إعلان

نيويورك تايمز: كيف خطط ترامب للالتقاء بطالبان سرًا ولماذا فشلت خطته؟

02:34 م الإثنين 09 سبتمبر 2019

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في يوم الجمعة الذي سبق عيد العمال في الولايات المتحدة، جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبار مستشاريه في المكتب البيضاوي، للتحدث عما اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز واحدا من أهم القرارات وأكثرها عمقاً في رئاسته، وهو خطة السلام مع حركة طالبان بعد 18 عامًا من الحرب الدامية في أفغانستان.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الاجتماع شهد صراعًا حادًا بين مستشاري الرئيس، ونتج عنه انقسام فريقه المعني بالسياسة الخارجية عدة أشهر، حتى أنه تسبب في حدوث أزمة بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وتورطا في معركة تنافسية لإقناع الرئيس بوجهة نظرهما.

وبينما ناقش المستشارون شروط الاتفاقية، ألمح بومبيو وكبير المفاوضين زلماي خليل زاد، أنهما سوف يمكنان ترامب من بدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان مع ضمان التزام طالبان بعدم إيواء الإرهابيين.

1

في الوقت نفسه، لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن بولتون ظهر في مقطع فيديو من وارسو، حيث كان في زيارة رسمية، يتحدث فيه عن أن ترامب بإمكانه الاستمرار في تنفيذ خطته بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، دون التورط في التحدث مع الأشخاص الذين لُطخت أيديهم بالدماء الأمريكية.

لم يتخذ ترامب أي قرار على الفور، حسبما نقلت الصحيفة، ولكنه في وقت ما خلال الاجتماع اقترح أنه سيدعو الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى واشنطن من أجل إجراء محادثات، والذي لم تكن حكومته طرفاً في المحادثات من الأساس.

وفي الأيام التي أعقبت اقتراح ترامب، ذكرت نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي قال على تويتر إنه كان ينوي اقناع قيادي طالبان بالالتقاء به في كامب ديفيد بولاية ماريلاند، إلا أنه ألغاه بعد إقرار الحركة بمسؤوليتها عن هجوم في كابل أسفر عن مقتل 12 شخصا من بينهم جندي أمريكي.

وفقًا لنيويورك تايمز، فإنه كان من المفترض أن يستضيف ترامب قادة مُنظمة مصنفة على أنها جماعة إرهابية في الولايات المتحدة في منطقة سبق أن تردد عليها الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك، قبل ثلاثة أيام من الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر التي ساهمت بالأساس في اندلاع الحرب في أفغانستان.

2

اتفاقية شبه متكاملة

حسب نيويورك تايمز فإن ترامب سعى منذ اللحظة الأولى إلى إنهاء الحرب في أفغانستان، وباتت هذه الرغبة أكثر الحاحًا الآن لأنها قد تساعده على الفوز بمقعد الرئاسة العام المُقبل.

يُشار إلى أن خليل زاد، السفير الأمريكي السابق لدى أفغانستان، انخرط في المحادثات مع طالبان منذ ما يقرب من عام.

واتضح في الأسابيع الأخيرة الماضية، أن الولايات المتحدة وطالبان تمكنوا من تسوية معظم القضايا، وذلك بعد إجراء تسع جولات من المفاوضات الصعبة في الدوحة، بعدها أعلن خليل زاد أنه جرى الاتفاق على الوثيقة النهائية من حيث المبدأ.

نصت الوثيقة على سحب تدريجي للقوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان والبالغ عددها 14000 جندي على مدار 16 شهرًا، وفي المقابل تقدم طالبان ضمانات لمكافحة الإرهاب، وتضمن للولايات المتحدة ألا تقع مأساة مثل 11 سبتمبر.

انتقدت الحكومة الأفغانية المفاوضات وما توصل له الجانبان، وأعرب الرئيس الأفغاني عن استيائه من عدم تطرق الجانبان إلى تدابير تضمن الاستقرار في بلاده.

3

بداية الانهيار

عندما غادر خليل زاد الدوحة بعد الجولة الأخيرة من المحادثات مع طالبان والتي انتهت في 1 سبتمبر، أي بعد يومين من الاجتماع الذي عقده ترامب في المكتب البيضاوي، كان هو ونظرائه من طالبان قد وضعوا الخطوط النهائية للاتفاقية.

نقلت نيويورك تايمز عن أشخاص مُطلعين أن الطرفين قاما بالتوقيع على النسخ الخاصة بهم وسلموها إلى المسؤولين القطريين.

ولفتت الصحيفة إلى أن خليل زاد طرح فكرة زيارة قياديي طالبان واشنطن، ووافق المسؤولون في الحركة على الأمر طالما أن الزيارة تأتي بعد الإعلان عن الصفقة، وكانت هذه بداية الانهيار.

أوضحت نيويورك تايمز أن الخطة كانت تقوم على أن يُجري ترامب مجموعة من المحادثات ويعقد اجتماعات مع ممثلي طالبان وحكومة غاني، ما يقوده إلى التوصل إلى اتفاق بينهما، وبهذه الطريقة يحظى باحترام وقبول العالم.

حسب مسؤولين أفغان، فإنه مع اختتام المحادثات في الدوحة، توجه السفير الأمريكي في أفغانستان إلى قصر الرئاسة في كابول لكي يعرض عليهم المقترح بعقد اجتماع في كامب ديفيد.

4

محادثات مُضطربة

وعندما أعلن ترامب عن عزمه على الجمع بين طالبان والحكومة الأفغانية، أعرب مسؤولون من الحركة عن رفضهم إجراء أي مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية حتى تتوصل إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة.

وقال مسؤول بارز في الحركة، الأحد الماضي، إن ترامب يخدع نفسه ليعتقد أنه بإمكانه الجمع بين طالبان والحكومة الأفغانية في كامب ديفيد، لأنهم - على حد قوله- لا يعترفون بالحكومة المضطربة في كابول.

في الوقت نفسه، كان الأمريكيون، حسب نيويورك تايمز، يسارعون لتسوية الأمور قبل الأيام التي سبقت اجتماع كامب ديفيد، إلا أنهم واجهوا العديد من المشكلات والتي كان من بينها إطلاق سراح الآلاف من قيادي طالبان في السجون الأفغانية.

وقال مسؤولون أفغان إن الولايات المتحدة استولت على حرية التفاوض، وإنها تقوم بالأمر نيابة عنهم. وأكدت حكومة غاني أن هذا غير مقبول، وأعربت عن رفضها الجلوس على طاولة المفاوضات، إلا إذا توقفت طالبان عن إطلاق النار، وهو ما ترفضه الحركة، ما أوصل المحادثات إلى الفترة الأسوأ في تاريخها.

وذكرت نيويورك تايمز أن المفاوضات النهائية حدثت خلال فترة من إراقة الدماء، إلا أن المفاوضين الأمريكيين أوضحوا أنهم يضعون التوصل إلى اتفاق في قائمة أولوياتهم.

وكان من المفترض القيام بالخطوة الأولى بعد وصول خليل زاد وأوستن ميلر، قائد الجيش الأمريكي في أفغانستان، إلى العاصمة القطرية الدوحة الخميس الماضي، وبدا كأن الأمور تسير كما المخطط لها بعد نشر مفاوضي طالبان تغريدات أشادوا فيها بما جرى في اللقاء.

وما لبثت الأمور أن انقلبت رأسا على عقب، بعد وقوع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل جندي أمريكي و11 آخرين، ما تسبب في حدوث انقسام داخل فريق ترامب، حسبما أفاد مسؤولين أمريكيين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان