إعلان

السياج الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك يقدم دروسا لـ"جدار" ترامب

12:35 م الخميس 26 مايو 2016

السياج الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سان دييجو، كاليفورنيا - (د ب أ):

على بعد بضع مئات من الأمتار إلى الشمال من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، تقف نخلة كشاهد على مدخل مستودع بلا علامات مميزة، في حي اوتاى ميسا بمدينة سان دييجو في ولاية كاليفورنيا. وإلى بضع مئات من الأمتار جنوبا، في تيخوانا، بالمكسيك، تطل قبة كنيسة من الطوب الأحمر من فوق جدار خرساني.

يبدو الموقعان بريئين بحسب ما يقول أحد عناصر دوريات الحدود الأمريكية، جيمس نيلسن، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، لكنهما يميزان مدخل نفق بطول 600 متر صادرت السلطات عنده حمولة شاحنتين من المخدرات كانتا جاهزتين للنقل من قبل المهربين. ويعد هذا واحدا من 59 نفقا أخرى على الأقل عبر الحدود اكتشفت منذ عام 2002.

بين الكنيسة والمستودع تقع الحدود - وعلامات الحدود ليست مجرد سياج حدودي أمريكي واحد، ولكن اثنين، لكنهما في هذه الحالة فشلا في منع المخالفين.

وأصبح الأمن على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك قضية بارزة في عام الانتخابات، وذلك بعدما جعل المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة دونالد ترامب، إغلاق الحدود بجدار "كبير، وسميك، وجميل" نقطة محورية في حملته الانتخابية.

وتقول برنامج حملة ترامب "دولة بلا حدود ليست دولة، يجب أن يكون هناك جدار على الحدود الجنوبية".

ولكن بالنسبة للامتداد الأول للحدود الذي يبدأ عند ساحل المحيط الهادئ، هناك، إن لم يكن جدارا في حد ذاته، على الأقل زوج من الأسوار الكبيرة للغاية - وهذا قد لا يوفر الوضع الذي يعد به ترامب.

وبالنسبة للسياج الأول، فهو حاجز صدئ المظهر مصنوع من مخلفات حصر مهابط الطائرات العسكرية المتبقية من حرب فيتنام، يقف مقابل المنازل والأكواخ في التلال الممتدة بتيخوانا، وهي مدينة يقطنها 3ر1 مليون نسمة في الركن الشمالي الغربي للمكسيك.

وكان السياج الذي تم مده في عام 1994 لمسافة 69 كيلومترا، من بين الحواجز الرسمية الأولى لمنع حركة المرور عبر الحدود.

واعتبارا من عام 2007، تم مد السياج الثاني، وهو سور عال من شبكة من الصلب الثقيل تعلوه لفائف مزدوجة من الأسلاك الشائكة، ليوازي السور الأول على امتداد 22 كيلومترا، ويحجز بينهما شريطا من الأرض بعرض 40 مترا كمنطقة أرض حرام فاصلة غير مأهولة.

وفي جولة لوسائل الإعلام مؤخرا بقطاع سان دييجو من دوريات الحدود، لفت نيلسن النظر إلى الأسوار وغيرها من التدابير بما في ذلك كاميرات الفيديو وكشافات الإضاءة القوية التي تجعل من هذا الموقع واحدا من أكثر الأجزاء المؤمنة من المنطقة الحدودية.

وحتى مع ذلك، فإن قوات الحدود ألقت القبض هنا على أكثر من 14 ألف شخص على الجانب الأمريكي، خلال الفترة بين أكتوبر ومارس الماضيين.

ويروي الجدار بنفسه القصة - فعلى امتداد أميال، تبدو على طول قاعدته سلسلة طويلة من المواضع المقطوعة والمرتوقة، التي تمثل ندوب التحديات شبه اليومية للمصرين على المرور عبره.

وكانت مسألة فعالية تسييج الحدود محل نقاش عام منذ 2005 على الأقل، حين قالت وزيرة الداخلية الأمريكية آنذاك جانيت نابوليتانو جملتها الساخرة الشهيرة "أرني جدارا بارتفاع 50 قدما، وسأريك سلما ارتفاعه 51 قدما".

أما اليوم، فبات تسييج الحدود مجرد واحد من عديد التدابير لإبطاء الهجرة غير الشرعية التي تشمل أيضا الدوريات التي يقوم بها 24 ألفا من عناصر حرس الحدود والأدوات التكنولوجية مثل كاميرات الفيديو وأجهزة الاستشعار الأرضية.

ويبلغ طول الحدود بأكملها 3144 كيلومترا، وأقل قليلا من ثلثها تحيطه أسيجة شبيهة بالجدران أو حواجز المركبات الصغيرة، وأقيم نحو نصفها منذ عام 2007.

أما أغلب المسافة الباقية فتمتد عبر برية صحراوية قاحلة أو جبال شاهقة تعمل كعوامل ردع طبيعية.

ووفقا لحرس الحدود فقد تراجعت المخاوف على طول الحدود في عام 2015 إلى أدنى مستوياتها في ما يقرب من 50 عاما.

ولكن من غير الواضح مدى الدور الذي لعبته الأسوار أو غيرها من التدابير الأمنية المشددة بين مجموعة من العوامل الأخرى، بما في ذلك زيادة عمليات الترحيل، وتشديد العقوبات على الدخول غير المشروع والظروف الاقتصادية المتغيرة.

ويأتي تراجع المخاوف في أعقاب انخفاضات حادة في الهجرة غير الشرعية بشكل عام منذ الركود الاقتصادي عام 2008، وهي الفترة التي قل فيها عدد المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بنسبة فاقت 18 في المئة، وفقا لتقديرات مركز بيو غير الربحي للأبحاث.

ويقول الرئيس الفخري لمعهد سياسات الهجرة، ديمتريوس باباديمتريو لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن إقامة حدود مانعة للتسرب محصنة من أولها لآخرها بجدران غير قابلة للاختراق، أمر ممكن من الناحية النظرية.

لكنه يضيف "السؤال الحقيقي هو: بأي ثمن؟" - بالنسبة للصورة العامة، والهوية الوطنية والميزانية الاتحادية.

ويقدر خبراء أن تصل تكلفة جدار ترامب الخرساني المقترح بارتفاع نحو 20 مترا إلى 25 مليار دولار لبنائه، حتى قبل تكاليف صيانته وإدارته - وهي زيادة كبيرة على مبلغ 18 مليار دولار التي أنفقتها الولايات المتحدة بالفعل لتأمين الحدود في عام 2012 وحده، وفقا لمعهد سياسات الهجرة.

ويقترح مضيف البرامج الحوارية الأمريكي، جون أوليفر، استخدام هذه الأموال بدلا من ذلك لشراء أفران صناعة حلوى الوافلز الشهيرة لسكان الولايات المتحدة جميعا - وهي خطوة كما يقول "ستفعل الكثير تقريبا لمنع دخول المهاجرين والمخدرات" تماما مثل بناء الجدار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان