زملاؤه لم يسلموا وإهانة الأبطال.. لا تستفز ميسي (تقرير)

كتب- عمر قورة:

أن تغضب الأرجنتيني ليونيل ميسي هو اقتراح خطير للغاية، كما اكتشف فيسنتي مورينو، المدير الفني لريال مايوركا.

مورينو دخل في خلاف حاد مع ميسي خلال الشوط الأول من لقاء برشلونة وريال مايوركا على ملعب كامب نو، بمواجهة الفريقين بالدور الأول من الدوري الإسباني في ديسمبر الماضي، والذي انتهى بفوز البارسا 5-2.

وعاد مدرب ريال مايوركا ليؤكد في تصريحات نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية أنه لن يكرر صدامه مع ميسي، حيث قال إن لاعبو فريقه ألقوا باللوم عليه عقب إثارة غضب ميسي في اللقاء، موضحا أنها كانت تجربة تعليمية له.

وقال فيسنتي مورينو: "أخبرني لاعبو فريقي بعد المباراة بأنني كنت السبب في تلك الهزيمة لأنني أغضبت ميسي".

وأضاف: "لقد كان غاضبًا، وفي النفق المؤدي لغرفة خلع الملابس بين شوطي المباراة أخبرني أنهم سيسجلون سبعة أهداف وأخبر زميله لويس سواريز أنه يجب عليهم تسجيل سبعة أهداف".

وتابع: "لم يتمكنوا من تسجيل 7 أهداف، لكن ميسي سجل ثلاثة وفازوا بخماسية. بالتأكيد إنه أفضل لاعب في العالم".

وأتم مدرب مايوركا قائلا: "انظر إلى عبقريته وشخصيته وغضبه الراغب في الفوز وما حصل يعطيه قيمة أكبر. هذه المرة لن أدخل في معارك جديدة معه، هذا ليس جيدًا بالنسبة لي".

وسجل ميسي ثلاثة أهداف في شباك ريال مايوركا في هذا اللقاء، ليسجل رقما قياسيا جديدا ويصبح أكثر من سجّل هاتريك في تاريخ الليجا بعدما رفع رصيده إلى 35 ثلاثية، متفوقا على منافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل 34 هاتريك مع ريال مدريد بالمسابقة.

تأتي تلك التصريحات قبل أن يحل برشلونة ضيفا على ريال مايوركا مساء اليوم الجمعة في أولى مباريات الفريقين عقب استئناف النشاط في إسبانيا، وسيتجدد اللقاء بين مورينو وميسي بعد إعلان الأخير جاهزيته للمشاركة.

لم تكن تلك المناسبة هي الأولى التي يتم فيها إثارة غضب ميسي قبل أن ينتفض النجم الأرجنتيني أمام خصومه، ولكن زملاء ميسي أنفسهم دفعوا ثمن غضب نجم الفريق في إحدى المناسبات، وهو ما كشفه الفرنسي تيري هنري في إحدى المقابلات.

ويقول هنري: "كنا نلعب تقسيمة 7 ضد 7 في مساحة صغيرة خلال التدريبات، حين يُعرقل ميسي ولا يُحتسب له خطأ من قبل المدرب، كان يترك الناقش الدائر ويعود لحارس المرمى مطالبًا بالكرة، يقول له (اعطني الكرة)، ثم يُراوغ الجميع ويتخطاهم ويُسجل الهدف".

ليرد عليه ريو فيرديناند أسطورة دفاع مانشستر يونايتد: "وكأننا في المدرسة"، ليواصل هنري حديثه قائلًا: "لكن نحن في تدريبات برشلونة، لكي تصل للمرمى الآخر عليك أن تتخطى يايا توريه أو بوسكيتش أو بويول أو ماركيز أو أيًا كان، ثم تصبح النتيجة 1-0، لم أرى لاعبا يفعلها بهذه الطريقة".

مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونيخ الألماني كان رفع راية التحدي في وجه ليونيل ميسي قبل لقاء الفريقين في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2014-15، وكانت تلك المواجهة بين الحارس واللاعب هي الأولى منذ نهائي كأس العالم 2014 الذي تُوج به منتخب ألمانيا أمام الأرجنتين.

وقال نوير قبل مواجهة برشلونة: "أكن احتراما شديدا لميسي وإنجازاته، لكن عندما نتقابل على أرضية الميدان سأريه من هو الزعيم مجددا كما فعلت في نهائي المونديال".

لكن الرد من ميسي جاء قاسيا، وعاقب نوير بهدفين في دقيقتين خلال الربع ساعة الأخيرة من المباراة التي شهدت المراوغة الشهيرة المهينة من النجم الأرجنتيني للمدافع الألماني جيروم بواتنج، قبل أن يصنع الهدف الثالث للبرازيلي نيمار لتنتهي المباراة بفوز البارسا على البافاري (3-0).

ثلاثية نظيفة مكنت رفاق ميسي من العبور إلى المباراة النهائية رغم الخسارة إيابا في ألمانيا (3-2)، ونجح برشلونة في التتويج بآخر ألقابه بمسابقة دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على اليوفي بنتيجة (3-1).

دائما ما تشتهر مباريات الكلاسيكو أيضا ببعض الصراعات الفردية بين لاعبي برشلونة وريال مدريد، لكن في كلاسيكو الليجا (2016-17) على ملعب سانتياجو برنابيو، كان أصحاب الأرض يتدخلون بعنف ضد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من أجل إيقاف خطورته بالقوة وإخراجه عن أجواء اللقاء.

وعلى الرغم من تعرض ميسي لإصابة قوية في فمه بعد أول 20 دقيقة من اللقاء، نجح نجم برشلونة في تقديم مباراة خيالية وهو ينزف الدماء، وتمكن من معادلة النتيجة للبارسا لتصبح (1-1)، قبل أن يسجل هدفا قاتلا قاد به فريقه لتحقيق الفوز بنتيجة (3-2).

لم يكتف ميسي بترجمة غضبه إلى أهداف في معقل ريال مدريد وتحت أعين كريستيانو رونالدو، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بالاحتفال بطريقة استثنائية ظلت خالدة حتى الآن، بخلع قميصه وإشهاره في وجه مشجعي الفريق الملكي خلف المرمى لإسكاتهم.

هذا الهدف كان تاريخيا بالنسبة لميسي، لأنه يحمل الرقم 500 في مسيرة البرغوث مع الفريق الكتالوني.