إعلان

146 ساعة تحت الماء.. رحلة غواص مصري في الطريق لموسوعة جينيس

10:28 م الأربعاء 11 نوفمبر 2020

صورة-رئيسىة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

الخامسة وعشر دقائق خرج صدام الكيلاني من أعماق البحر الأحمر بعد حوالي 6 أيام، لا صوت يعلو فوق التصفيق، رفرف العلم المصري فوق المياه. كانت رحلة ابن محافظة الإسماعيلية طويلة، غير أنها استحقت العناء؛ بات صاحب أطول غطسة في العالم.

قصة الكيلاني بدأت قبل خمسة أعوام، كان صاحب الـ33 عامًا مهووسًا بالمياه والغطس، عمل مدربًا للغوص، لكن الحلم ظل يتردد في مخيلته، لم ييأس أمام من أحبطوا إرادته، حقق رقمًا جيدًا عام 2017، حينما بقي تحت الماء لـ100 ساعة وعشرين دقيقة، لكن الرقم القياسي المسجل عالميًا في موسوعة جينيس هو 142 و42 دقيقة عام 2018 لغواص تركي.

طوال عامين، لم يفعل الكيلاني شيئًا سوى وضع يوم الانتصار أمام عينيه "صدام عنيد جدا.. كان عارف إنه قادر يعمل دا حتى لو ناس كتير مآمنوش بيه"، يقول زكريا السيد، مدرب الكيلاني "كان يقدر يعمل 10 أيام مش بس 6 لكن قررنا إنه يطلع وفيما بعد هنكسر الرقم القياسي بتاعه". السيد واحد ضمن عدة مدربين عملوا مع الكيلاني خلال الاستعداد؛ بدأ التحضير قبل أشهر طويلة، من بذلة الغطس المصنوعة خصيصا له.

"دي تالت بدلة نصممها لكيلاني"، أشرف السيد فيما قبل على صناعتها "الأولى كانت ضيقة جدا ومع ساعات الغطس الطويلة تعبته، والتانية استخدمها سنة 2017 لما عمل 100 ساعة بس سببت له التهابات في جسمه واضطرينا نوقف الغطسة"، أما الأخيرة فقد راعى المتخصصون حجمها، وأن تحوي جيوب داخلية تمكنه من سحب يديه وإدخاله للجيب والحصول على بودرة مرطبة للجسم، كما تم مراعاة أن تكون درجة حرارتها أدفأ.

صورة 1

لم يشعر السيد بالتردد تجاه إنزال صدام للماء أبدًا. حينما جاء الميعاد المحدد الخميس الماضي "كان المفروض يكون فيه غواصين من ست مراكز غطس عشان يتابعوا صدام لكن مركزين انسحبوا على آخر لحظة"، لم يغير ذلك في إصرار الكيلاني شيئا. وخلال الستة أيام تواجد غواصون محترفون من أربع مراكز في مدينة دهب، بالإضافة لفريق طبي بقيادة الدكتور عادل طاهر؛ كان لكل شخص مهمة محددة يعرفها جيدًا؛ فيجب أن يرافق الغواصون الكيلاني طوال الوقت "عشان يراقبوا مؤشراته الحيوية ويكونوا معاه ويتأكدوا إن تسجيل الكاميرات شغال كويس"، تبادل الغطاسون التواجد بحد أدنى اثنين مع ابن الإسماعيلية.

كان للغواصين دروا آخر؛ أن ينقلوا كل ما يحدث مع الكيلاني للفريق الطبي في الأعلى "وعلى الأساس دا يحددوا هو محتاج إيه"، كان النظام الصحي للشاب صارما "أهم حاجة ياخد محلول ضد الجفاف والأملاح المعدنية"، بالإضافة للحصول على الموز بكميات صغيرة والشيكولاتة وبعض العصائر المصنوعة من الألبان "كل دا مهم مش بس عشان الطاقة لكن كمان عشان الحالة المزاجية والنفسية".

خلال الـ3 أيام الأولى ظل السيد مطمئنًا على الكيلاني "بس في اليوم التالت حسيت إن حالته النفسية ساءت شوية"، هنا تدخل فريق الغوص بطريقة مختلفة "بقينا نكتب له نُكت ونهزر معاه وننزل بيها الماية"، فيما لم يتوقف الفريق عن نقل تشجيع الناس له طوال الـ146 ساعة عبر ورق مضاد للمياه يمكن الكتابة عليه "كل دعوة حلوة، كل كلمة لطيفة اتقالت له، كل دا وصل له وفرق معاه ويمكن خلاه يكمل"، بينما بقي على عاتق السيد مهمة أخرى وهي التواصل مع أهله باستمرار "أد إيه هما مصدقين في موهبة ابنهم، أخته ووالدته كانوا بيقولولي متخافش عليه، هما اللي كانوا بيطمنونا".

لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا

اختار فريق الغطس الخليج لأنه آمن "الخليج منطقة ضيقة ومفهاش حيوانات خطرة بشكل كبير والمياه دافية"، لم يسلم الأمر من وجود أسماك سامة في محيط الكيلاني والتي تنجذب في العادة بسبب ضوء الكاميرات ليلا "كان الغطاس المرافق ليه بيقدر يبعدها بدون أذى ليها"، فيما لم يتخل الكيلاني عن أداء مهامه اليومية قدر المستطاع تحت الماء؛ حافظ على الصلوات وروحه المرحة، وعندما كسر الرقم الشخصي الذي حققه عام 2017 "عملناله حفلة، نزلنا تسعتاشر غواص تحت الماية وقضينا وقت معاه"، ساعده ذلك على الاستمرار والوصول لهدفه.

صورة 2

سجّل فريق الغطس كل ما حدث بالكاميرا، دون انقطاع، وفيما يتعافى الكيلاني من مجهود استمر لأكثر من 6 أيام، سيتم التواصل مع موسوعة جينيس لإرسال المادة لهم "لازم يشوفوا المادة المصورة ويتأكدوا إن مفيش تلاعب وإن اللي في الفيديوهات نفس الشخص وبعدين يكون فيه لجنة تحكيم"، تحتاج الإجراءات عادة لـ3 أشهر قبل إعلان النتيجة النهائية.

الفخر ليس التعبير الأفضل عما يخالج الفريق المساعد للكيلاني "أنا حاسس إننا قادرين نعمل اي حاجة بأقل إمكانيات وبشكل ذاتي"، الآن يمكن للكيلاني الشعور بالراحة بعد 6 أيام من الإرهاق المضني و3 سنوات من المحاولات والتدريب؛ أو كما يقول المدرب "راحة البطل قبل الإنجازات اللي لسة ناوي يحققها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان