إعلان

صور- منها معسكر وكنوز المدينة الغارقة.. 5 اكتشافات أثرية جديدة في الإسكندرية

11:08 م الأربعاء 31 يوليه 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:
"شمس العالم بروعة عمارتها وشخصية أهلها وآثارها".. ربما لم يكن دينوقراطيس المهندس والمعماري ومستشار الإسكندر الأكبر، يعلم حين قال جملته الشهيرة عن عروس البحر المتوسط، أن الإسكندرية ستظل حبلى بالآثار التي تؤرخ لحقب تاريخية متعاقبة وتجود بها على العالم في وقتنا الحاضر بعد آلاف السنين.

ولا تزال الإسكندرية مليئة بكثير من الكنوز والاكتشافات الأثرية التي لم يتم التوصل إليها حتى اليوم، والتي تؤرخ لجانب من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، وسط دلائل على وجود كنوز غارقة ومدن قائمة تحت التراب لم يتم اكتشافها بعد.

ويرصد مصراوي في السطور التالية 5 اكتشافات نجحت البعثات الأثرية التي ضمت خبراء من مصر ودول أجنبية في العثور عليها على مدار 7 أشهر فقط منذ بداية العام الجاري.

معسكر ومنطقة تجارية صناعية ومدافن عمرها 2000 سنة

كان أول الاكتشافات الأثرية خلال العام الجاري، في منتصف شهر يناير بموقع تبة مُطوّح بالعامرية غربي الإسكندرية بعد أن وصل إليه فريق مصري تابع لمنطقة آثار الإسكندرية وتمثل في مجموعة متنوعة من العناصر الأثرية المتنوعة والتي تنتمي إلى العصرين اليوناني والروماني ويرجع تاريخه إلى أكثر من 2000 عام.

أرض المسرح الروماني الأثري بكوم الدكة

مثّل الكشف الأثري حالة فريدة من نوعها وفقا لما أكده مسؤولون بالمجلس الأعلى للآثار وقطاع الآثار المصرية والإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، حيث أشارت الحفريات بالموقع إلى دلائل على استخدام الموقع في أنشطة متنوعة، منها الموقع كان يستخدم كمنطقة صناعية وتجارية إلى جانب استخدامه كجبانة لدفن الموتى في ذلك العصر، كما عثر بالموقع أيضاً عن عدد كبير من أفران الطهي كوحدات منفصلة بداخل الجدران.

واعتبر خبراء الآثار جود العدد الكبير للأفران يدل على أن الموقع استخدم كوحدة خدمية للجبانة أو لمعسكر وما يؤكد ذلك التفسير للبعثة الأثرية العثور على جبانة ومعصرة ضمن نتائج الحفر الأولى للموقع، وتبين أنه جرى بعد ذلك توسع المكان في نشاطه صناعيًا وتجاريًا.

مراسي سفن غارقة تؤرخ لـ17 قرنا

عثرت البعثة الأثرية التابعة لمركز الآثار البحرية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، بالتنسيق مع إدارة الآثار الغارقة، في مارس الماضي، على عدد من مراسي السفن "مخطاف" مختلفة الأشكال والأحجام وذلك أثناء أعمال المسح الأثري بمرسى باجوش بالساحل الشمالي الغربي بين مدينتي الإسكندرية ومطروح.

الآثار الغارقة بالساحل الشمالي (2)
وتمثل الكشف في مجموعة من المراسي، حجرية وحديدية وأخرى مصنوعة من الرصاص، والتي تعود لعصور مختلفة بدءً من العصر الهلينستي وفترة القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن العشرين، بالإضافة إلى العثور على عدد من الأواني الفخارية من منطقة شمال افريقيا، ومصر، واليونان، وايطاليا، واسبانيا، وفلسطين، ما دلل على كثافة النشاط البحري في تلك المنطقة عبر العصور المختلفة، وأن مرسي باجوش ظل مستخدما من قبل السفن لمدة تزيد على ألفي عام.

مدينة مدفونة وبقايا جامعة عمرها أكثر من 1500 سنة

الكشف الأثري الثالث كان في قلب مدينة الإسكندرية القديمة بعد أن نجحت البعثة الأثرية المصرية البولندية التابعة للمركز البولندي لآثار البحر الأبيض المتوسط لجامعة وارسو، العاملة بمنطقة آثار كوم الدكة بالإسكندرية، منتصف يوليو الجاري، في الكشف عن بقايا جزء كبير من مدينة أثرية ترجع للفترة ما بين القرن الرابع والقرن السابع بعد الميلاد، ومجموعة من الفسيفساء الرومانية تغطي أرضية أحد المنازل بالمدينة.

الآثار الغارقة بالساحل الشمالي (1)

وأوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، أن المدينة المكتشفة تضم بقايا مسرحاً صغيراً، وحماماً امبراطورياً كبيراً، ومجموعة فريدة من 22 قاعة محاضرات والتي يرجح أنها بقايا لجامعة قديمة.

وقال "جريجور مايهرك" رئيس البعثة الأثرية، إن البعثة تعمل بالموقع المتواجد في قلب المدينة القديمة منذ عام 1960 بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية، وتركزت أعمال الحفائر في السنوات الأخيرة على دراسة العمارة السكنية التي لا تزال مجهولة نوعا ما في الإسكندرية الرومانية من القرن الأول وحتى القرن الثالث بعد الميلاد.

ميناء ومعبد وقطع ذهبية.. كنوز المدينة الغارقة في أبو قير

بعد أيام من كشفت "كوم الدكة" أعلنت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية التابعة للمعهد الأوروبي للآثار البحرية، عن كشف جديد لقطع أثرية غارقة بموقع أطلال مدينتي كانوب وهيراكلون الغارقتين في خليج أبي قير بالإسكندرية، جرى العثور عليها خلال أعمال الموسم الأثري الحالي والذي استمر على مدار شهرين.

وقال إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، إن أعمال المسح الأثري في موقع أطلال مدينة كانوب كشفت عن بقايا مجموعة من الأبنية تمنح مدينة كانوب امتداد آخر نحو الجنوب لمسافة 1 كم، عثر به على بقايا ميناء ومجموعة من الأواني الفخارية من العصر الصاوي وعملات ذهبية ومعدنية، وحلي ذهبية من خواتم وأقراط.
وأضاف فهمي في تصريح صحفي، أنه جرى العثور أيضا في أطلال مدينة كانوب الغارقة على عملات برونزية من العصر البطلمي، وعملات ذهبية من للعصر البيزنطي، مما يرجح أن المدينة كانت مأهولة بالسكان في الفترة مابين القرن الرابع قبل الميلاد والعصر الإسلامي.

الآثار الغارقة بالساحل الشمالي (3)

وأشار إلى أن جميع أعمال البحث البحري لهذا الموسم تمت باستخدام جهاز المسح المقطعي للتربة SSPI، وهو أحدث جهاز مسح مقطعي، حيث أنه ينقل صور عن الشواهد الأثرية الراقدة على قاع البحر أو المدفونة أسفله.
وعن منطقة أطلال مدينة هيراكليون الغارقة، أوضح "فرانك جوديو" رئيس البعثة الأثرية المصرية الأوروبية، أنه جرى العثور على جزء من معبد مدمر بالكامل داخل القناة الجنوبية؛ وهو يعد المعبد الرئيسي للمدينة "آمون جرب"، بالإضافة إلى العديد من الأواني الفخارية الخاصة بالتخزين وأواني مائدة من القرن الثالث والثاني قبل الميلاد.

وأضاف "جوديو" أنه جرى أيضا الكشف عن عملات برونزية من عصر الملك بطلميوس الثاني، وأجزاء من أعمدة دورية، والتي ظلت محفوظة على عمق ثلاث أمتار من الطمي داخل قاع البحر فضلا عن بقايا معبد يوناني أصغر داخل طمي القناة.

وأشار جوديو، إلى أن أعمال المسح للموقع باستخدام جهاز SSPI أسفرت عن وجود امتداد آخر لميناء هيراكليون، والذي يتكون من مجموعة من الموانئ التي لم تكن معروفه من قبل.

عمرها 2400 سنة.. العثور على حطام إحدى سفن المدينة الغارقة

توصلت جهود البعثة الأثرية المصرية الأوروبية التابعة للمعهد الأوروبي للآثار البحرية، خلال شهر يوليو الجاري، إلى الكشف عن كامل حطام سفينة أثرية يقدر عمرها بنحو 2400 سنة، كان عثر على أجزاء منها قبل سنوات ضمن مجموعة من حطام السفن الغارقة بين أطلال مدينتي كانوب وهيراكليون الغارقتين في خليج أبي قير بالإسكندرية.

وكانت السفينة مدفونة تحت الطمي على عمق يتراوح ما بين متر إلى 3 أمتار، وعثر بها على العديد من الأواني الفخارية والمعدنية وعملات وحلي، ويمكن أن يؤرخ الحطام بحسب البعثة الأثرية للقرن الرابع قبل الميلاد، لافتا إلى أنه جاري دراسة السفينة حاليا تمهيدا لإعداد النشر العلمي لها بالاشتراك مع البعثة.

دفنة فقيرة بالإسكندرية لسيدة في منتصف العمر من العصر اليوناني الروماني

وجرى الكشف الكامل عن حطام السفينة التي حملت رقم 61 من خلال فريق مصري متخصص عمل على مدار أربعة مواسم، حيث توصل الخبراء إلى أن السفينة بطول 13 متر وعرض 5 أمتار.
كما جرى أيضا دراسة بعض حطام السفن الأثرية التي تم اكتشافها من قبل والبالغ عددها 75 سفينة؛ منها سفينة على الطراز المصري القديم من نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وقد وصفها "هيرودوت" بأنها من نوع ""Baris مثل حطام السفينة رقم 6 وحطام السفينة رقم 17، بالإضافة إلي سفن المواكب الطقسية مثل حطام السفينة رقم 11.

فيديو قد يعجبك: