إعلان

أسلوبان في التربية.. العاطفة أم المنطق؟

11:37 ص الإثنين 24 نوفمبر 2014

أسلوبان في التربية.. العاطفة أم المنطق؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كثير من الأمهات يتساءلن عن الأسلوب الأمثل في التعامل مع الطفل، حيث تفضل بعضهن الميل إلى الأسلوب الأكثر عاطفية في التعاطي مع ابنها بينما تميل أخريات إلى الأسلوب المنطقي العقلاني، والحقيقة أن لكل من الأسلوبين مزايا وعيوب مما يستلزم معرفة كيفية الجمع بينهما بالصورة التي تحقق أكبر قدر ممكن من النتائج الإيجابية مع تفادي الأضرار المحتملة قدر الاستطاعة.

غرس القيم يحتاج إلى عاطفة

عندما يكون هدفك هو غرس بعض القيم والمفاهيم المهمة سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية أو السلوكية في شخصية طفلك تحتاجين في كثير من الأحيان إلى المدخل العاطفي لجذب انتباه طفلك واستثارة مشاعره وعواطفه قبل أن تبدأي في تلقينه القيمة أو المعنى المراد، وهذا يعني أن مجرد ترديد العبارة المقصودة على مسامع الطفل من دون تجهيزه عاطفياً لاستقبالها على النحو المأمول يعني أنك تريدين فقط أن تؤدي واجبك من دون أن تبذلي الجهد المطلوب لتضمني أن هذه القيمة أو ذلك المعنى قد استقر في وجدان طفلك.

منطقية حل المشكلات

وإذا ما واجه طفلك موقفاً معيناً وأصابته الحيرة وشعر بأنه لا يدري كيف يتصرف فمن الواجب عليك في هذه الحالة ألا تجرفك العاطفة بعيداً عن هدفك الأساسي وهو إعلام طفلك بالتصرف الصحيح ورد الفعل المقبول أو الواجب، ويمكنك أن تعتمدي في مثل هذا الوضع على الأسلوب العقلاني المباشر لكشف الحقائق وسرد المعلومات ورسم المعايير التي تهدي طفلك إلى كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، وبالتالي فإنك تؤجلين ردود فعلك العاطفية إلى مرحلة تالية لتضمني أن طفلك قد استقبل بعقله ما يلزمه معرفته حتى تنضج شخصيته ويستفيد من تجارب الحياة التي تمر به.

التوازن مع الأب

من الأمور المهمة التي يمكنها أن تساعدك على تحديد أي الأسلوبين أوفق في التعامل مع طفلك النظر إلى طبيعة المناخ العام الذي يسود داخل المنزل، فلو كانت شخصية الأب تميل بشكل أكبر إلى الأسلوب الواقعي العقلاني في تناول الأمور فإن ذلك يفرض عليك وبشكل تلقائي أن تتحلي بعاطفة جياشة وقدرة على احتواء طفلك لضمان حدوث حالة من التوازن أثناء العملية التربوية، بينما لو كانت شخصية الأب يغلب عليها الطابع الحنون العاطفي الذي يعتمد بشكل أكبر على السماح للقلب بأن يكون صاحب الكلمة الأخيرة فهذا يضطرك إلى أن تكوني أكثر منطقية وعقلانية وواقعية لدى التعامل مع كل ما يتعلق بشؤون طفلك سواء كانت أموراً ظاهرية واضحة أو معانٍ داخلية خفية.

طبيعة الطفل

طبيعة شخصية طفلك نفسها وسماته الذاتية ترسم لك معايير جديدة تساعدك على تحديد أي الأسلوبين أوفق لإنجاح مهمة تربية هذا الطفل، فإذا ما وجدت أن طفلك يعيش حياته وهو يفكر أكثر مما يشعر بمعنى أنه يتناول الأمور التي تمسّ حياته بشكل واقعي فإن هذا يعني ضرورة أن تحترمي وجهات نظره قدر الإمكان وتأخذيها بعين الاعتبار وتقدري جيداً رغبته في إثبات أن آراءه تكون صحيحة وموافقة للواقع، بينما على الجانب المقابل فإذا ما وجدت أن طفلك رقيق الشعور وشديد الحساسية ويتأثر بسهولة بقلبه فمن الضروري أن تكوني أكثر حرصاً على استغلال المعاني الإنسانية والمشاعر والأحاسيس لتوجيهه تربوياً في الاتجاه الذي تريدينه.

المصدر: موقع شبكة رسالة الإسلام

فيديو قد يعجبك: