إعلان

ضد مصر وسيناريو أسوأ لليونان.. ماذا يعني اتفاق السراج وتركيا بالمتوسط؟

10:52 م الخميس 28 نوفمبر 2019

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

تظهر جزر اليونان الكثيرة بشكل واضح على أي خريطة لتفصل بشكل واضح بين تركيا وليبيا، وأكبر تلك الجزر هي كريت كبيرة المساحة.

قررت أنقرة توقيع اتفاقية بحرية وأمنية مع حكومة فائز السراج التي تسيطر على طرابلس، لتخرج اليونان ومعها مصر وقبرص في إدانة واضحة لتلك الاتفاقية باعتبارها "انتهاكا" للاتفاقيات الدولية والحدود البحرية.

يأتي ذلك في ظل تنقيب تركي عن الغاز في شرق المتوسط وبالتحديد في مناطق تابعة للجمهورية القبرصية، ما جعلها عرضة لعقوبات من الاتحاد الأوروبي.

ترى اليونان أن هذا الاتفاق وسبقه تصريحات وتحركات تركية رسمية، ما هو إلا إشارة ودليل على أطماع أنقرة وتخطٍ لحدودها البحرية الرسمية.

فيما أدانت مصر الإعلان عن توقيع مذكرتيّ التفاهم بين تركيا وحكومة السراج، وحسبما قالت الرئاسة التركية فهو تعاون في مجال التعاون الأمني، وفي مجال المناطق البحرية.

شددت مصر في بيان لوزارة الخارجية على أن الاتفاق غير شرعي ومن ثم لا يلزم ولا يؤثر على مصالح وحقوق أية أطراف ثالثة، ولا يترتب عليه أي تأثير على حقوق الدول المشاطئة للبحر المتوسط، ولا أثر له على منظومة تعيين الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط.

خريطة تركيا - اليونان - ليبيا

فيما قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إن الاتفاق يتجاهل أمر واقع وهو وقوع جزيرة كريت اليونانية وجزر أخرى بالكامل بين ليبيا وتركيا في المتوسط، ووصف الاتفاق بأنه غير مقبول.

واستدعت الخارجية اليونانية السفير التركي لديها، وأدانت الاتفاق مشيرة إلى أنه لا يمكن أن ينتهك سيادة دولة ثالثة، مضيفة "هذا الإجراء انتهاك واضح لقانون البحار الدولي... ولا يتماشى مع مبدأ حسن الجوار الذي يحكم بين الدول".

"ضد مصر وسيناريو أسوأ لليونان"

تعتبر أنقرة الداعم الأبرز لحكومة الوفاق في طرابلس، والتي تضم عدد من المسلحين الموضوعين على قوائم الإرهاب الدولية، وتخوض معركة أمام الجيش الوطني الليبي على حدود العاصمة الليبية حاليًا.

مجلس النواب الليبي أدان الخميس الاتفاق الموقع بين السراج وتركيا، وأصدرت لجنة الشئون الخارجية بالمجلس بيانا أكدت فيه أن الاتفاق يتيح لتركيا "استخدام الأجواء الليبية وكذلك البرية والدخول للمياه الإقليمية من دون أخذ إذن من الجانب الليبي، وكذلك إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا".

كما تابع أنه "يعتبر تهديدا حقيقيا وانتهاكا صارخا للأمن والسيادة الليبية، واعتداء كاملا على صلاحيات مجلس النواب المنتخب من الشعب الليبي صاحب الحق الأصيل والوحيد في الإقرار والتصديق على المعاهدات والاتفاقات الدولية".

وأشار البيان إلى أن ما يقوم به رئيس المجلس الانتقالي بحكومة طرابلس ينتهك "الأمن القومي العربي وللأمن والسلم في البحر الأبيض المتوسط بشكل عام"، كما أنه "يرقى إلى تهم الخيانة العظمى بتحالفه مع النظام التركي".

ومع سيطرة الجيش الوطني على أغلب المناطق في شرق وجنوب ليبيا، وسعيه بحسب قادته للقضاء على الإرهابيين الموجودين في العاصمة طرابلس، قررت تركيا توقيع الاتفاق مع السراج.

بحسب موقع "يني شفق" التركي، فإن لواء بحري بالجيش التركي أشار إلى أن أهمية الاتفاق مع ليبيا يجعلها تسيطر على مناطق كبيرة في شرق المتوسط الغنية بموارد الطاقة.

وتحدث اللواء التركي جهاد يايجي عما وصفه بالدور الليبي في تحديد مناطق النفوذ البحري في منطقة شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن توقيع تركيا الاتفاق مع ليبيا يمثل أخطر سيناريو بالنسبة لليونان.

وأضاف "توقيع اتفاق مناطق النفوذ البحري بين تركيا وليبيا سيحول دون توقيع اليونان اتفاق منطقة اقتصادية خالصة مع قبرص اليونانية ومصر".

"طموح عثماني"

يبرز الاتفاق أيضًا السعي التركي نحو التمدد خارجيًا، والسيطرة على مناطق في بحر إيجه والمتوسط بعيدًا عن الحدود الرسمية للدولة.

وكان أردوغان استفز اليونان حينما نشر موقع الرئاسة التركية الرسمي صورة للرئيس وخلفه خريطة توضح ما تطلق عليه أنقرة "الوطن الأزرق"، حيث تتوسع خريطة تركيا لتشمل جزءًا منة بحر إيجه ومجموعة من الجزر اليونانية.

اردوغان

التقطت الصورة في سبتمبر الماضي خلال لطلاب جامعة الدفاع التركية، ووقّع حينها أردوغان على وثائق كُتب عليها "الوطن الأزرق" أو " Blue Motherland"،حيث تتمدد الحدود البحرية لتركيا لحوالي 462.000 كيلومتر، لتشمل الجزء الشرقي بكامله من بحر إيجه، وكذلك جزر ليمنوس ولسبوس ورودس وشيوس، وهي جزء من اليونان.

آنذاك استنكر وزير الخارجية اليوناني دندياس الأمر، واعتبر أن خريطة "الوطن الأزرق" استقزاز تركي يواصل أردوغان من خلاله خطواته الاستفزازية.

بحسب مواقع محلية يونانية، جاء توقيع الاتفاق بين تركيا و"السراج"، بعد أسبوعين من خطاب تركي إلى الأمم المتحدة يوم 13 نوفمبر، قدمت أنقرة مشروع "الوطن الأزرق" الذي ينص على تمدد الحدود التركية البحرية في شرق البحر المتوسط.

زعم الخطاب أن لتركيا الحق في مناطق بحرية جنوب جزيرة رودس اليونانية، ووفقًا لمواقع يونانية فذلك يتجاهل تمام وجود جزيرة يونانية في جنوب غرب بحر إيجه وهي دوديكانيسي "Dodecanese"، بجانب جزيرة كريت الكبيرة، وهما جزيرتان تقعان بين تركيا وليبيا بالبحر المتوسط.

وطالب الخطاب التركي أيضًا اليونان ومصر وليبيا، بمناقشة كيفية ترسيم الحدود البحرية في المنطقة غرب جزيرة رودس اليونانية بالمتوسط.

وانتهكت تركيا الحدود البحرية لقبرص، وبدأت في التنقيب عن الغاز بدعوى أنها تأتي باتفاق مع جمهورية قبرص الشمالية التي لا يعترف بها دوليًا سوى تركيا.

وبعد تدريبات عسكرية بحرية كبيرة في مارس الماضي، أظهرت تركيا قدراتها العسكرية البحرية في المتوسط خلال التدريب الذي حمل اسم "الوطن الأزرق" وأجرته في بحر إيجه والمتوسط، في رسالة واضحة حول تطلعاتها في شرق المتوسط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان