إعلان

مجدي عاشور: الترشيد في الكهرباء والسلع المدعومة أمر مطلوب ومستحب شرعًا

12:12 م الخميس 11 أغسطس 2022

الدكتور مجدي عاشور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كـتب- علي شبل:

تحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، سؤالا تلقاه من شخص يقول: ما حكم ترشيد استهلاك الكهرباء في البيوت والمحلات لمساعدة الدولة في توفير العملة الأجنبية نظرا لاستمرار الأزمة العالمية؟

في بيان فتواه، أوضح عاشور الرأي الشرعي في تلك المسألة، قائلًا:

أوَّلًا : الكهرباء كسائر الأشياء التي تنفع الإنسان وتساعده على إقامة حياته في شيء من اليُسْرِ والراحة ؛ ولذلك فهي نعمة من النعم التي يدعو الشرع إلى أن نحمد الله تعالى عليها ، ومن تمام الحمد أن نحافظ عليها ككل النِّعَم .

ثانيًا : ينبغي أن نفرق بين معنى (الترشيد) ومعنى (الإضرار) ؛ إذ المراد في هذا السؤال هو الترشيد الذي لا يترتب عليه ضرر للفرد أو المجتمع ، وهو أن يستخدم الإنسان ذلك المورد المهم (وهو الكهرباء) على قدْر حاجته ، وألا يُهْدِر فيها لأنه مسئول عن ماله : " فيم أَنْفَقَهُ ؟ "[أخرجه البخاري] ، فضلًا عن أنه مسئول عن استخدام الدعم في هذا المورد فيما لا حاجة له به ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " لا ضَرَرَ ولا ضِرَار " [أخرجه ابن ماجة] . والشاهد أن المطلوب هو الترشيد وهو محمود ، وليس المطلوب الإضرار بمصالح الناس في منعهم أو نقصانهم من هذه السلعة ، سواء في بيوتهم أو مَحَالِّهِم .

ثالثًا : لأهمية هذا المورد (الكهرباء) في حياة الناس في هذا العصر ، ونظرًا لدخوله في وسائل كثيرة يصعب الاستغناء عنها في زماننا ، فإنه يشبه الطعام من أوجه ، فيأخذ حكمه في أهمية ترشيد استخدامه وعدم الإسراف فيه ، وقد قال الله تعالى في النهي عن الإسراف في الأكل والشرب فقال سبحانه : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف:٣١] . فضلا عن أن للكهرباء قيمة فيكون فيها معنى المالية ، ونحن نُهِينا عن إضاعة المال في غير ما هو له ، فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "كان ينهى عن : قِيلَ وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال "[أخرجه البخاري ومسلم] .

رابعًا : أمرنا الله تعالى بالتعاون في فعل الخيرات وفي الابتعاد عن المحظورات ، فقال عز وجل : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[المائدة:٢] . وترشيد استهلاك الكهرباء وغيرها من السلع والوسائل من الأمور المطلوبة شرعًا .

وفي خلاصة فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكد عاشور أن ترشيد الكهرباء وغيرها من السلع والوسائل هو أمر مطلوب ابتداءً بل ومستحب شرعًا ، لورود النصوص الشرعية بذلك صراحةً ، ويزداد الاستحباب إذا كانت تلك السلع مدعومةً من الدولة، ويتأكد ذلك في أوقات الشدائد والأزمات.

وعليه، يقول عاشور، فالترشيد مطلوب في كل وقتٍ ، ويُثَاب المرءُ على فِعْله لنفع نفسه، ويزداد الثوابُ إذا تعلق نَفْعُ ذلك بمن حوله مع نيته في مساعدة دولته بهذا الترشيد، ويتم ذلك الترشيد بأن يتم استخدام الكهرباء على قدر الحاجة دون إسراف.

والله أعلم

فيديو قد يعجبك: