إعلان

من الجورنال إلى السوشيال ميديا.. رحلة البحث عن وظيفة في ملتقى "شغلني"

03:22 م الأحد 11 نوفمبر 2018

ملتقى شغلني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

تصوير- محمود أبو ديبة:

داخل الجريك كامبس بالجامعة الأمريكية، كانت تدور أحداث فعالية ملتقى "شغلني" أمس السبت، بينما ترددت الأقدام على الحدث، تجوب المكان باحثة عن فرصة عمل مناسبة، أحدهم يقبض على سيرته الذاتية المطبوعة في يده، أخرين يدونون حسابات التواصل لشركات يهتم بمجالها، فيما يسلك البعض هذه الطريقة لأول مرة بحثًا عن العمل، بعد أن تنوعت بين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.

تنقّل أشرف هشام لقرابة عشر سنوات في شركات صناعة النقل الثقيل، غير أنه لم يكن راضيًا عن الاستمرار في المهنة "مُتعبة وفلوسها مبقتش كويسة بالنسبة لي". في الملتقى أخذ صاحب التسعة وثلاثين عامًا يُقلب في كتيب أعده أصحاب الفعالية باسماء الشركات المشاركة والوظائف المُتاحة "بدور على أي شغلانة تناسب سني وفلوسها حلوة".

في منتصف اليوم قدم الرجل الثلاثيني برفقة زوجته، هاتفه في الصباح شقيقه مُبلغًا إياه عن الحدث المُنظم "قرأ عنه على الفيسبوك، أنا مليش في الحاجات دي"، لسنوات حين يُريد هاشم البحث عن وظيفة يسلك طريقين فقط "الجرايد أول حاجة بدور فيها، وبعدين أكلم صحابي أو قرايبي لو حد يعرف شغلانة"، لأول مرة يطرق هذه الطريقة من أجل إيجاد عمل، ظل يبحث بتركيز داخل الكتيب فيما تمنى أن يجد فعاليات مماثلة باستمرار.

قبل ثلاث سنوات انطلق موقع شغلني لإيجاد فرص عمل عن طريق الإنترنت، غير أن فريق الشركة فكّر في كيفية جمع الأطراف الباحثة عن العمل وأصحابها وجهًا لوجه، ثم نظمو الملتقى لأول مرة عام 2015 كما يحكي عمر خليفة، الرئيس التنفيذي لموقع شغلني لمصراوي.

في نسخته الأولى؛ وفّر "شغلني" قرابة أربعة ألاف فرصة عمل من خلال تواجد تسع شركات فقط، بينما أخذ العدد في تزايد في السنة التالية ووصل إلى سبعة ألاف فرصة عمل عبر عشرين شركة، لكن في المرة الثالثة له قفز العدد إلى 17 ألف وظيفة متاحة، في حين تواجدت 50 شركة متنوعة بين مجالات الأمن والتعليم ولأصحاب الصناعات الفنية والمؤهلات المتوسطة.

خمسة أشهر من الجُهد يبذلهم فريق موقع شغلني لتنظيم الملتقى، عشرة آلاف شركة مُسجلة على الموقع توفر فرص عمل متفاوتة، غير أن خمسين منها فقط شارك في الحدث. يضع الفريق المُنظِم معايير لقبول الشركة خلال الملتقى "المرتب ميقلش عن ألف و200 جنيه". فيما يرعي خليفة التنوع في الوظائف المتاحة "لكن للأسف في مجالات زي البترول والهندسة لسة محدودة في الملتقى أو الموقع".

الحدث الذي يُنظّم مدة يومًا واحدًا، راعى خلال ذلك توافر مهن لأصحاب المؤهلات المتوسطة والعمالة الفنية "دول أكتر ناس مش واخدين حقهم، وكل مرة في الإيفنت بحاول أوفر لهم فرص" يقول خليفة، بينما يسعد حينما ينتهي اليوم وقد وُظِف البعض.

البحث عن وظيفة تبدأ من دوائر الأصدقاء والأسرة، هكذا اعتاد لؤي إبراهيم صاحب الأربعة وعشرين عامًا، غير أن اثنين من أصدقاؤه أرسلو للشاب الذي يعمل بشركة محاماة، خبرًا عن الفعالية فجاءوا سويًا.

ثلاثة أصدقاء من مجالات مختلفة، اجتمعوا في نفس المكان للبحث عن فرصة عمل، رافق الشاب العشريني صديقيه أحمد شعبان ومحمد عزت، إذ يعملان في الفنون التشكيلية والرسم. يحكي عزت أنه عرف عن الحدث من خلال تغريدة كتبها رجل الأعمال نجيب ساويرس "كلمت صحابي اللي أعرفهم بيدوروا على شغل وقولتلهم عنه".

دائمًا ما يجد صاحب السبعة وعشرين عامًا صعوبات في البحث عن وظيفة لمجاله "لإنه مش مفتوح، ومش شغل ثابت"، رغم ذلك انتابه الأمل في إيجاد فرصة من خلال الملتقى "أي حاجة نقدر نلاقي من خلالها شغل مبنتأخرش عليها، سواء سوشيال ميديا أو نكلم صحابنا".

مع انتهاء اليوم كان لؤي قد ترك حسابات التواصل الخاصة به إلى عدد من الشركات "أكيد في واحدة منهم هتظبط"، كذلك فعلت زهرة فخري، التي جاءت رفقة صديقتها للبحث عن فرصة عملت في مجال العلاقات العامة "بقيت بلّف على الشركات الموجودة هنا وأسيب الإيميل أو أخد إيملاتهم".

تخرجت الفتاة العشرينية قبل عامين، لم تترك طريقة إلا وسلكتها من أجل إيجاد فرصة عمل "في جروبات على الفيسبوك بفتحها يوميًا"، ولمّا عرفت عن الفعالية لم تتردد لحظة في أن تأتي "الموضوع ألطف لإني قادرة اتفاعل مع أصحاب العمل وأشوف إذا كانو مهتمين ولا لأ، عكس السوشيال ميديا اللي الموضوع مش مضمون فيه هتلاقي رد ولا لأ".

انتهى اليوم وفي جعبة المشاركين أمل في أن يصل إليهم ردًا على الوظائف التي تقدموا إليها، حتى من لم يجد فرصة مناسبة له أعجبته التجربة مثل محمد عزت "بتقرب المسافات بين أصحاب العمل واللي بيدوروا، ياريت المجالات فيها تتوسع ويبقى الإيفنت على أكتر من يوم".

في كل نسخة جديدة من الملتقى يفكر خليفة وفريقه كيف يُحسنون من الفعالية، يقرأ التعليقات على تنظيم الحدث لمراعاة الملاحظات في المرات المُقبلة، غير أنه فكر في تقديم شيئًا جديدًا عبر شغلني، قرر الفريق تنظيم الحدث في فبراير من السنة المقبلة ولكن في محافظة سوهاج "الصعيد أكتر مكان مظلوم في مسألة الوظايف، نسقنا مع الشركات اللي عندها مشاريع هناك ومحتاجة عمالة".

WhatsApp Image 2018-11-11 at 2.26.21 PM

فيديو قد يعجبك: