو العقوبات الاقتصادية الأحادية، التي اخترعتها أمريكا وكانت ذروتها في عهد ترامب، وأنه مما لا شك فيه أن للعقوبات آثارا إيجابية وأخرى سلبية وأنها تؤثر على الطرفين: المعاقِب والمعاقَب، وقد يكون الأثر الأكثر سوءا على الجانب المعاقِب، علما بأن أمريكا لن تدخل الحَرب على الأرض، وسيكون التأثير السلبي عليها محدوداً.

وطالب أبوغزالة بمتابعة آثار عقوبات الطاقة (غاز - نفط)، ومن سيكون المُتضرر الأكبر فيها ومن سيكون المستفيد منها، منوها بضرورة توقع حرب عقوبات مضادة في المقابل، لافتا إلى أن أوروبا ليست موحدة في الموقف، أما بريطانيا فهي الحليف المؤكد لأمريكا.

مراحل الحرب

قال الملياردير الأردني: انتظروا التحرك الصيني لضم تايوان بصورة نهائية وشاملة، كرد فعل لأي استفزاز متوقع أمريكي أو أوروبي لها، وربما يكون ذلك تجاوبا مع طلب من روسيا من أجل تخفيف الضغط عسكريا عنها، واجتهادي أن الحرب على أوكرانيا هي مقدمة للحرب على تايوان التي تعتبرها الصين جزءا تاريخيا منها، كما تعتبر روسيا أوكرانيا جزءا تاريخيا منها، وبالتالي سيدخل العالم في حرب بحر الصين، وكل هذا سيؤدي إلى ما أسميه "الحرب العالمية الثالثة"، وستكون حربا مختلفة عن الحرب العالمية الثانية؛ بسبب طبيعة التطورات التقنية التي تستند إلى القوة العسكرية عن بُعد وإلى الهجمات الإلكترونية، فلا يتوقع أحد أن تحتل جيوش الصين أمريكا، ولا أن تحتل جيوش أمريكا الصين.

مستقبل الصراع

أوضح أبوغزالة أن أمريكا ومعها بريطانيا، ومن جهة أخرى الصين ومعها روسيا، هما طَرَفَا قيادة هذه الحرب العالمية، وكما بدأت حرب أوكرانيا باستفزازات، فستبدأ حرب تايوان باستفزازات، وسيصبح العالم كله جزءا من هذه الحرب: اختياريا أو إجباريا، كلا حسب تطلعاته إلى تموضعه في النظام العالمي الجديد.

وتابع: لقد أتيح لي أن أطلع على محاولات كثيرة للوصول إلى اتفاق على التحول إلى نظامٍ عالمي جديد، وفشلت كلها، بما في ذلك محاولة كان قد طُلِبَ مني فيها أن أرتب وأدير لقاء قمة اقتصادية غير حكومية؛ لاقتراح صيغ اتفاق، تُرفع إلى مستوى القرار السياسي، إلا أنها قد فشلت أيضا، وقد أتيح لي قبل 10 سنوات، في مؤتمر صيني عالمي، حول الملكية الفكرية أنْ أجلس على العشاء (بصفة "أبوغزالة للملكية الفكرية" هي الأكبر على مستوى العالم، وبحكم أننا نتميز بين المنافسين بوجود مكاتب لنا في الصين) أن أكون إلى جانب الوزير الصيني فسألته عن وجود تنسيقٍ دولي بين الصين وروسيا، فأجابني بأن هنالك شراكة في التخطيط والتنفيذ".

وواصل أبوغزالة: ليس هنالك مِن حل إلا بجلوس الأربعة الكِبار على طاولة التفاوض، ولن يتحقق ذلك إلا عند اضطرارهم له تحت الضغط، وتجنبا لمزيد من عواقب الحرب العالمية، وأخطارها، وإن انتظار قرارات دولية سواء من مجلس الأمن، أم من غيره، لن تُحقق أكثر مما حققته تلك القرارات في فلسطين، إضافة إلى أن المتحاربَين الآن يحملون "حق الفيتو".

وتوقع أبوغزالة أن ينشأ -حتما- نظام عالمي جديد، وبقيادة متعددة الأطراف، وستنشأ اتفاقيات دولية جديدة كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، وستتناول الصراع حول أمور أساسية منها عولمة الإنترنت وعولمة العملة الدولية وسياسة العقوبات ونظام عمل الأمم المتحدة ومؤسساتها وكارثة التلوث المناخي التي تهدد البشرية وغيرها، مشددا على أن الاتفاق على قيام "نظام عالمي جديد" هو في مصلحة كل العالم، بدلا من نظام الغاب الحالي.

آثار الحرب

قال الملياردير الأردني: في محيطنا الإقليمي إيران حَسَمَت موقفها المؤيد لروسيا، وتركيا بحكم عضويتها في الناتو هي في وضع صعب، أما العدو الصهيوني في فلسطين فهو في وضع أصعب من وضعه مع المفاوضات النووية، خاصة بوجود رئيس أوكراني يهودي، وجالية يهودية أوكرانية لا بأس بها، وليس مستغربا إعلان رئيس سلطة الاحتلال عن مشاعره وتعاطفه مع الشعب الأوكراني فقط، ولدى الدول العربية، التي هي همي الدائم، هامش حركة صغير، أو كبير؛ للتموضع في هذه الحرب بأقل قدر ممكن من الضرر الذي لا بد منه، ولذلك أناشد قادتنا، كل من موقعه، لدراسة ما يمكن اتخاذه من إجراءات حمائية، بما في ذلك تأمين أساسيات الحياة من غذاء، ودواء، وتحول رقمي.

واختتم طلال أبوغزالة: لعل أمين عام جامعة الدول العربية، سيجد من المناسب ترتيب اجتماع عربي على أي مستوى يراه؛ ليكون تشاوريا، وليس هادفا لاتخاذ أي قرارات أو مواقف، بل هو لتبادل الأفكار فيما يحقق تحصين كل دولة، والوضع العربي بأكمله.

فيديو قد يعجبك: