إعلان

ملتقى بالأزهر: الأشهر الحرم محطات إيمانية خصّها الله تعالى بالذكر والتعظيم

كتب : علي شبل

01:37 م 31/12/2025

الجامع الأزهر

تابعنا على

عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "الأشهر الحرام والإصلاح الاجتماعي"، وذلك بحضور كل من؛ فضيلة الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور عبد الرحمن فوزي فايد، أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين، وأدار الملتقى الإعلامي محمد إبراهيم جمعة.

أكد فضيلة الدكتور محمود الهواري أن الأشهر الحرم قد خصها المولى سبحانه وتعالى بالذكر والتعظيم، وشدد على مكانتها النبي صلى الله عليه وسلم، لما لها من أثر عظيم في تهذيب النفوس وتقويم السلوك، فإصلاح المجتمع لا يكون إلا بإصلاح القيم والأخلاق وحسن المعاملة بين الناس، ولذلك جاءت الأشهر الحرم بنفحات إيمانية تربي الناس على احترام قيم المجتمع، والابتعاد عن الظلم والعدوان، وعدم انتهاك الحرمات، قال تعالى: ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾، وبين النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشهر، في دلالة واضحة على تكامل القرآن الكريم والسنة النبوية، وكونهما معًا دستورًا إلهيا ارتضاه الحق سبحانه وتعالى للتشريع، وبناء الإنسان الصالح، وترسيخ معاني السلام، والتعاون، واحترام الحقوق بين أفراد الأمة.

وأوضح فضيلته أنه في الوقت الذي تنادي فيه بعض الأصوات بما يدعو إلى طمس الهوية، وضياع الملامح، وذوبان القيم الأصيلة في المجتمع، تتجدد مع كل شهر حرام تلك المعاني السامية التي تؤكد ثبات هويتنا، ورسوخ عقيدتنا، وإيماننا بالله تعالى، وبكتابه الكريم، وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففي الأشهر الحرم توجيه صريح، ونهي قاطع عن الظلم والبغي والعدوان، تعظيمًا لحرمتها، وإجلالًا لمكانتها عند الله عز وجل، ولما كانت لهذه الأشهر منزلة عظيمة، جاء الخطاب فيها موجهًا إلى البشرية جمعاء، دعوة إلى أن ترفق بنفسها، وأن تعود إلى طريق السلام والعمل والبناء، فكلما جنحت النفوس عن السلام إلى الصراع، أو مالت عن الجد والإنتاج إلى الكسل والتراخي، جدد الله تعالى لعباده في هذه الأشهر المباركة دعوة الإصلاح، والتوبة، والعودة إلى القيم التي تحفظ للإنسان إنسانيته، وللمجتمع تماسكه واستقراره.

من جانبه قال فضيلة الدكتور عبد الرحمن فايد إن النبي صلى الله عليه وسلم حدد الأشهر الحرم، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب؛ ثلاث منها متتابعة، ورجب شهر فرد منفصل، وقد جاءت الأشهر المتتابعة في موسم الحج، في إشارة واضحة إلى أنها تأمين لحجاج بيت الله الحرام، وحفظ لدمائهم وأموالهم، وبسط لروح الطمأنينة والأمان، ليؤدوا مناسكهم في أمن وسلام، بعيدًا عن الصراعات والاعتداءات،

مضيفًا أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن شهر رجب هو شهر الإعداد والتهيئة لشهر رمضان المبارك، حيث يقبل فيه المؤمن على مراجعة نفسه، وتجديد توبته، والإكثار من الطاعات، استعدادًا لاستقبال شهر الصيام والقيام، فالأشهر الحرم، في مجملها، ليست مجرد تحديد زمني، بل هي محطات إيمانية وتربوية، ترسخ معاني السلام، وتعظم شأن العبادة، وتدعو إلى تهذيب النفوس، وبناء مجتمع قائم على الاحترام والتقوى والعمل الصالح.

وبين فضيلته أن ما كان يحدث قديما من بعض المشركين فيما عرف بـ«النسيء» يعد دليلًا واضحًا على اعترافهم بمكانة الأشهر الحرم وتعظيمهم لها، رغم انحراف عقيدتهم، فحين كانوا يريدون ارتكاب أفعال محرمة أو خوض الحروب التي تتعارض مع حرمة هذه الأشهر، لجؤوا إلى تغيير ترتيب الشهور وتأخيرها أو تقديمها، تحايلًا على قدسيتها،

وهذا السلوك يكشف عن إدراك فطري لعظمة هذه الأزمنة ومكانتها العظيمة.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان