نقدر تخوفات القاهرة| وزير الري بجنوب السودان يتحدث عن أزمة سد النهضة وفرص التفاوض ومشكلة الملء الثاني

كتب- أحمد مسعد:

قال ماناوا بيتر، وزير الري بدولة جنوب السودان، إن مصر وجنوب السودان نفذتا أكثر من ٣٥ محطة مياه للشرب والثروة الحيوانية والسمكية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدَين في أفضل حالاتها.
وأضاف بيتر، خلال حديثه إلى "مصراوي"، اليوم الأربعاء: إننا خلال الوساطة بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، وجدنا رغبة لدى مصر، بينما لم تكن إثيوبيا مستعدة للتفاوض، لافتًا إلى أن الحل في عودة الأطراف إلى التفاوض.

وأشار وزير الري بدولة جنوب السودان إلى أن الحرب الداخلية في إثيوبيا خفضت من صوت أزمة سد النهضة، مضيفًا أننا نقدر تخوفات القاهرة؛ حيث تعتمد على 80% من نهر النيل كمصدر رئيسي.

وتابع وزير الري بدولة جنوب السودان بأن العلاقة بين مصر وجنوب السودان علاقة قديمة منذ السبعينيات، عندما كانت السودان دولة واحدة، وتشهد العلاقات حالياً تطورًا ملحوظًا؛ حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة وصفت بالتاريخية مطلع العام الجاري، وحل الرئيس سلفاكير في زيارة إلى مصر مؤخرًا، والرئيس المصري ونظيره سلفا كير اتفقا على مساعدة الدولة الوليدة في مجالَي الطاقة والمياه وغيرهما من الملفات المشتركة.

ونوه بيتر بأن الجانبَين مصر وجنوب السودان نفذا ٣٥ مشروع محطة مياه، وسوف يتم تنفيذ محطات أخرى، وتم الاتفاق على تحديد ٤ محطات لتنفيذ مشروع كبير لخدمة المواطن الجنوب سوداني، وخدمة الثروة الحيوانية، وتطهير المجاري المائية بمنطقة بحر الغزال، وحاليًّا تم الاتفاق على الحد من آثار الفيضان بمنطقة "جونكل" من خلال توسيع الاختناقات، ويوجد ٣ مهندسين يتم تدريبهم على منظومة إدارة الموارد المائية.

واستطرد وزير الري بدولة جنوب السودان بأن مشروع قناة كونجل يعود إلى الثمانينيات، وما زلنا ندرس إمكانية تنفيذه من عدمه، حيث إن تلك المنطقة تتعرض إلى الكثير من الفيضان.

ونوه بيتر بأن دولة جنوب السودان واحدة من أكثر المناطق الحارة في العالم، والتغيرات المناخية تزيد من صعوبة توافر المياه العذبة، وفي حقيقة الأمر الوضع ليس أفضل شيء، ونحتاج جميعاً إلى توافر الجهود العالمية لتقبل مخاطر هذه التغيرات، بالإضافة إلى التلوث الناتج عن شركات البترول والمعادن.

وقال وزير الري بدولة جنوب السودان في ما يتعلق بأزمة سد النهضة: نحن نؤمن بحق التنمية لكل دولة، شرط أن لا تتسبب في التأثير على حصة دولة أخرى، ودعينا إثيوبيا للتواصل إلى توقيع اتفاق يضمن لها التنمية ولا يضر بحصة مصر، ونحن نعلم أن مصر تعتمد على 80٪ من مياه نهر النيل، ومن حقها أن تقلق، نحن نتشارك نهر النيل ويجب أن يكون رابطًا بين الشعوب وليس محض خلاف.

وتابع بيتر: سعينا كثيرًا لحل الأزمة، وأرى صراحة أن إثيوبيا ليست مستعدة للتفاوض نتيجة عدة عوامل؛ أبرزها الحرب الداخلية في إثيوبيا، وعلى سبيل المثال نحن ننسق مع أشقائنا؛ ومنهم مصر، حال تنفيذ مشروع على ضفاف نهر النيل.

وقال وزير الري بدولة جنوب السودان بشأن فرص عودة مفاوضات سد النهضة المتوقفة منذ عام تقريبًا: الرئيس سلفاكير زار إثيوبيا ثم زار القاهرة، ووجدنا رغبة لدى القاهرة في حل الأزمة، بينما لم نلمس نفس الأمر في إثيوبيا. وفي حقيقة الأمر حتى لم يكتمل الملء الثاني، ونحن لا نعرف هل المشكلة تقنية أم أمر آخر.