إعلان

بالفيويو والصور.. الحصري.. الشيخ الأسطورة وأول من سجل القرآن بصوته

03:26 م الإثنين 24 نوفمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

تحل علينا اليوم ذكرى وفاة واحد من أبرز قراء القرآن الكريم، الذي قضى عمره يرتل آيات الذكر الحكيم .. إنه الشيخ محمود خليل الحصري أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم سنة (1381هـ الموافق 1961م) وظلت إذاعة القرآن بمصر تقتصر على صوته منفردًا حوالى عشر سنوات، ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة 1964م، ثم رواية قالون والدورى سنة 1968م، وفي نفس العام سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيسًا لاتحاد قراء العالم الإسلامي، ورتل القرآن الكريم في كثير من المؤتمرات، وزار كثيرًا من البلاد العربية والإسلامية الآسيوية والإفريقية، وأسلم على يديه كثيرون.

ولد الشيخ محمود خليل الحصري عام 1917م في قرية شبرا النملة بمركز طنطا في محافظة الغربية، وألحقه أبوه بالكتَّاب عند بلوغه الرابعة من عمره فكان يحفظ القرآن سماعي ثم يكتب ما حفظه على اللوح بعد أن تعلم الحروف الأبجدية وقد أتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره.

ولم تكن المعاهد الدينية في ذلك الوقت تسمح بقبول الطلاب قبل أن يتم الثانية عشرة من عمره فظل مع شيخه ومحفظة بالكتاب فتعلم التجويد فكان يذهب إلى مسجد القرية في صلاة العصر ليقرأ ما يتيسر من آيات الذكر الحكيم فنال استحسان مستمعيه، وفي ذلك الوقت أيضاً بدأت الناس تتعرف عليه وتدعوه ليشاركهم أفراحهم وحفلاتهم حتى نضج صوته وعلى صيته في القرية كلها.

وعند بلوغه الثانية عشر من عمره التحق بالمعهد الديني بمدينة طنطا، وظل يدرس حتى مرحلة الثانوية العامة، ثم انقطع عن الدراسة بعد لك لتعلم القراءات العشر، وفي تلك الفترة كان يذهب لإحياء الليالي والمآتم كلما دعي إلى ذلك وظل مقيماً بقرية شبرا النملة حتى ألتحق بالإذاعة عام 1944م بعد أن تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول، وكانت أول قراءة له على الهواء مباشرة يوم 16 نوفمبر عام 1944م وكان وقتها لا يزال مقيماً بقرية شبرا النملة.

كان الشيخ الحصري بعيد النظر في كثير من الأمور الخاصة بالعقيدة فقد أحس بخطورة التبشير وحملات التنصير في أفريقيا والتي بدأت تحرف في القرآن، فأراد أن يكون القرآن مسجلاً على شرائط كاسيت أو أسطوانات فكانت رحلته مع الأستاذ لبيب السباعي وآخرين فتم تسجيل المصحف المرتل بصوت الشيخ الحصري بعد أن رفض العديد من المشايخ والقراء الفكرة من بدايتها لاختلافهم حول العائد المادي منها، وبذلك أصبح الشيخ الحصري أول صوت يجمع القرآن الكريم مرتلاً على أسطوانات وكان ذلك برواية حفص وقد تم تسجيل بعض السور ثم عرضت على وزارة الأوقاف التي وافقت على الاستمرار في تسجيل المصحف مرتلاً كاملاً وقد كتب لهذا التسجيل النجاح المنقطع النظير، ثم تم التسجيل مرتلاً برواية ورش عن نافع، ثم سجل الشيخ الحصري أيضاً القرآن مجوداً بصوته ثم مرتلاً برواية قالون والدوري ثم سجل المصحف المعلم، وقد مكث مدة تقترب من العشرة سنوات لتسجيل المصحف مرتلاً بالروايات المختلفة.

في عام 1965م قضى فضيلة الشيخ محمود خليل الحصرى عشرة أيام كاملة فى مسجد بباريس، وهناك وعلى يديه أشهر عشرة من الفرنسيين إسلامهم أيضا أشهر ثمانية عشرة أمريكيا إسلامهم من بينهم طبيبان وثلاثة مهندسين، وفى مدينة (سان فرانسسكو) تقدمت منه سيدة أمريكية مسيحية لتعلن أن قراءته مست وجدانها وأحست من عمق نبرات القراءة أن القرآن الكريم على حق ، رغم أنها لم تفهم كلماته ، ولذلك أشهرت إسلامها على يد الشيخ الحصرى ووعدته بأن تلتحق بأحد المراكز الإسلامية لتتعلم اللغة العربية.

كما رافق الشيخ محمود خليل الحصرى الرئيس أنور السادات في زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى ديسمبر عام 1977م والتقى بالرئيس الأسبق جيمى كارتر ويعتبر أول و آخر قارئ رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي وأيضا زار اندونيسيا والفلبين والصين والهند وسنغافورة وفى ماليزيا حاصرته السيول والأمطار فأرسل له رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر أقلته إلى الألوف الذين كانوا ينتظرونه وكان الكثير من رحلاته يتم في شهر رمضان المعظم للدول الإفريقية والعربية والأسيوية لقراءة القرآن.

ونال الشيخ الحصرى العديد من الأوسمة تقديرا لمكانته، أبرزها جائزة الدولة التقديرية من الطبقة الأولى عام 1967م.

وأوصى الشيخ محمود خليل الحصرى قبل وفاته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم، كما بني مجمعا دينيًا يضم معهدًا أزهريًا ومسجدًا بقريته "شبرا النملة" وبني مسجدًا يضم جمعية خيرية بالقاهرة.

وفاتـــه:

وفى مساء يوم 24 من نوفمبر عام 1980م أدى الشيخ الحصرى صلاة العشاء ثم أصيب بنوبة قلبية توفى على أثرها وكانت آخر كلماته: (إن الإيمان إذا دخل قلبا خرج منه كل ما يزيغ العقل).

رحم الله شيخنا الجليل واسكنه فسيح جناته.

ولمشاهدة السيرة الذاتية للشيخ الحصرى.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: