إعلان

بالصور: لو عايز تشوف مصر من فوق.. تابع ''وهبة''

03:50 م الجمعة 16 يناير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

قلم ودفتر رسم صغير يلازمه، أينما ذهب محمد وهبة يسجل التفاصيل، في قطار يسير، أثناء ورشة تدريبية، داخل غرفته، من أعلى البرج، لا يبرح مكان إلا ويهم برسم لوحة له، من خلال فن ''الكوميكس'' ظل طيلة عامين يتتبع زوايا مختلفة للأماكن، يبصر الأشياء خارج إطارها المعروف، كمن يضع كاميرا مراقبة عليا، لا ليلتقط صورة، لكن ليعرض 41 لوحة تعبر عن ''مصر من فوق''. 

في قاعة التحرير لاونج داخل المعهد الثقافي الألماني، أقام الرسام ''وهبة'' معرضه الأول، بعد 11 عاما من خوضه رسم ''الكوميكس''، لوحات تصطف على الحائط، مسلط عليها إضاءة بيضاء خفيفة، يملأها خطوط سوداء مُشكلة هيئة مكان بها أشخاص ودون ذلك، يكسر اللون البني في بعضها الوحدة المتواجدة بين الأبيض والأسود. سرد قصصي يشبه حكايات الجيب يمر أمام العين، كل لوحة تحمل منظر مختلف، وشيء من تفاصيل الحياة اليومية في مصر. 

''معظم اللي بيرسموا بيقدموا البلد بشكل تقليدي.. فحاولت أعرض نظرة جديدة'' لهذا أقام ''وهبة'' المعرض الذي أطلق عليه اسم ''مصر من فوق''، فالغالبية العظمي من اللوحات تعطي انطباع العدسة الواسعة، أو من يجلس بمكان مرتفع أو ينزوي بركن قصى ويرى كافة أرجاءه والأشخاص المتواجدة به. ''النظرة الشاملة'' هو اسم هذا النوع من رسم ''الكوميكس'' الذي يقدمه الشاب.

العاصمة تتجلى رائقة المعالم من برج القاهرة، في السينما بجوار أحد المتفرجين بانتظار عرض الفيلم، داخل القطار وملامح الناس بين اليقظة والنوم والانتظار، الميكروباص ومستقلوه وما يعلو وجوههم من تفاصيل الحياة اليومية، أسفل عربة تنتظر السير، من فوق بناية شاهقة الارتفاع وأخرى منخفضة، بين صحبة الأصدقاء والغرباء، بوقت الجد والمرح، والألم أحيانا أخرى، بذلك كله يندمج ''وهبة''، بدفتره وجسده دون الوجه باللوحات، يشترك في تلك الحالة، فهي أشبه بيوميات شاب مصري، لكن مرسومة، لذلك كان في وجوده لمحة تشعر بحقيقة اللوحة ''برسم وأنا متواجد في المكان اللي بروحه.. واللوحات دي اتعملها تكبير من الاسكتش الصغير''. 

قرابة 260 لوحة حصيلة عامين من الترحال بين الأماكن، في القاهرة وخارجها، انتقى منها الرسام العشريني اللوحات المعروضة، اعتمد في ذلك على إظهار ''التفاصيل المختلفة في كل لوحة''، وذلك الانسجام الذي استشعره وهو يرسم وليس كما يراه البعض عشوائي ''كنت بحاول أشوف الأجمل.. أصنع من العيب حاجة كويسة''، بالمباني والمقاهي القديمة ووجوه الأشخاص الظاهر عليها العبوس، ملأ اللوحات بخطوط تضفي جمالا لبراعة نقلها فقط بقلم أسود يمر على صفحة بيضاء، أراد أن يظهر ''اللي بنشوفه من فوق لثواني'' فكان يمضى الساعات أعلى سطح عالي وداخل مكان لرسمه. 

لم يكن الأمر يسير، بل هو مخاطرة ''كنت هقع من فوق المأذنة'' مبتسما يقول ''وهبة'' أثناء تذكره للوحة التي كاد يسقط من أجلها من ارتفاع 50 متر، بمسجد المؤيد شيخ في بابا زويلة اعتلى المأذنة، أراد أن يحظى بمزيد من التفاصيل مما استلزم حركته، فما أن هَمّ بذلك ''فلقيت نصي بره والتاني جوه''، وهو أقسى ما يواجه الرسام، لذا كانت لوحتا البرج والمأذنة أصعب الرسوم. 

''الكوميكس'' بالنسبة لـ''وهبة'' على عكس غيره من الرسم، فهو مرن يتيح سرد قصة سواء قصيرة أو طويلة ''مشاهد زي المسرح''، لا يعتمد كما يظن البعض على السخرية كما في الكاريكاتير، حيث يخلط البعض بينهما، لكنها جزء منه.

''مصر من فوق'' المعرض الأول لـ''وهبة'' لكنه لا يتوقف عن إطلاق المشاريع، فقبل عام ونصف عمل على تنفيذ ''نانو كاميرا'' وهو الرسم من أضيق الأماكن المعتمد على تخيل الموقف كما يقول، وهو ما تمثل بين لوحاته، في تلك المعبرة عن قصة الذهاب لطبيب الأسنان، حيث أظهر فنان ''الكوميكس'' الطبيب من داخل الفم، كأن كاميرا موضوعة به.

يهدف ''وهبة'' لنشر فن ''الكوميكس''، لذا لم يقتصر على المعرض المقرر ختامه في 22 يناير الجاري، بل عمل على نشر باقي أعماله في كتاب كمشروع آخر، يتم تداوله مع معرض الكتاب، لا يسعى الفنان العشريني في انتهاج ذلك النوع من الرسم تقليدا للغرب كما يقول إنما لنقل الأحداث اليومية ''ثقافتي هي اللي عايز أحطها في الكوميكس''. 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان