إعلان

وزير الري الأسبق: الرئيس السيسي رد اعتبار مشروع توشكى بعد سنوات من التوقف (حوار)

08:00 ص الخميس 30 ديسمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد مسعد:

كشف الدكتور محمود أبو زيد وزير الري الأسبق، التفاصيل الكاملة لمشروع توشكى خلال فترة توليه مسئولية الوزارة وأهم المشاريع التي تم تنفيذها، وكذلك أسباب توقفه بعد زراعة 50 ألف فدان خلال فترة تولي الدكتور أحمد نظيف رئاسة الوزراء.

وقال "أبوزيد"، في حواره لمصراوي، إن رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال نجح في استصلاح 20 ألف فدان وصدر منتجاتها للدول الأوروبية.

وإلى نص الحوار:

- في البداية حدثنا عن فكرة مشروع توشكي.. وكيف كلفت بها؟

تم استدعائي من قبل الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء في مطلع عام 1997، وكنت في هذا التوقيت رئيسًا لمركز البحوث المائية، وتم تبليغي بالمشروع، وطلب مني إعداد الدراسات مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، التي كان يتولاها الراحل الدكتور يوسف والي، وقمت بزيارة الموقع وعملنا على الدراسات المتعلقة بتوفير المياه والمحاصيل التي سوف تزرع، وكنت المسؤول الفني عن المشروع.

- ولماذا تم إسناد المشروع إليك ولم يسند لوزير الزراعة وهو المسؤول؟

نعم، أنا كنت المسؤول عن المشروع فنيًا، وأنا من تم استدعائي لشرح مواصفات المشروع للرئيس الراحل حسني مبارك في أول زيارة له بتوشكي، وكنت رئيس مركز البحوث المائية، وبعد الانتهاء من الزيارة، تم تبليغي بتولي حقيبة وزارة الري وفصلها عن وزارة الزراعة.

- ما هي مراحل المشروع.. وإلى أين توقف؟

كان المشروع مقسم إلى 3 مراحل، الأولى هي البنية القومية للمشروع، وكنا نشترك فيها مع وزارات الكهرباء وجهاز الخدمة الوطنية والنقل، والثانية هي اختيار المواقع وتركيب محطات الطلمبات والرفع داخل المياه وشق الترع وتبطينها، والثالثة كانت الزراعة، وللعلم توقف المشروع بعد أن كانت مساحة الزراعة وصلت لـ50 ألف فدان لأكثر من 13 محصول.

- حدثنا عن اختيار المواقع الذي سوف يتم زراعتها؟

بعد الانتهاء من الدراسات، تم تقسيم المواقع عبر الحصر التصنيفي وموقع محطات رفع المياه؛ وهي ترعة الشيخ زايد وتم تقسيمها إلى 4 مناطق أو محاور هم توشكي "1 "بمساحة 100 ألف فدان، " 2" بمساحة 150 ألف فدان،" 3" بمساحة 150 ألف فدان و"4" هي من كانت بها الصخور وبالتالي لم يتم زراعتها حتى الآن.

- وما هي مشكلة المنطقة رقم "4".. وهل كان لديكم معلومات بشأن الصخور؟

مشكلة المنطقة رقم "4" أنها تحتوي على صخور جرانيت على مسافة 9 كيلو متر، وكانت سببًا في عدم توصيل المياه للأراضي نظرًا للتكلفة المتعلقة بتفجيرها، وهو ما لم ترغب الحكومة وقتها بعمله مكتفين بنغمة "أن المشروع ليس ذات جدوى اقتصادية"، وكان لدينا علم بهذه الصخور ولم نتوقع التكلفة المرتفعة لها.

- هل بالفعل المشروع توقف لهذا السبب.. أم كانت هناك أسباب آخرى؟

في حقيقة الأمر، ميزانية المشروع هي كانت ميزانية وزارة الري كاملة يزيد عليها من 2 إلى 3 ملايين جنيه فقط، وكان المشروع فكرة الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، وكان متحمس للغاية، ونحن في وزارتي الري والزراعة كنا كذلك، إلا أن حكومة الدكتور نظيف كان لديها رأي آخر، وانخفض التمويل الرئيسي، على الرغم من أن المشروع كان يسير بشكل جيد، وأستطيع أن أؤكد أن ضعف التمويل وتراجع الحكومة هما سبب توقف المشروع وليس فشله كما يردد البعض.

- من أبرز المستثمرين الأجانب المتحيزين للمشروع انذاك؟

الأمير وليد بن طلال السعودي، كان أحد أهم المستثمرين في مشروع توشكي، وكان متعاقد على 100 ألف فدان، زرع منهم 20 ألف فدان كافة أنواع المحاصيل وقام التصدير بالخارج، وكان يأمل أن يصبح مصدر جذب للشركات الأجنبية والمستثمرين الأجانب إلا أن التراجع الحكومي قتل الفكرة.

- هل المشروع تسبب في ضغينة بين مصر ودول حوض النيل؟

ليس الكثير من الدول الإفريقية باستثناء إثيوبيا، التي كانت تتحدث عن إقامة مشروع خارج شريان النيل، وهذا الطرح غير صحيح وكنا نشرح لهم ونصحح هذه المفاهيم، حيث تقع جميع الأراضي المنزرعة في زمام نهر النيل ويتم الري من قبل حصتنا الثابتة الـ55.5 مليار متر مكعب، وكنت استقبل الوزراء الأفارقة وأعمل لهم برنامج في المشروع.

- كيف تري إعادة إحياء المشروع من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

في حقيقة الأمر، الرئيس عبدالفتاح السيسي، يتمتع بجرأة وشجاعة كبيرة، ولا يترك الأمور معلقة مثلما كان يحدث سابقًا بل يستمع جيدًا للخبراء والمسؤولين الذي يعملوا على المشاريع القومية، ويؤمن بأهمية الفرص الاستثمارية.. بوضوح أستطيع أن أقول أن الرئيس رد اعتبار المشروع وجهد الكثيرين، وسيروي التاريخ مع الوقت أهمية هذا المشروع.

فيديو قد يعجبك: