نيويورك تايمز: قرار الحظر الجديد "صفعة" للمسلمين

كتب – ممدوح عطا :

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظر السفر المتعلق بمنع دخول المسلمين من بعض الدول، والذى اعلنه منذ يومان كان أكثر دقة فى صياغته لتمريره قانونيا، لتلبية هدفه المعلن بمحاربة التطرف الاسلامي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية فى تقرير لها أن تأثيرات قرار الحظر الجديد فى الشرق الأوسط ستكون أكثر وأشدا تأثيرا، وتهدف لنفس النتيجة وهى أنها "صفعة موجهة للمسلمين".

وأشارت الصحيفة الى أن القادة العراقيين رحبوا بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باستثناء العراق من قائمة الدول التى شملها الحظر بالارتياح، وكان قرار الحظر الأول الذى شمل العراق، قوبل بأعنف الانتقادات من القادة العراقيين.

وأكدت الصحيفة أن قرار استثناء العراق من قائمة الدول السبعة جاء بعد ضغوط من البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية، وذلك لوجود قوات أمريكية تعمل بشكل وثيق مع القوات العراقية فى معركة الموصل.

كما أكدت نيويورك تايمز الى أن قرار ترامب الجديد لا يمثل انتصارا كبيرا، مشيرة إلى أنه لما يسبق رؤية الفوضى تعم المطارات بسبب عودة اللاجئين من قبل.

وأوضحت الصحيفة إلى أن الدول الستة الذين شملهم قرار الحظر الجديد، أجج شعورهم بالظلم والتمييز .

وحذر خبراء فى المنطقة فى وقت سابق من أن قرار الرئيس ترامب أضعف الولايات المتحدة.

وقالت مها يحيي، مدير مركز كارنيجي فى الشرق الأوسط ببيروت – لبنان لنيويورك تايمز " سوف يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية قرار الحظر ليقول لقد أخبرناكم بذلك أنهم يريدون إلحاق الضرر بكم، إنهم يرونكم أعداءهم وحسب" .

وتعد الدول التى شملها قرار الحظر المعدل من أفقر الدول، أغلبها دول تعمها الفوضى أو دول معزولة سياسيا، وإن ادراجها يحمل تكاليف منخفضة ظاهريا . ليبيا لديها عدة حكومات متصارعة. بينما يحذر مسؤولو المساعدات من أن اليمن تستنزفها الحرب الأهلية، وهى على شفا مجاعة. أما سوريا ، فبعد ست سنوات من الصراع ، تحولت المناظر الطبيعية فى المناطق الحضرية إلى اطلال. وأصبحت الصومال فى حالة من الفوضى المتدوالة منذ 1991. فى حين أن ايران لم تعانى من اضطرابات داخلية ، لكن بعد عقود من العداء الدبلوماسى مع الغرب أصبحت معزولة سياسيا.

وأشار مسؤولون فى ادراة الرئيس ترامب إلى أن بعض الدول التى شملها الحظر أصبحت ملجأ للقاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية والمجموعات الاخرى نتيجة لعدم الاستقرار المزمن.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسات تشير أن مواطنى هذه الدول من المرحج أن يكونوا ضحايا أكثرمن كونهم مرتكبى عنف. وأن مواطني هذه الدول تاريخيا لم يشكلوا خطرا على أمن الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة طبقا لمؤسسة امريكا الجديدة ، فإن 13 من الإرهابيين الجهاديين الذين قتلوا الأمريكيين فى الولايات المتحدة منذ الحادى عشر من سبتمبر 2001 كانوا أمريكيين أو يحملون اقامة دائمة . وأن أى من هذه الدول السبع التى شملها قرار الرئيس ترامب لم يكن له صله بهذه الاعتداءات.

وقال عبد البارى طاهر ، محلل سياسي يمني – من صنعاء فى اتصال تليفونى مع "نيويورك تايمز " أن قرار الرئيس ترامب يعاقب اليمن والدول الأخرى لأنهم دول ضعيفة، بينما دول الخليج التى تمول الارهاب فلم يقتر منها".

وأضاف طاهر ، قرار الرئيس يلاحق موطنى هذه الدول لإرضاء أنصاره من اليمين فحسب.

وقالت ياسمين الجعفر، وزيرة الهجرة العراقية للصحيفة فى اتصال تليفونى : كنا نأمل فى إعادة النطر فى القرار وهذا ما حدث.

وأشارت الصحيفة الأمريكية أنه من المرجح أن يكون ضغط البتاجون لعب دورا هاما فى قرار الرئيس ترامب باستثناء العراق من قرار حظر السفر المعدل خوفا من الأضرار التى قد يلحقها القرار بالحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت الصحيفة عن وكالة الاسوشيتدبرس شجب وزير الخارجية البريطانى والذى يقود لجنة الأنقاذ الدولية للقرار، وقوله " أن القرار إعتداء تاريخى على حق اللاجئين فى إعادة التوطين فى الولايات المتحدة، وخفض كارثي حقيقى فى وقت يوجد المزيد من الأجئين حول العالم من أى وقت مضى" .

بينما كتب محمد راجح رويس وهو محلل فلسطينى تغريدة على موقع "تويتر " أن ترامب أخذ أمريكا ببرجها العاجى الى مستوى جمهوريات الموز الفاسدة .

وأكدت نيويورك تايمز أن القرار أثار الاعتقاد لدى حتى الدول التي لم يشملها الحظر بأن الهدف الحقيقى للرئيس ترامب وكبير مستشاريه ستيفن بانون هو اتباع حرب حضارية ضد المسلمين، بدلا من مكافحة الإرهاب.

وأكد مصطفى كامل السيد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "أن المجموعات الإرهابية هم منظمات متعددة الجنسيات، وإنهم إن أرادو الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية، فليس عليهم سوى إرسال ارهابيين من الدول التى شملها الحظر، فهم يستطيعون تجنيد إرهابى من دولة أخرى.