إعلان

فم الكلب.. هل هو نجس ويلزم إعادة الوضوء؟.. رغم اختلافهم إليك آراء العلماء

08:20 م الأحد 22 ديسمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

أثار نشر الشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين صورا له مع كلب جدلًا على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أكد التهامي أن الكلاب غير نجسة وتربيتها لا مخالفة شرعية فيها.. يعرض مصراوي في التقرير التالي الرأي الشرعي واختلاف أقوال العلماء في حكم اقتناء الكلاب وبيعها والتجارة فيها وقتلها.

في بث مصراوي المباشر، أجاب الشيخ عبد القادر الطويل عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى، على سؤال ورد اليه يقول: "عندي كلب وقام بإمساك بنطلوني بفمه حيث إني قد توضأت وقمت للصلاة بنفس البنطلون.. هل تجوز الصلاة كذلك؟" موضحا أن لعاب الكلب نجس، لذا فيجب على السائل أن يعيد صلاته ويغير ملابسه، وانه يجب على الانسان أن يتحرز من ملامسة الكلب.

وفي تصريح خاص لمصراوي، أكد لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الإلكتروني إن اقتناء الكلب غير جائز إلا كلب حراسة أو صيد أو ماشية، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ، انْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ». صحيح مسلم

وبين مختصو الفتوى بالمركز: أنه يستثنى من هذا الحكم ـ وهو عدم الجواز ـ اقتناء الكلاب بقصد تعليمها وتدريبها، لقوله تعالى: {يسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}.. [المائدة: 4].

وأما عن دخول الكلب البيت ــ ما عدا الأنواع المذكورة في الحديث السابق ــ فيُخرِج منه ملائكة الرحمة فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ تَصَاوِيرُ». صحيح البخاري.

فهل يجوز الاتجار في الكلاب؟

ذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز الاتجار في الكلاب بالبيع والشراء، حسب لجنة الفتوى بالأزهر، واستدل الجمهور في ذلك بما رواه أبو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ. صحيح البخاري.

وبينت لجنة الفتوى: أن بعض الفقهاء رخصوا كالحنفية، في جواز بيع الكلب الذي منه منفعة ككلب الصيد والحراسة.... إلخ، وبعض المالكية قالوا بالجواز مع الكراهة.

وجاء في كتاب الاختيار لتعليل المختار (2/ 9): (وَيَجُوزُ بَيْعُ الْكَلْبِ وَالْفَهْدِ وَالسِّبَاعِ مُعَلَّمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُعَلَّمٍ؛ لِأَنَّهُ حَيَوَانٌ مُنْتَفَعٌ بِهِ حِرَاسَةً وَاصْطِيَادًا).

وبينت لجنة الفتوى عن الحالة التي يجوز فيها قتل الكلب، فإن كان الكلب عقوراً وتحقق ضرره يقيناً أو ظناً جاز قتله؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ فِي الحل والْحَرَمِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ ". صحيح مسلم.

- "الأزهر للفتوى" لـ مصراوي: لا تجوز تربية الكلاب في المنزل لغير سبب شرعي

"نادية عمارة" توفق بين الآراء المتباينة

ومن ناحية أخرى، قالت الداعية الدكتورة نادية عمارة، إن تربية الحيوانات واقتناءها في المنازل، سلوك طيب، ولكن اختلفت آراء الفقهاء عن جواز هذا الأمر بالنسبة للكلاب، وأوضحت "عمارة"، خلال تقديمها إحدى حلقات من برنامج "قلوب عامرة" الذي يُعرض عبر فضائية الحياة، أن بعض العلماء يرون أن الكلب ليس حيوان نجس ويمكن اقتناءه، في حين يرى آخرون أنه حيوان نجس لا يجوز تربيته.

وأضافت أنه يمكن التوفيق بين الرأيين، من خلال تربية الكلاب بشرط أن يتوافر لها مكان مناسب خاص بها، مع ضرورة الاهتمام بالنظافة والرعاية الصحية لها.

- هل يجوز تربية كلب في المنزل؟

وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية سابقًا فتوي تجيز اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط ألَّا يروّع الآمنين أو يزعج الجيران.

وأكدت لجنة الفتوى بالدارإن اقتناء الكلب المحتاج إليه لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم، أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب السادة المالكية في القول بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مُصلًّى لا يدخله الكلب.

فيديو قد يعجبك: