إعلان

"كراسة معهد الشرطة ضاعت".. كيف قلب قطار طوخ أحلام "فاطمة وكاميليا" لكابوس؟

01:33 م الإثنين 19 أبريل 2021

كاميليا أحمد- أحد مصابين حادث قطار طوخ

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-شروق غنيم ودعاء الفولي:

تصوير-شروق غنيم:

كأنها غمضة عين أو أقل. فجأة وجدت كاميليا أحمد نفسها بين أجساد أخرى، تضغط مقاعد قطار 949 السياحي على صدرها، عايشت السيدة الأربعينية المشهد كاملا؛ صراخ المحيطين، صوت تصدع العربات والشباب إذ يحاولون إخراجها، فيما تردد جملة واحدة: "فين بنتي.. حد شاف بنتي".

ص  1

كانت كاميليا وابنتها فاطمة عاطف عائدتان من القاهرة للزقازيق، بعد انتهاء رحلتهما في العاصمة؛ تلك الرحلة التي ظلت أمنية في قلب الأم، حيث أرادت دائما إلحاق فاطمة ذات الـ19 عاما بمعهد أمناء الشرطة "وحاولنا نقدم قبل كدة بس كانت لسة متمتش السن المطلوب"، تبتسم الأم ابتسامة مثقلة وتقول: "وبقالنا كذا يوم عايزين نروح وكل يوم نأجل لحد ما حصل المقدر امبارح".

ص   2

وكانت أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أمس الأحد، أنه أثناء مرور القطار المتجه من القاهرة إلى المنصورة، وفي تمام الساعة الثانية إلا خمس دقائق سقطت 4 عربات من القطار عند مدخل محطة سندنهور بمدينة طوخ بالقليوبية، فيما أعلنت الصحة عن وفاة 11 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين.

ص   3

في غرفة واحدة بمستشفى بنها الجامعي، اجتمعت فاطمة ووالدتها؛ استلقت الشابة على السرير في انتظار نتائج الأشعة المقطعية التي أجراها الطبيب على جسدها المصاب بكدمات متفرقة "كان معايا صاحبتي سلمى بس هي سبقتنا في قطر رايح الزقازيق علطول"، بينما لم تجد الابنة وأمها سوى القطار المتجه للمنصورة "وكنا رايحين بنها هنغير من هناك ونركب الزقازيق".

تمتن فاطمة لبقائها على قيد الحياة فيما تحكي عن رحلتها للقاهرة "ركبنا بدري انا وأمي عشان التقديمات بتخلص الضهر"، أنجزت السيدتان المهمة وحصلتا على كراسة يتم ملئها بالبيانات الشخصية وتقديمها في الزقازيق، لكن تلك الكراسة ضاعت خلال الحادث وذهب جُهد الأم وابنتها سُدى.

ص  4

أُصيبت كاميليا بشرخ في فقرات الرقبة وبعض الكدمات، كانت ترفع رأسها بالكاد بين حين وآخر للاطمئنان على ابنتها، تبكي فيما تستعيد مشاهد إنقاذها "لقيت ناس شالتني.. خرجوني برة ودلقوا على وشي ماية كتير.. وبعدها بشوية خرجوا بنتي"، تتذكر الأم كيف كان حال القطار قبل الحادث "خلق فوق بعضها.. ناس واقفة وناس قعدة على الأرض وناس في الطرقة.. انا وبنتي كنا واقفين"، تظهر علامات الغضب على وجهها "هو عشان التذكرة يعني بخمسة جنيه يحصل فينا كدة؟"، بينما تقسم ألا تستقل القطار مرة أخرى.

ص  5

منذ سبع سنوات تُوفي زوج كاميليا، خرجت الأم لتعمل لأجل أبنائها الثلاثة "واحد في كلية تجارة والبنت فاطمة والولد التالت في ثانوي"، تشعر بالفخر تجاه ما أنجزته معهم "لأنهم من غير أب وانا كنت مصممة أخليهم يتعلموا"، يختنق حديثها بالدموع فيما تقول "أنا كنت أتمنى أموت ولا أشوف في حد منهم حاجة وحشة.. الحمد لله إن فاطمة بخير".

فيديو قد يعجبك: