إعلان

حكايات من القاهرة.. كيف احتجزت الأمطار المواطنين في الشوارع؟

12:24 م الأربعاء 23 أكتوبر 2019

كيف احتجزت الأمطار المواطنين في الشوارع؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

لم يتوقع إيهاب هيكل، أن يسير يومه على هذا النحو، أنجز عمله كالمعتاد، وانصرف، وقت العصر، مستقلا "ميكروباص"، من حي مساكن شيراتون، في طريقه إلى منزله، بحي المطرية، لكن ازدحاما شديدا بشوارع القاهرة، سببه هطول أمطار غزيرة، عطل الشاب عن وجهته، نزل من العربة، وسار لساعتين وسط الطين، فيما لم يصل بيته قبل الساعة العاشرة مساء.

وشهدت محافظة القاهرة، سقوط أمطار غزيرة بدأت ظهر أمس، وسط توقعات خبراء هيئة الأرصاد الجوية باستمرار انخفاض درجات الحرارة وسقوط أمطار، حتى يوم الجمعة المقبل.

لم يكن هيكل الوحيد، الذي اتخذ قراره بالتخلي عن العربة والسير تجنبا للزحام "كنا طوابير ماشيين على الرصيف.. والعربيات واقفة مبتتحركش"، إلى أن وصل الشاب لشارع عباس العقاد، أحد أشهر شوارع حي مدينة نصر.. هنا توقف.

كانت قدم الشاب مبللة ومُتعَبة، "قعدت على قهوة أريح رجلي، وأنضف الكوتش والشراب من الطينة"، بعدها اتصل بأصدقاء له يسكنون الحي، طالبا منهم ونسا لجلسته "ومش هروح، إلا لما الناس تروح والزحمة تخف".

لكن محمد أسامة، أضطر إلى الرضوخ لذلك التكدس المروري. حوالي 4 ساعات، قضاها الشاب بداخل "الميني باص"، في طريقه من العمل إلى المنزل، وكلاهما بنفس الحي، مدينة نصر، رغم أن المسافة لا تتعدى 8 كيلومترات، ولا تستغرق في المعتاد أكثر من نصف ساعة، كما يحكي.

الزحام، حول العربة التي يستقلها أسامة، إلى ساحة نقاش وتعارف. دار بين الشاب والركاب، أحاديث في مختلف المجالات "لكن أغلبها كان ألّش على الوضع.. يعني أول يوم شتا والبلد تغرق بالشكل ده، والشوارع تتزحم بالعربيات كده.. أمل هنعمل أيه في الشهور الجاية"، لكن تلك السخرية، لم تمنع الشاب وأصحابه الجدد، من طرح الأسئلة: "ليه الحكومة مستعدتش للأمطار دي؟"، ولم يصلوا إلى إجابة!

قبل أقل من شهر، كلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، كافة الوزارات والمحافظين والهيئات المعنية، بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية، للـ"الوقوف بصفة دائمة على حالة الطقس ومعرفة التنبؤات الخاصة بسقوط الأمطار على مستوى الجمهورية، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات". كما كلف رئيس الوزراء، بـ"تفعيل غرف العمليات في المحافظات بجانب إجراء المراجعة المستمرة لمخرات السيول (مصارف الأمطار)".. فيما جاء قرار رئيس الوزراء أمس بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات اليوم، الأربعاء، بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.

لكن محمد حسن، أحس معاناة بعدما سقطت الأمطار، أزدحم قلب مدينة القاهرة، ووقف الرجل الذي اقترب عمره من الستين، "ساعة ونص في محطة الإسعاف، مستني الميني باص اللي رايح بولاق"، كان الرجل في طريقه إلى المنزل، لكن "زحام وخناق على ركوب المواصلة"، أضطره في النهاية الوقوف بساحة إحداها، ليكون على موعد مع دقائق أخرى ثقيلة، لم يخفف منها، غير "شاب صعبت عليه قعدني مكانه.. ووقف هو".

في طريقه لمطار القاهرة، ظل سيد محمد، 6 ساعات كاملة، عالقا في الزحام ووسط برك المياه، بينما كان "زبون قديم" في انتظاره ساعات تلو الأخرى، "آخر ما زهقت قلت له ما يزعلش، وقررت أرجع بيتي.. وللأسف قعدت من الساعة 4 للساعة 11 من غير ولا زبون عشان شوية مطر".

فيديو قد يعجبك: