"الأقصر بلدنا بلد سياح".. "الحنطور" فسحة وتراث في "مدينة الشمس" بأعياد الميلاد

الأقصر – محمد محروس:

على مقربة من معبد الأقصر يقف مصطفى عبدالسميع بعربته إلى جوار عدد كبير من عربات الحنطور الأخرى ينتظر انتهاء زيارة مجموعة من السياح للمعبد حتى يكملوا جولتهم في المدينة.

وتمثل عربات الحنطور في الأقصر مصدر رزق للكثيرين، كما أنها جزء من تراث المدينة الذي حافظت عليه رغم انقراضه في عدد كبير من المدن المصرية بسبب طبيعتها السياحية.

"عبدالسميع" الذي يعول أسرة مكونة من 6 أشخاص بينهم 4 أطفال في المدارس يقول: "الحمد لله بدأنا نشم نفسنا بعد ما كنا بنموت بالبطيء بعد الثورة لكن بداية من السنة اللي فاتت السياحة بدأت ترجع زي زمان والسنة دي عدد السياح أكتر".

الكريسماس وأعياد رأس السنة موسم سياحي ينتظره سائقو الحنطور من العام إلى العام في الأقصر، حيث تنشط خلاله الحركة السياحية ويزداد عدد السائحين الذين يزورون المحافظة بشكل كبير وذلك لما تتميز به من مقومات أثرية وطبيعية فضلا عن الطقس الدافئ والشمس الساطعة طوال العام.

"مرينا بأيام صعبة ما كناش بنلاقي فيها أكل للحصان ربنا ما يرجعها تاني" يشير عبدالسميع إلى الركود السياحي الذي شهدته محافظة الأقصر خلال السنوات التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني خلال تلك الفترة.

"الأقصر بلدنا بلد سياح فيها الأجانب تتفسح" صدحت أغنية الفنان محمد العزبي من إحدى عربات الحنطور التي كانت تقل اثنين من السياح وتتجول بهما على طريق الكورنيش السياحي وتسير بهما تجاه معبد الكرنك الواقع على بعد نحو 3 كيلو مترات من معبد الأقصر.

ويفضل السياح الذين يزورون الأقصر عادة عربات الحنطور تلك التي تجرها الأحصنة لإجراء جولة بين المعالم الأثرية المنتشرة في المدينة لما تحققه من متعة غير متوفرة في وسائل التنقل الأخرى.

وتسعى محافظة الأقصر لتطوير وتنظيم عمل عربات الحنطور من خلال الاستفادة من التطور التكنولوجي وظهور آليات حديثة لتنظيم العمل في وسائل النقل المختلفة من خلال تدشين تطبيق إلكتروني وخطوط ساخنة لتنظيم عمل عربات الحنطور يشبه نظام العمل في "أوبر" و"كريم" بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما لاقى استحسانًا من أصحاب الشركات السياحية والعاملين في القطاع السياحي إلا أن المقترح لم يتم تنفيذه والعمل به حتى الآن.