إعلان

بالصور- أحدها حاولت الحكومة إذابته.. حكاية 4 تماثيل بالإسكندرية تستعد الآثار لتسجيلها

11:30 م الإثنين 04 يونيو 2018

2- تمثال "نوبار باشا" الحائر.. ترك قاعدته لـ "كاتمة الأسرار" ونقل إلى مكان غير مرتبط بتاريخه

نوبار باشا (2)

يعد تمثال "نوبار باشا" الموجود حاليا في مدخل دار أوبرا الإسكندرية من أجمل التماثيل التي صممها المثال الفرنسي بوشيه ونفذه في باريس عام 1901، خلال فترة حكم الخديو عباس حلمي الثاني المعروف بآخر خديوية مصر.

وبحسب الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق والباحث في التراث السكندري، فإن التمثال جرى تنفيذه لتكريم بوغوص نوبار باشا، وهو أول رئيس وزراء في مصر خلال العصر الحديث، وشغل هذا المنصب 3 مرات في الفترة بين 1878 و 1895 وتوفى عام 1899.

وقال "عاصم" إن شخصية نوبار باشا اختلف عليها الكثيرون فمنهم من يعتبره سياسي واقتصادي بارز أثرى الحياة في الدولة الحديثة لاسيما وأنه صاحب دور كبير في المفاوضات التي تمت مع بريطانيا لإنشاء خطوط السكك الحديدية في عهد الخديو عباس الأول لتكون الأولى في إفريقيا والشرق الأوسط ، بينما وجده آخرون غير محبوبا لدى المصريين آنذاك بسبب تعيينه للأجانب وتأسيسه للمحاكم المختلطة والتي اعتبروها سالبة لحقوقهم رغم تبرير نوبار باشا في مذكراته بأنها ساهمت في تحقيق العدالة بين الجميع وحجمت من سلطات الخديو القضائية.

لم يكن مدخل دار أوبرا الإسكندرية هو الموضع الرئيسي لتمثال نوبار باشا حيث تم وضعه في مطلع القرن العشرين داخل حدائق الشلالات المطلة على الحي اللاتيني بالإسكندرية عند بداية تنسيقها، وظل مواجهًا لمقر مجلس الدولة القديم حتى منتصف الستينات ليصدر بعد ذلك قرار غير معروفة مبرراته بإزالته من موضع ونقله إلى أحد المخازن، وجرى إعادة استخدام قاعدة التمثال ووضع عليها نموذج مقلد لتمثال كاتمة الأسرار للنحات محمود مختار، إلا أن القاعدة ظلت محتفظة ببعض الكلمات الإيطالية والعربية التي تشير إلى نوبار باشا من بينها كلمة العدل أساس الملك في إشارة لتأسيسه المحاكم المختلطة.

ظل تمثال نوبار باشا حبيس المخازن لمدة بلغت نحو 40 عاما حتى تقرر إعادة تطوير وافتتاح دار أوبرا الإسكندرية الشهير بمسرح سيد درويش مع بداية الألفية الثالثة ووضع التمثال عند مدخل الدار، وهو ما آثار دهشة الوسط الثقافي والفني لعدم وجود علاقة بين تاريخ صاحب التمثال ودار الأوبرا أو الفنون بشكل عام، وناشد بعض الفنانين وزير الثقافة فاروق حسني آنذاك بضرورة أن يكون التمثال فى المكان اللائق به حتى لايزيف التاريخ، وطلبوا أن يتم وضع تمثال للشيخ سيد درويش أمام مدخل الأوبرا ليكون مناسبًا للمكان إلا أن ذلك لم يتحقق حتى كتابة هذه السطور.

فيديو قد يعجبك:

اعلان

باقى المحتوى

باقى المحتوى

إعلان

إعلان

إعلان