إعلان

كيف خسر أردوغان علاقات بلاده الخارجية بعدوانه على سوريا؟

11:08 م الأربعاء 16 أكتوبر 2019

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

لم ينجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تحقيق مسعاه من خلال العدوان على سوريا؛ فبدلًا من إسكات الداخل واسترجاع شعبيته التي فقدها خلال انتخابات البلديات الماضية، من خلال الالتفاف حول "عملية مزعومة للحفاظ على الأمن القومي"، انقلب المجتمع الدولي ضده.

أصدرت دول أوروبية وعربية وواشنطن نفسها إدانة للعدوان على الشمال السوري، في خطوات تمهد لعقاب أوسع ضد نظام أردوغان، وذلك بحسب ما ذكره مركز "استراتفور" للدراسات الأمنية والاستراتيجية.

أطلقت السلطات التركية عدوانًا عسكريًا على الشمال السوري، بحجة القضاء على التنظيمات الإرهابية، ووحدات حماية الشعب الكردية، إلا أن القصف التركي تسبب في هروب عدد كبير من عناصر "داعش".

أوضح مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية، أن العدوان على الشمال السوري، هو تحرك نابع من دوافع أردوغان للتضليل على فشله في الداخل، وإلهاء الشعب التركي عن ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع الاقتصادية.

لم يقع أي حادث دراماتيكي، يجبر تركيا على التحرك بشكل فوري وسريع للعدوان على الشمال السوري، الأسبوع الماضي، وذلك بحسب "استرافور"، الذي أكد أن أردوغان سيتلقى على المدى القريب نتاج "سلوكه الوقح" في سوريا.

تحرك أردوغان كان هدفه الأكبر هو تحويل النقاش من الوضع الاقتصادي الصعب في بلاده، والذي أدى إلى فقدان شعبيته، وفقدان ثقة الناخبين، إلى إعادة تركيز انتباه الأمة على العدوان العسكري على الشمال السوري، بحجة الحفاظ على الأمن القومي، وذلك وفقًا لـ"استرتفور"، الذي أكد أن تلك الخطوة يرغب أردوغان من خلالها إلى إسكات المعارضة بشكل عام، ويجبر أحزاب المعارضة على تقديم دعمها للعملية التي يلتف حولها الشعب.

رغبة أردوغان المستميتة في العدوان على سوريا أوقعه في أزمة –بحسب استراتفور- نظرًا لوقوع مئات الضحايا المدنيين، وفرار عشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، ومن ثم لن تتمكن تركيا من تبرير موقفها أمام المجتمع الدولي، بعدما خلفت كارثة إنسانية.

وفي الوقت ذاته، أكد أردوغان على أهمية الحفاظ على السيادة السورية، إلا أن وحدة الأراضي السورية أصبحت على المحك بعد العدون التركي، فبمجرد الانتهاء من العدوان وتدمير البنى التحتية، كيف ستعيد أنقرة مئات الآلاف من الفارين من الحرب؟

وألمح أردوغان إلى أن ما وصفها بـ"المناطق المحررة" من وحدات حماية الشعب الكردية، ستصبح موطنا للاجئين السوريين الذين يعيشون حاليا في تركيا، إلا أنه –بحسب المركز الأمريكي- تركيا لا تحظى بالسلطات لإعادة توطين اللاجئين، لأن ذلك سينتهك التركيبة السكانية الموجودة بالمنطقة.

أشار المركز الأمريكي أيضًا، إلى أنه بينما تقصف المدفعية التركية أهدافًا تم تحديدها مسبقًا، تبرز تقارير تفيد بفرار المئات من معتقلي داعش، نتيجة ضرب السجون الكردية التي تأوي هؤلاء الإرهابيين.

نتيجة ما تسببه العدوان التركي على سوريا، تحرك المجتمع الدولي بشكل سريع لإنزال العقاب المستحق بأردوغان، ما جعل واشنطن تفرض عقوبات مباشرة على تركيا، فضلًا عن عقوبات إضافية منتظرة من الكونجرس.

كما أدان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الفردية تصرفات أنقرة وفرضت حظرًا على مبيعات الأسلحة إلى تركيا. ودعا آخرون إلى تعليق عضوية تركيا في الناتو.

في المقابل، لم تتراجع تركيا عن تهديداتها، واستمر أردوغان بتهديد المعارضين للعدوان العسكري على سوريا، قائلًا إنه بصدد فتح حدود تراكيا وإرسال اللاجئين السوريين إلى أوروبا ما لم يبدأ الأوروبيون في التصفيق لأفعاله وتقديم دعمهم، وذلك بحسب "استراتفور".

وأكد المركز الأمريكي، أن تركيا خسرت بشكل حاسم حملة العلاقات العامة الدولية، حتى لو كانت بدأت معركة عسكرية مهمة لشعبيته في الداخل.

في المقابل، اكتسبت وحدات حماية الشعب سمعة دولية لهزيمة تنظيم داعش.

وأكد مركز "استراتفورط، أن السلطات التركية لم تفهم بعد أن الإصرار على موقفها لن يغير رأي العالم، ولن يجعل أردوغان يفلت من العقاب على تصرفاته.

فيديو قد يعجبك: