إعلان

أمريكا وقطر.. اتهامات بالإرهاب وسط علاقات اقتصادية وعسكرية قوية

12:06 ص السبت 10 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

بعد ساعات قليلة من مطالبة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين بتخفيف الحصار المفروض على قطر، خرج الرئيس دونالد ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض ليطالب قطر بشكل صريح بالتوقف فورًا عن دعم الإرهاب.

وقطعت 4 دول هم السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين الماضي، وتبعهم عدد من الدول العربية والإسلامية مثل اليمن وليبيا وموريتانيا، فيما اتخذت دول أخرى كالأردن إجراءات مختلفة مثل تخفيض مستوى البعثات الدبلوماسية للدوحة. واتهمت هذه الدول قطر بدعم الإرهاب في المنطقة والتعاون مع إيران مما يؤثر على استقرار الشرق الأوسط.

ثم تطور الأمر، وأصدرت الدول الأربع بيانا مشتركًا أمس الخميس، أدرجوا فيه 59 فردًا و12 كياناً على قوائم الإرهاب المدعومة من قطر.

ويُعد هجوم ترامب هو الأقوى ضد قطر منذ بداية الأزمة، حيث اتهمها بالإرهاب صراحة، وقال إن لها تاريخًا طويلاً من دعم الإرهاب، وطالب الدوحة بوقف تمويل الإرهاب بشكل فوري.

وربما يشير هذا الاختلاف في التصريحات بين وزير الخارجية الأمريكي والرئيس ترامب، إلى المصالح المعقدة المشتركة بين البلدين، فالولايات المتحدة تمتلك قاعدة العديد العسكرية على الأراضي القطرية، في حين أنها تتهمها بدعم الإرهاب وتؤسد بشكل مباشر وغير مباشر الاتهامات العربية لقطر بالتعاون مع إيران، والتي يعتبرها ترامب العدو الأول.

ونرصد في النقاط التالية شكل العلاقات الأمريكية القطرية التي جعلت الرئيس ترامب يتهم دولة بالإرهاب في الوقت الذي يدعو وزير خارجيته إلى تخفيف الحصار عنها لأسباب إنسانية.

علاقات مع الجماعات المسلحة

استغلت أمريكا علاقة قطر بمجموعات مسلحة في سوريا عام 2014، من أجل الوصول لصفقة للإفراج عن الصحفي الأمريكي، بيتر كورتيس، الذي كان مختطفًا في سوريا وسط سلسلة القتل التي بدأها تنظيم داعش الإرهابي خلال تلك الفترة ضد صحفيين وعمال إغاثة.

وتربط قطر علاقات قوية بحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة وبحزب الله في لبنان مما قد يجعلها تقوم بدور الوسيط في أي صفقة مشابهة.

واتضح التوغل القطري داخل الجماعات المتطرفة في سوريا حينما التقت قناة الجزيرة في لقاء عام 2015 مع الإرهابي أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم جبهة النصرة (فتح الشام حاليًا)، وهي المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

قاعدة العديد

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء قاعدة العديد العسكرية في قطر عام 1996، وبلغت تكلفتها مليار دولار أمريكي ودفعت الدوحة منهم 400 مليون. لا تتقاضى قطر أي أموال من الولايات المتحدة مقابل وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة على أراضيها، بل وطلبت أيضًا على فترات مختلفة رفع أعداد الجنود الامريكيين المتواجدين بها ليصل إلى حوالي 11 ألف جندي بعدما بدأ بحوالي ألفين فقط خلال عام 2002.

ووفقًا لتقرير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن قطر بسبب علاقاتها المتوترة بشكل شبه دائم مع السعودية وملكيتها المشتركة مع إيران لأكبر حقل للغاز الطبيعي البحري في العالم، تنظر إلى أمريكا باعتبارها الضامن الأمني الرئيسي لها.

بينما تمثل أهمية استراتيجية لأمريكا حيث تعتبر موضع قدم لها بالمنطقة ضد النفوذ الإيراني، وتستخدمها في ضرب الأهداف المطلوبة سواء داعش حاليًا أو تنظيم القاعدة وطالبان في أفغانستان.

القدرة المالية

كثيرًا ما تخالف قطر المصالح الأمريكية في المنطقة فبجانب دعمها الكبير لحركة حماس الفلسطينية التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، بدأت الدوحة مؤخرًا التواصل بشكل قوي مع إيران واعتبرت طهران لاعبًا لا غنى عنه من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة، كما ساندت الدولة الشيعية قطر في أزمتها الأخيرة وعرضت مواد غذائية لسد العجز بعد إغلاق السعودية والإمارات والبحرين حدودهم البحرية والجوية والبرية في وجه قطر.

لكن وفقًا لمعهد واشنطن أيضًا، فإن الولايات المتحدة ترى أن "ثروة قطر المالية والهيدروكربونية ومنشآتها العسكرية المتاحة تجعل الإمارة لاعباً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من صغر حجمها والإجراءات المثيرة للغضب التي تتخذها في بعض الأحيان".

العلاقات الاقتصادية

ويقول الموقع الرسمي للحكومة الأمريكية، إن الولايات المتحدة تربطها علاقات اقتصادية قوية مع قطر. وتعتبر الدوحة أكبر مستثمر أجنبي حيث تعمل أكثر من 120 شركة أمريكية في قطر. كما أن الولايات المتحدة أيضًا أحد أهم موردي معدات صناعة النفط والغاز للإمارة الخليجية، ولعبت أمريكا دورًا كبيرًا في تطوير قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في قطر.

كما ذكر الموقع أن قطر تخطط لاستثمار 45 مليار دولار من ثروتها السيادية في الولايات المتحدة بحلول عام 2021. وخلال عام 2016، أعلنت قطر أيضًأ أنها اشترت بما قيمته 21 مليار دولار طائرات (إف 16) امريكية، وبما قيمته 18 مليار دولار طائرات تجاري من طراز بوينج.

القادم

ومع لجوء قطر لإيران وإقرار البرلمان والرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، بالسماح بنشر قوات تركية في قطر، وخروج الرئيس ترامب ومطالبته بشكل مباشر لقطر بالتوقف الفوري عن دعم الإرهاب، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات أكبر على أزمة الإمارة الصغيرة التي قد تغير شكل التحالفات في الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان