يُغرد بـ"موبايل وحامل".. مراسل مصري ينجح وحيدًا في تغطية الانتخابات الأمريكية

كتبت-رنا الجميعي:

قبل أربعة أعوام من الآن عانى كريم يسري من الإحباط، كانت الانتخابات الأمريكية وقتها تُجرى لاختيار الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، لكن المراسل التليفزيوني لم يسعفه الحظ لتغطية الحدث العالمي من داخل أمريكا، خاب أمله بعدما قام بالاستعداد جيدًا خلال إقامته في الولايات المتحدة لثلاثة شهور، قام فيها بتغطية خبرية لتحضيرات الانتخابات هناك، لكن القدر خبّأ له الأجمل حين قام بتغطية الانتخابات المثيرة، التي انتهت منذ أيام، بمفرده دونما فريق عمل، كـ"عرض رجل واحد".

على مدار 10 أعوام عمل يسري كمراسل تلفزيوني، منهم الخمسة سنوات الأخيرة لصالح قناة "اكسترا نيوز"، لكنه انتقل إلى أمريكا منذ عام، وحينها توقف عن العمل لصالح القناة، لم يكن على باله حينها أنه سيتمكن من تغطية الانتخابات الأمريكية، لكنه فوجئ بإتصال من رئيس القناة، قبل نحو شهر، يُخبره أنه قد وقع الاختيار عليه، حتى يكون مراسلهم من العاصمة واشنطن "وإني هشتغل كـone man show"، وبالفعل وافق، فرح يسري لأن العمل للقناة التي قضى فيها أفضل أوقاته يشبه "العودة للبيت بعد غياب".

كانت تلك المرة الأولى التي يعمل فيها يسري بدون فريق عمل، لكنه استعدّ لها جيدًا "بدأت مذاكرة قبل 3 أسابيع من الانتخابات"، وذلك عبر الاستعانة بعدد من كبار الصحفيين المصريين في واشنطن، كان يسري سعيدًا بعودته، خاصة أنه تلقى الكثير من دعم زملائه بالقناة "رحبوا برجوعي وكانوا بيساعدوني طول الوقت، عشان أظهر في أحسن شكل"، فلم تكن تجربة العمل بمفرده لأول مرة سهلة "زمايلي كانوا متابعين معايا في حال حدوث أي مشكلة تقنية أو صعوبات"، وبالفعل نجح يسري في التغطية خلال فترة الانتخابات الرئاسية، رغم المشكلات التي تعرّض لها.

خلال فترة التغطية الإخبارية تنقل يسري بين العاصمة واشنطن وثلاث ولايات؛ بنسلفانيا و فيرجينيا وماريلاند، واحد من الأسباب التي مكنته من التحرك بسهولة هو كونه بمفرده "مزايا أني بستخدم الموبايل في التصوير هو خفة الحركة، بالذات إني أتقنت مهارات كتير مكنتش بحتاجها قبل كدا زي التصوير وتسجيل الصوت والمونتاج"، وبرغم من تلك الميزات فإن للتجربة أيضًا عيوبها "مع وجود فريق عمل كنت بكون مركز في حاجة واحدة، ممكن دلوقت أتشتت بين إني عايز أنقل صورة حلوة وصوت واضح بالموبايل وأحقق في نفس الوقت سبق صحفي"، ولم تمر التجربة تلك بدون مواقف كوميدية، فخلال التغطية من ولاية ماريلاند حيث كانت درجة الحرارة منخفضة جدًا وسرعة الرياح شديدة "كنت واقف بستعد قبل التغطية على الهوا، والموبايل والترايبود وقعوا من شدة الهوا، قولت الحمدلله إني كنت لسة مطلعتش هوا".

رغم تغطية يسري للانتخابات الأمريكية في دورتها الماضية، لكن هذه المرة تختلف، فالتغطية من داخل أمريكا لها مذاق آخر "كنت منبهر بالزخم السياسي اللي موجود في أهم انتخابات على مستوى العالم"، كما كان حظه جيدًا في اختياره التغطية من ولاية بنسلفانيا التي كانت فارقة في تحديد مصير جو بايدن الرئيس الجديد، وصل الأمر أنه لم توجد سوى قناتين ناطقتين باللغة العربية يقومان بالتغطية من داخل مدينة فيلادلفيا التابعة لولاية بنسلفانيا، مما جعل يسري يتذوق طعم التفوق.
انتهت التغطية الخبرية بوصول جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي، إلى رئاسة أمريكا، وشهد يسري بنفسه الاحتفالات التي تجمعت حول البيت الأبيض، ولفت نظر المراسل التليفزيوني احتشاد الكثيرين في شارع "black lives matter"، أو "حياة السود مهمة"، والتي جاءت تسميته دعمًا لرافضي العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، وقد وقع ضدهم أعمال عنف في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد لاحظ يسري أن تلك الاحتفالات غير معتادة حتى في الانتخابات الرئاسية السابقة "وفعلًا عدد من المواطنين قالولي إن واشنطن مشهدتش احتفالات بالشكل ده من وقت فوز أوباما بالرئاسة في 2008".

وقد كان يسري حريصًا خلال التغطية على نشر الفيديوهات على صفحته الشخصية بموقع الفيسبوك، ففي نظره "السوشيال ميديا هي أهم وسيلة إعلامية دلوقت"، وبالفعل تفاعل العديد معه "وجات لي إشادات من إعلاميين مهمين، وحتى صحفيين مكنش فيه بينا سابق معرفة"، كل ذلك جاء نتيجة دأب يسري الجاد، ومسئولية كبيرة وضعها على كاهله "مكنتش بفكر كل يوم غير هعمل ايه النهاردة بالنسبة للقاءات أو التقارير، ودا أثر على نومي، فمكنتش بنام غير أربع ساعات"، لكن النتيجة جاءت مُرضية بالنسبة له، فقد تنفس أخيرًا بعد انتهاء الانتخابات "حسيت براحة كبيرة وفخر بنفسي".