إعلان

تنسيق القبول بالجامعات: كيف سحبت "العيال العفاريت" البساط من تحت أقدام "نت الجامعة"؟

05:46 م الأحد 22 أغسطس 2021

تنسيق القبول بالجامعات

كتب- محمد زكريا:

في مثل هذه الأيام لم يكن حال عم جمال حسام مثل الآن.. بداخل محل صغير، ينزوي بين كليات جامعة القاهرة، ويعلو مدخله لافتة: "نت الجامعة"، جلس الرجل مشدوها إلى شاشة كمبيوتر، لطباعة بعض الأوراق، بينما لا يشغله زبائن أو طلاب، فعمله يشهد ركودا كبيرا، كما الحال منذ أكثر من سنتين، فيما لم يكن كذلك أيام تنسيق القبول بالجامعات في الماضي.

صباح أمس السبت، انطلقت أعمال المرحلة الأولى من تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد، لطلاب الثانوية العامة الناجحين في امتحانات الثانوية (الدور الأول) لهذا العام 2021، بحد أدنى 88.4% للشعبة علمي علوم، و80% شعبة الرياضة، والأدبي 65%، وتستمر لمدة خمسة أيام حتى الأربعاء القادم.

ويكون تسجيل رغبات الطلاب عبر الرابط الإلكتروني لموقع التنسيق على شبكة الإنترنت (اضغط هنا) على مدار 24 ساعة.

قبل 4 سنوات، كان الرجل يعمل محاسبا في السعودية، ووصل راتبه لما يعادل 40 ألف جنيه مصري شهريا، قبل أن يتم تسريحه من العمل فجأة، ويضطر إلى العودة لمصر: "كنت نازل بفلوس قليلة، خدت شقة في أكتوبر بتحويشة العمر، وأجّرت المحل ده بناءً على نصيحة أخويا اللي عنده محل جنبي هنا، وكنت شغال على طلبة الجامعة ومشيت أول سنة زي الفل".

لم يعد الحال كما هو في العامين الأخيرين، يقول الرجل إنه فقد حوالي 70 في المئة من أرباحه، بعدما ارتفع إيجار المحل، وسعر الكهرباء بنظام الـ"كارت"، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار بشكل عام، وانخفاض الدخل، وسطوة التكنولوجيا، ويضيف بنبرة حزينة: "النت والأندرويد بقوا في كل مكان، والعيال زي العفاريت، مين هيجي عشان يسجل رغبات التنسيق عندي وهو يقدر يعمل ده من موبايله".

يفتح الرجل محل عمله من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، لكن ذلك لم يعد مجديا كما يقول: "عايشين دلوقتي بناكل ونشرب بس"، ويقصد هو وأسرته المكونة من زوجة وولدين.

ولولا أنه يستلم إيراد شهري من أرض يملكها في البدرشين، لن يكن بمقدوره سداد مصروفات جامعتهما الخاصة.

حصل الرجل على درجة الماجستير في المحاسبة، ويحضر الآن للدكتوراه، لكن أكثر ما يتمناه هو العودة للعمل في السعودية، رغم معرفته بصعوبة الأمر في ظل نظام "السعودة"، وهو مصطلح يطلق على عملية إحلال المواطنين السعوديين مكان العمالة الوافدة في وظائف القطاع الخاص، لكنه غير يائس، فرق الدخل يؤرقه إلى الآن، وركود عمله يحزنه.

فيديو قد يعجبك: