مُصحح اللغة النوبية في "ما وراء الطبيعة" يروي لمصراوي كواليس التجربة (صور)

كتب- محمد مهدي:

في صيف 2019 استقبل "محمد عمر" المتخصص في اللغة النوبية اتصالاً هاتفيًا من فريق "ما وراء الطبيعة" يدعوه للانضمام للعمل من أجل مراجعة وتصحيح كل ما يتعلق بنطق الممثلين للنوبية خلال الأحداث، شعر لحظتها بالحماس تجاه التجربة "خاصة إن أغلب الأعمال اللي ظهر فيها نوبيين قبل كدا، كانوا بيتكلموا صعيدي، ومحصلش اهتمام بإن اللغة تطلع بصورة صحيحة" يقولها الأستاذ الكبير في حواره لمصراوي.

لدى الرجل الستيني شهرة في تعليم اللغة النوبية، خاصة بعد حصوله على درجة الماجستير "بدرسها في النادي النوبي والجمعيات النوبية بمصر وبقدم كورسات بشكل مستمر" لذلك لم يتردد عند تلقيه عرض "ما وراء الطبيعة" وافق على الأمر وبعدها بأيام تلقى سيناريو العمل الذي دار حوله الكثير من الجدل فور الإعلان عن إنتاجه من قِبل منصة "نتفيلكس" العالمية "كان فيه حالة تكتم على العمل، عشان كده جالي الجزء الخاص بحوار النوبيين بس".

البيت ده ماجالناش منه غير الشر. #ما_وراء_الطبيعة pic.twitter.com/guGjeoekcq

— Netflix MENA (@NetflixMENA) November 6, 2020

لأيام عديدة انهمك "عمر" في ترجمة الحوار من العربية إلى النوبية "ثم عمرو سلامة طلب إننا نقول كلمات نوبية بسيطة نقدم بيها الشخصيات ويكملوا بالعربي" وخلال تصوير العمل في أواخر العام الفائت حضر مُصحح اللغة النوبية إلى "اللوكيشن" لمراجعة الحوار مع الأبطال ليجد مفاجأة في انتظاره، إذ اكتشف أن الممثلة هي "نسمة هركي" من عائلة نوبية شهيرة يعرفها جيدًا "طبعًا دا ساعد إن نسمة تنطق صح، لأنها بتسمع كتير من أسرتها وعندها (تون) اللغة بشكل سليم" يذكرها بسعادة.

قبل ساعات من بدء التصوير يجلس متخصص اللغة النوبية رفقة "نسمة" والطفل الصغير وباقي الممثلين للتأكيد على طريقة النطق الصحيحة لكل كلمة "وإننا نبعد تمامًا عن اللهجة الصعيدية أو الطريقة بتاعت (علي الكسار) الكاريكاتورية" لم يحتاج إلى كثير من الجهد لتحفيظهم "يمكن الطفل بس كان بينسي أوقات فبيحتاج إني أراجع معاه مرة تانية" وبعد أن يقول المخرج "أكشن" يجلس بجانبه منصتًا للحوار ويقاطع في حالة وجود أي خطأ.

لم تكن تلك المرة الأولى التي يجلس فيها "عمر" داخل "لوكيشن" ويتحدث فيها إلى المخرج، سبق وأن خاض التجربة في مسلسل "الأصدقاء" إنتاج عام 2002 مع المخرج الكبير "حافظ إسماعيل" حيث شارك وقتها بأغنية "للمطرب (خضر العطار) " في المرتين يرى الرجل الستيني امتلاكه الحظ للعمل في مناخ جيد وفق نظام دقيق يعكس جدية صناع تلك الأعمال.

خلال المشاركة في "ما وراء الطبيعة" لم يُدرك "عمر" الكثير عن شعبية الرواية "عرفت بالصدفة من أولادي، إنها لكاتب كبير بيحبوه اسمه (أحمد خالد توفيق) أنا من جيل تاني وقراياتي مختلفة" أيضًا لم يعلم أن العمل في إطار الخيال العلمي وبه بعض رتوش الرُعب "كنت مستغرب لما روحت القصر ولقيته شكله كئيب، بس عرفت لما شوفت الحلقات" يتابعها الرجل الستيني مثل المشاهدين ويجد سعادة في تقديم تلك النوعية من الأعمال في مصر.

بعد ساعات من إذاعة "ما وراء الطبيعة" على منصة "نتفيلكس" مطلع الشهر الجاري، تلقى مصحح اللغة النوبية الكثير من التعليقات الجميلة حول دوره في العمل "الناس مبسوطة على حرصنا إننا نطلع اللغة بالشكل المحترم" وهو ما يحاول إنجازه في عمل جديد لم يظهر للنور من تأليف الكاتب عبدالقادر داوود "دراما نوبية خالصة، بتسلط الضوء على حياة النوبيين" فيما يتمنى الاهتمام في الأعمال الدرامية دائمًا بخروج اللغة بالشكل اللائق لها.