إعلان

"قصر قارون" بالفيوم .. هل هو القصر الذي خسف الله به الأرض؟!

12:00 م الجمعة 21 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد - هاني ضوَّه :

روى لنا القرآن الكريم قصصًا عديدة ذكرت لنا الكثير من أحوال الأمم السابقة وما حدث فيها من آيات وعبر للناس، ومن تلك القصص قصة الملك قارون الذي كان من قوم نبي الله سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، الذي بغى على قومه، وتنكر لنعم الله وجحد فضله عليه، وكان يقول إن ما هو فيه من نعيم وثروة إنما هو من جهده وليس كرمًا من الله وفضلًا.

وكانت مفاتيح خزائن قارون من جلود لا يستطيع العصبة من الرجال أن يحملوها، وكانت مصنوعة من الجلود وتُحمل على 40 بغلًا، وكان الناس يتمنون لو أن عندهم ما عند قارون من كنوز.

أما قصره فكانت أبوابه مصنوعة من الذهب الخالص وكان يجمع في قصره أعوانه من بني اسرائيل وكانوا يتسامرون طوال الليل ويعيشون في لهو حتى، لم يكتف بجحود نعمة الله عليه فقط، بل تخطى ذلك وكان يحرض الناس على عدم اتباع نبي الله سيدنا موسى عليه السلام، وهنا جاء العقاب الإلهي لقارون ومن معه فخسف الله به وبداره الأرض.

يقول تعالى ذاكرًا قصة قارون: ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين).

وفي محافظة الفيوم بمصر، وتحديدًا وفي مدينة "إبشواي" على بعد ثلاثين كيلو متراً بالقرب من قرية أباظة، يوجد قصر أثري قديم، يقال إنه من بقايا قصر قارون الذي خسف الله به الأرض، ويسميه الناس هناك بقصر قارون.

وقد بني القصر بنفس طريقة بناء الأهرامات بدون أسمنت ولا أي مادة للبناء تربط بين الأحجار، وذلك عن طريق تفريغ الهواء كما كان يفعل الفراعنة في كل مبانيهم، ويوجد بهذا القصر ما يقرب من مائة حجرة، وكان الكهنة يستخدمونها وكانت تستخدم كذلك في تخزين الغلال والأدوات.

إلا أن خبراء الآثار والمصادر الأثرية تنفي نسبة هذا القصر إلى قارون لأسباب كثيرة منها أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر أن دار قارون قد خسف بها الأرض، وذكروا أن القصر الموجود حاليًا هو معبد من العصر اليوناني الروماني، وكان مخصصًا لعبادة أحد آلهتهم الذي يسمى "سوبك" و"ديونيسيوس" إله الخمر والحب "عند الرومان" على زعمهم.

أما عن سبب تسمية الناس له بقصر قارون فيرجع ذلك إلى أن سكان هذه المنطقة في العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له؛ والتى تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها في البداية بحيرة (القرون)، وحرفت إلى بحيرة "قارون"؛ مع العلم أن هذه البحيرة في الأصل البقية الباقية من " بحيرة موريس " في التاريخ الفرعونى.

والقصر الذي ينسب إلى قارون له مدخل فسيح واسع كبير يتكون من ثلاث صالات عرضية، تنتهي بما يُسمى قدس الأقداس، وفي نهاية الصالة الثانية توجد مجموعة من السلالم التي تؤدي إلى الدور الثاني من القصر، حيث يتكون الدور الثاني من عدد كبير من الحجرات التي تزيد على المائة حجرة، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الدهاليز والممرات التي تنتهي بسلم، حيث يؤدي إلى سطح القصر.

أما على الجانب الغربي من القصر يوجد معبد صغير نقشت على جدرانه مجموعة من الرسوم البارزة من العهد اليوناني، كما يحتوي على لوحة “سوبك” في مدينة الفيوم القديمة برأس التمساح وجسد إنسان مرتدياً تاجاً أبيض وهو تاج الجنوب.

فيديو قد يعجبك: