إعلان

من ألمانيا إلى حفل نقل المومياوات.. قصة منيب "عازف الربابة"

05:47 م الأحد 04 أبريل 2021

أحمد منيب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

في سبتمبر 2020 عاد أحمد منيب إلى مصر، بعد سنوات من الدراسة في ألمانيا، لم يتوقع أن القدر يُخبّئ له لحظة تاريخية هامة سيكون واحدًا من أطرافها، وأن العالم كله سيُشاهد عازف الربابة الذي سُلّطت الأضواء عليه في حفل موكب نقل المومياوات الملكية، شاعرين بالفُضول لمعرفة من يكون.

بعد عودته من ألمانيا تواصل المايسترو نادر عباسي، قائد أوركسترا حفل موكب المومياوات الملكية، مع منيب للاشتراك في الحفل، يقول العازف لمصراوي، خصوصًا أنه بجانب عزفه الأساسي على آلة الكمان، يعزف أيضًا على آلة الربابة "المايسترو كان شافني في مشاريع موسيقية مع أوركسترا ميونيخ بعزف على الربابة، وكمان مع الفنان علي الحجار"، في الحال كان منيب هو الخيار الأمثل للمقطوعة الموسيقية الخاصة بآلة الربابة التي وضعها المؤلف الموسيقي هشام نزيه في حفل أمس.

في الحال وافق منيب "قولتله ده شرف ليا"، وبدأت بروفات الحفل في شهر أكتوبر الماضي، كان أساس الحفل الموسيقي هو المايسترو عباسي "كلمنا كتير عن الحدث وهيأنا لضخامته، بس مكنتش متصور حجم الحفل إلا في التجهيزات الأخيرة"، ففي البروفات الأولى كانت الأوركسترا تستعد بمُفردها، أما التجهيزات الأخيرة فكانت برفقة فريق العمل كله من استعراضات وديكور.

1

كان من المفترض إقامة الحفل في ديسمبر الماضي، لكنه تأجل، وزادت عدد البروفات حتى الموعد النهائي في إبريل، ويذكر منيب أن الاستعدادات الأخيرة كانت تتم في الثانية عشر مساء حتى الثالثة فجرًا "ده بسبب إن احنا بنعمل بروفات لايف مع مسيرة موكب المومياوات نفسه في الشوارع"، فما تميّز به الحفل هو التزامن بين عمل الأوركسترا ومسيرة الموكب من المتحف المصري حتى متحف الحضارة "وده كان صعب لأن الموسيقى مكتوبة من وقت طلوع الموكب، كل حاجة كانت محسوبة، ومينفعش الموسيقى تسبق الموكب"، ومما واجهه منيب أيضًا من صعوبات في العمل؛ كان وعيه بأن العمل جماعي "فلازم أدور على صوت يخدم العمل وميبقاش طالع لوحده".

في الثانية عشر ظهرًا، أمس السبت، كان منيب برفقة أصدقائه من أوركسترا القاهرة السيمفوني داخل متحف الحضارة يستعدون للحفل المحدد موعده مساء، ولم يكن ذلك عاديًا بالنسبة لمنيب "في الطبيعي يوم الحفلة بصحى براحتي وميبقاش فيه ضغط"، لكن هذه المرة كان الحدث مُختلفًا "فيه تجهيزات كتير ولازم نبقى موجودين من بدري"، ولأن معظم فريق الأوركسترا من زملاء الدراسة والعمل فكانت الأجواء وديّة كما يصفها منيب "كأننا صحاب في رحلة"، مُحاولين استحضار روح حماس جماعية، ويحكي منيب أن رضوى البحيري، عازفة آلة التيمباني، شعرت بالتوتر قبل الحفل "وراحت للمايسترو تقوله إيديا بتترعش، وهو كان بيطمنها"، ورغم التوتر إلا أن رضوى أدت أداء مُبهرًا "ومصر كلها اتكلمت عنها".

وعلى عكس رضوى فإن منيب شعر بالحماس خصوصًا أن لديه فرقة موسيقية تقوم بحفلاتها الخاصة، وهي"فؤاد ومنيب"، "طبعًا مش بنفس قدر الحدث ده والإحساس بالمهابة دي، لكن أنا كنت متحمس أكتر"، كما شعر بالفضول لمعرفة ردود فعل الناس بعد الحفل، ومع بداية العرض الموسيقي بدأ منيب في العزف على آلة الكمان، حتى قام بالتحول بالعزف على آلة الربابة التي استرعت انتباه وحديث مواقع التواصل الاجتماعي، في مقطع السولو الخاص به المصاحب للأغنية التي غنتها السوبرانو أميرة سليم بالمصرية القديمة.

2

بعد الحفل لم يتوقع منيب أن تأتيه كل ردود الاحتفاء التي تلقاها، خاصة أن تليفونات المحمول لم تصحب الأوركسترا منذ بداية اليوم حتى نهايته "ولما روحت اتفاجئت بكم التعليقات"، وشعر منيب بفرحة كبيرة حين جاءته ردود فعل من أصدقائه ومعارفه بألمانيا "لقيتهم بيبعتولي رغم إني مكنتش قايلهم على الحفلة"، يحكي منيب أنهم انبهروا كثيرًا بالحفل "كانوا بيقولوا إنهم فخورين إنهم يعرفوني ومش مصدقين إن فيه حدث بالعظمة دي بيحصل في مصر"، خاصة مع أزمة فيروس كورونا المستجد وحالة توقف الأنشطة في العالم أجمع "شيء مذهل إن العالم كله متوقف ومصر قادرة تنظم حد بالضخامة والمهابة دي، وكل حاجة في الحدث معمول حسابها".

كمّ الاحتفاء الذي رآه منيب بعد الحفل كان كبيرًا، فهو يعمل كعازف رئيسي في أوركسترا القاهرة السيمفوني منذ أكتوبر الماضي، والتي تقام حفلاته كل سبت في دار الأوبرا المصرية، كما أنه مؤسس فريق موسيقى باسم فؤاد ومنيب عام 2015، برفقة عازف البيانو محمد فؤاد، لكن طعم الاحتفاء هذه المرة كان مُختلفًا للغاية "خصوصًا إنه عمل جماعي، فمكنتش متخيل إن الناس هتركز مع أفراد الأوركسترا نفسهم، وكمان جمبنا فيه فنانين كبار بتشارك في الحدث"، كذلك شعرت أسرته بالفخر، وهي أسرة فنية بالأساس، فوالده يعمل مخرج مسرحي، كما أن عمته عازفة بيانو ودكتورة في معهد الكونسرفتوار (المعهد العالي للموسيقى)، أما منيب نفسه فلا يزال يستوعب حجم الحدث الكبير الذي شارك فيه.

فيديو قد يعجبك: