إعلان

بالصور.. هنا ترميم الآثار الفرعونية

03:38 م الأحد 05 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ يوسف عفيفي:

تصوير- كريم أحمد:

على مساحة 32 ألف متر مربع، بُني مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير بمنطقة الرماية بالجيزة، وافتتح عام 2010 ضمن المرحلة الثانية للمشروع.

ويعد المركز، أكبر مركز ترميم بالعالم، من حيث المساحة، ويضم 19 معملا متميزا لترميم كافة الآثار الفرعونية والإسلامية، منها 6 للترميم و7 معامل أخرى للفحوص والتحاليل و5 معامل في منطقة الصيانة الوقائية ومعمل إعداد قواعد العرض المتحفي، ومعمل للتوثيق الأثري والإسكنر.

يضم المركز 125 أخصائي ترميم، ويبلغ مساحة المعمل الواحد أكثر من 570 متر مربع، ومجهز لأن يضم أكثرمن 40 أخصائي، ويزيد وينقص حسب العمل وجميعهم مصريين.

معامل الترميم مقسمة، حسب طبيعة المادة الأثرية "مادة عضوية أو غير عضوية أو أحجار أو أخشاب" والمرمم يتعامل مع المادة الأثرية أكثر مما يتعامل مع تاريخها ولا يفرق بين القطع من حيث تعود للعصر القديم أو الدولة الوسطى غير أنه إذا وجد دلائل أثرية معينة يحتاج إليها من هذه الفترة لكن ما دون ذلك يتم التعامل مع المادة الأثرية سواء خشب أو حجر، وتم تقسميها طبقا لطبيعة المادة الأثرية، والمعامل المتخصصة في العالم كله تسير على هذا الشكل.

البداية.. معمل الآثار العضوية:

رحلة مع الدكتور حسين كمال مدير عام الشئون الفنية للترميم بمشروع المتحف المصري الكبير، الذي أوضح أن معمل الآثار العضوية يعني كل ما هو من أصل عضوي مثل النسيج وداخل فيه أصول "نباتية أو حيوانية " والنسيج العام العضم والألياف النباتية كلها، ولها خصائص متقاربة نسبيا من بعض غير مختلفة عن الآثار غير العضوية.

معمل الآثار العضوية يضم جزءًا من نسيج الملك "توت عنخ آمون" وخلال وقت الاكتشاف جمَّع "كارتر" بعضها واستخدم فيها الشمع لترميمها وتقويتها وتثبيت حالتها، علما بأن مادة الشمع لا تستخدم في الوقت الحالي، بعد تطور مواد الترميم بشكل سريع، والمرممين يقومون بإزالة التدخلات السابقة إذا كانت تؤثر على الأثر في المستقبل أو تسبب للأثر تلف حالي يتم التخلص منها.

وتبلغ نسبة إنجاز أعمال ترميم آثار الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" التي وصلت لمركز الترميم بالمتحف الكبير 90% وجاري العمل في القطع الأخرى، والمواد المستخدمة في الترميم الأساسية لعمليات التقوية وبعض علميات الترميم مستوردة وهناك مواد محلية مثل المذيبات العضوية، ولم يتم تجريب مواد ترميم جديدة، بل يجب أن تكون المواد المستخدمة مأخوذة من الآثار المصرية وتم تجربتها على نطاق واسع وأثبتت فعاليتها وتم اختبارها على المستوى الدولي، وهناك دراسات تجريبية على مواد حديثة دون تطبيقها على الآثار إلا بعد أن تطرح على أبحاث علمية ومناقشتها دوليا وأكثر من جهة تختبرها.

ويضم المركز معدات وأجهز عالمية منذ الافتتاح عام 2010، وجرى تجهيز معامل الترميم على مرحلتين: الأولى مرحلة التجهيزات الثابتة التي تم تحضيرها ليكون مكان مناسب كمعمل ترميم من أول جهاز التحكم في درجات الحرارة والرطوبة داخل المعامل، وجهاز لسحب الأبخرة الضارة من المواد المستخدة في عملية الترميم، وجهاز لحفظ المواد والخامات القابلة للاشتعال، مع تجهيز الأرضيات والأسقف والإضاءة "إضاءة عادية وإضاءة شمس من الخارج" لبعض الأمور التي تحتاج عند الفحص إضاءة طبيعية لأن الإضاءة الصناعية تغير من اللون، والمرحلة الثانية تجهيز الأدوات والمعدات التي يستخدمها المرممين من أجهزة التوثيق "المكيروسكوبات والكاميرات الحديثة والكمبيوترات والإضاءة المتحركة والأرضيات"، وجرى اختيار أرضية وقت التأسيس بأن تكون من مادة "أكريلك" بحيث تكون مادة سلهة الانسيابية وتحريك الآثار بدون أي اهتزاز يحدث، بالإضافة إلى البلاعات الموجودة لخروج المياه.

معمل الأخشاب:

يقول الدكتور كمال، يعد من المعامل المهمة جدا التي جرى الضغط عليها بشكل كبير نظرا للافتتاح الجزئي الذي كان مقررا وتم إلغاؤه، ويضم معمل الأخشاب مجموعة الملك "توت عنخ آمون" وبدأ نقل القطع الصعبة التي تستغرق جهد ووقت طويل في العمل من المتحف المصري بالتحرير على أجزاء.

وتابع أنه جرى نقل القطع الأولية التي تحتاج لعمل أكثر لتجهيزها للعرض مباشرة مثل الماسك والمجوهرات التي لاتحتاج إلى تدخلات كثيرة في الترميم، فتم البدأ في القطع الصعبة أولا والمخزنة واستغرقت مجهودا كبيرا في العمل لأنها كانت معرضه لتلف كبير بسبب سوء التخزين وكانت لا تصلح للعرض أيضا وقت الاكتشاف فقام "كارتر" بتخزينها في متحف التحرير، وسياسية المتحف الكبير عرض مجموعة توت كاملة.

50 مليون دولار

وحول تكلفة إنشاء مركز الترميم بالمتحف الكبير، قال إن تكلفة إنشاء مركز الترميم شاملة المواد والتجهيزات 50 مليون جنيه بأموال مصرية خالصة عام 2010، بينما تبلغ التكلفة الإجمالية للمبنى 50 مليون دولار، وهناك قرض ياباني ميسر لأعمال إنشاءات المتحف بالكامل.

وعن الروائح التي تخرج من المواد المستخدمة في أعمال الترميم وتأثيرها على المرممين، يقول كمال، إن هناك موادًا لها تأثير خطير على المرمم إذا لم يتم التعامل معها بحرص، وغالبا توجد قواعد للسلامة والصحة المهنية، ووضعنا الأجهزة والمعدات خاصة أجهزة تغيير الهواء داخل المعامل وشفط الروائح والأبخرة الناتجة عنها، كما تم منع المواد السئية المضرة في أعمل الترميم "مثل مواد الكلور" وقديما هناك مرممين تأثروا بالفعل في الماضي بتأثير سلبي.

الآثار الثقيلة:

على بعد خطوات توجهنا لمنطقة الآثار الثقيلة، وهذه المنطقة معدة بالتجهيزات التي تصلح للعمل والغرض المخصص لها، وهذا المكان مخصص للآثار الثقيلة ولا تصلح أن تكون معملًا، وجرى التعامل مع أوزان تتخطى الأطنان وتجهيزاتها مختلفة عن تجهيزات باقي المعامل وتحتاج معدات خاصة في التعامل معها وتحريكها، كما أن تجهيزتها ومعداتها مختلفة عن باقي المعامل ومسئولة عن الآثار التي ستعرض في مدخل المتحف والدرج العظيم.

لاحظنا عددًا كبيرًا من الآثار المختارة للعرض جرى ترميمها ونقلها للمخازن والموجود حاليا تتح الترميم والقطع الموجودة هنا، ومعظمها تماثيل وتوابيت وبوابات جاري ترميمها وهنام تماثيل ضخمة جاري ترميمها من العصور الفرعونية وتمثال للملك خفرع والإله حتحور وملوك وآلهة في العصور الفرعونية المختلفة، ومنها تماثيل للعصر اليوناني الروماني قادما من الإسكندرية، وهناك تمثال للملك إخناتون ومكون من رأس فقط وسوف يعرض في البهو العظيم، وهناك قطع سوف تعرض داخل قاعات العرض مثل مقبرة كاملة أو مقصورة وكانت مفكوكة في الهرم وتم تجميعها ومقصورة كاملة داخل فاعات المتحف، والحضارة المصرية اعتمدت على الأحجار بشكل كبير وسوف يعرض المتحف قطع حجرية كبيرة عند الافتتاح.

وحول عمليات التوثيق الأثري، أضاف الدكتور حسين كمال، أن هناك نوعين من التوثيق، التوثيق بالمفهوم الضيق يبدأ بالتصوير، لكن التوثيق الأثري إدخال بصمة للقطع الأثرية منها الفحوص والتحاليل والذي يعتبر جزء من التوثيق والتصوير ثلاثي الأبعاد والرسوم والكتابة النصية، والتعريف بالمادة الأثرية ونوعها والتعريف بالخشب، وكل قطعة أثرية تدخل معامل الترميم لها أرشيف عن حالتها منذ وقت وصولها ومراحل الترميم التي مرت بها وشكلها النهائي بعد الترميم وخلال علمبة التوثيق.

ويبلغ عدد القطع التي جرى ترميمها حتى الآن بالمركز، أكثر من 66 ألف قطعة أثرية، والترميم أو الصيانة "المعنى الأشمل" تنقسم إلى شقين: "صيانة علاجية" و"صيانة وقائية"، والصيانة العلاجية هو التدخل بخامات ومواد وطرق، والوقائية وضع القطعة الأثرية في ظروف بيئية مناسبة وهناك مجموعة متخصصة للحفاظ عليها من الإصابات الحشرية وبرامج "آي بي إن" المتكاملة للقضاء على الآفات الحشرية الضارة التي تصيب الآثار، وهناك مجموعة تراقب الحرارة والرطوبة، وتم ترميم أكثر من 18 ألف قطعة أثرية حتى الآن منذ افتتاح المركز عام 2010، وباقي القطع الأثرية التي دخلت المركز دخلت في برامج الصيانة الوقائية بمعنى أن القطع التي لا تحتاج لتدخل عاجل واحتاجت فقط تنظيف السطح والأتربة وبلغ عددها أكبر من 48 ألف قطعة.

معمل ترميم المومياوات والبقايا الآدمية:

على بعد خطوات أخرى، من منطقة الآثار الثقيلة، توجهنا لمعمل ترميم المومياوات والبقايا الآدمية، قال الدكتور حسين كمال، إن مركز الترميم بالمتحف الكبير استقبل بعض التوابيت الخشبية الخاصة بالمومياوات بعضها من العصر المتأخر، وهم مومياوات لأفراد نبلاء وليسوا ملوك، والتحنيط في مصر القديمة تتطور للغاية في العصور الفرعونية، وبدأ سر التحنيط يختفي مع نهاية الدولة الحديثة وبدء التحنيط يختلف تماما بعد العصور الفرعونية، وفي العصر المتأخر أقل جودة بكثير من الدولة الحديثة للدولة الوسطى، وتقنيات الأدوات المستخدمة في معمل المومياوات مختلفة عن المعامل الأخرى.

والمومياء هنا تم لفها بالكتان والنسيج وتغطى بالكامل، وقديما كان بالإمكان أن ترى أجزاء منها مثل الشعر والوجه وملامح من الوجه، وبعض الترميمات تغطى الموميا بالكامل من الكتان وتجيهزها للتجفيف والعزل عن البيئة للحفاظ علبه من تأثير الرطوبة والحرارة، والحفظ هنا يتبع البرامج الوقائية، أما الفتارين فهي خالية من الأكسجين تماما للحفاظ على المومياوات من التأثر بأي عوامل خارجية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان