إعلان

كارل ماركس... 200 عام على مولد ملهم الشيوعية الحديثة

06:06 م الجمعة 04 مايو 2018

كارل ماركس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

مائتا عام مرت على ميلاد كارل ماركس، ذلك المفكر الثوري عظيم التأثير. شكلت أفكاره القاعدة النظرية للشيوعية الحديثة، وألهمت الكثير حول العالم خاصة مع بدايات القرن العشرين، وكانت ذروة ذلك الإلهام مع الثورة البلشفية سنة 1917، غير أن القدر لم يمهله متسعا من الوقت ليرى أفكاره مطبقة بشكل منسجم وكامل كما كان يأمل على أرض الواقع.

ولد كارل هينريش ماركس في مثل ذلك اليوم قبل قرنين من الزمان في 5 مايو 1818 في ألمانيا الغربية. وكان الابن الحي الأكبر من بين تسعة أطفال لمحامٍ يهودي تحول إلى المسيحية قبل ميلاد كارل بعامين.

كان هينريش ماركس محاميا ناجحا وتنويريا قرأ لكانت وفولتير وشارك في التحريض من أجل وضع دستور في بوروسيا (مقاطعة ألمانية). أما أمه هينريتا فولدت في هولندا وكانت يهودية، والأرجح أنها ظلت هكذا حتى رحيلها على عكس والده.

درس ماركس القانون في بون وبرلين، لكنه تعرف أيضا على أفكار هيغل وفيورباخ، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة يينا الألمانية في 1841. في بداية كتاباته اتضح تأثره بروح الكنيسة والتضحية بالنفس من أجل الإنسانية.

عمل صحافيا بعد تخرجه في الجامعة وكان عضواً في هيئة تحرير صحيفة "راينيش تسايتونج" ثم أصبح فيما بعد رئيس تحريرها. كان وقتها يعيش في مدينة كولون قبل أن ينتقل في 1883 هو وزوجته يني، التي تزوجها في يونيو 1843، إلى باريس التي كانت في ذلك الوقت مرتعا للفكر المتطرف ومركزا للسياسة في القارة العجوز.

فريديريك أنجلز

Engles

(كارل ماركس (يمين) وصديقه فريدريك أنجلز)

في باريس، بات ماركس شيوعيا ثوريا، وتعرف هناك على صديق عمره فيما بعد فريدريك أنجلز (28 نوفمبر 1820 -5 أغسطس 1885). لكن العاصمة الفرنسية ضاقت ذرعا به وطردته فانتقل مع رفيق دربه أنجلز إلى بلجيكا، حيث قضى عامين في بروكسل توثقت فيهما علاقة الصديقين: كارل وفريدريك.

انضم ماركس في بروكسل إلى جمعية "عصبة الشيوعيين" السرية، وفي مؤتمر الثاني وضع مع أنجلز -بناءً على طلب منظمي المؤتمر –"بيان الحزب الشيوعي" أو ما اشتهر باسم "المانفيستو الشيوعي"، في 1848.

وضع ماركس وأنجلز في "المانفيستو" الخطوط العريضة لتصور جديد للعالم واشتمل أيضا على تصورات في الحياة الاجتماعية والجدل وشرحا فيه أن تاريخ البشرية ينبني على صراع الطبقات، لكن هذا الصراع سوف يختفي مع انتصار البوليتاريا (الطبقة العمالية).

بعد طبع المانفيستو الشيوعي، طردت بلجيكا ماركس، فانتقل إلى العاصمة البريطانية لندن. بمرور السنين في عاصمة الضباب عانى ماركس من الفقر ودخل في عزلة سياسية وروحية، حتى أن صديقه أنجلز الثري هو الذي كان يقوم على أمر أسرته.

رأس المال

Das-Kapital

(صورة الغلاف للطبعة الأولى من كتاب رأس المال من تأليف كارل ماركس)

لم تستمر عزلته طويلا، حيث خرج منها وأنتج أهم أعماله "رأس المال"، الذي يعد أحد أبرز المنجزات الفكرية في العصور الحديثة.

كتب ماركس "رأس المال" بالألمانية ثم تُرجم إلى اللغات الأوروبية والعربية أيضا. وفيه شرح نظريته عن النظام الرأسمالي وديناميكيته وميله نحو التدمير الذاتي. هدف ماركس من وراء الكتاب كشف "القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث".

وضع ماركس في "رأس المال" خلق الاقتصاد السياسي العلمي للشيوعية، ووفقا للكتاب، ينهار النظام الرأسمالي وترث الطبقة العاملة السلطة الاقتصادية والسياسية لعدم قدرة الطبقة الرأسمالية على الحكم لأنها تصبح عديمة الكفاءة لتضمن "وجود عبدها داخل عبوديتها."

أنجز كارل ماركس الطبعة الأولى من "رأس المال" الذي يطلق عليه "إنجيل الطبقة العاملة"، ونشرت في 1867، في حياته، أما الطبعة الثانية فنشرها أنجلز في 1885، والثالثة نشرت في 1894.

في سنواته الأخيرة، عانى كارك ماركس من تراجع ابداعي وجسدي، وقضى كثير من الوقت في منتجعات صحية، وعانى من اكتئاب شديد بعد وفاة زوجته، التي كانت تكبره بست سنوات، في ديسمبر 1881، وإحدى بناته بعدها بعامين.

رحل ماركس في 14 مارس 1883 ودفن في مقبرة هايجيت في لندن.

عند المقبرة، أعلن صديقه أنجلز أن ماركس صاحب اكتشافين عظيمين: قانون تطور التاريخ الإنساني وقانون حركة المجتمع البورجوازي. لكن "ماركس كان قبل كل أي شيء ثوريا." كان "الرجل الأكثر كرها في عصره والأكثر تعرضا لتشويه السمعة أيضا..... لكنه مات محبوبا، موقرا وحزن لأجله ملايين من العمال الثوريين."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان