إعلان

"بُني الإنسان على طمع".. تفاصيل استعانة طالب بطفل للتخلص من صديقه: "محتاج أي فلوس يا حمادة"

03:42 م الأربعاء 12 ديسمبر 2018

المتهم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب:

"بُني الإنسان على طمع".. جملة عابرة قالها الفنان الراحل عدلي كاسب في أحد مشاهد فيلم "السفيرة عزيزة" منتصف القرن الماضي، ظنًا بأنها الكلمات التي تُعبر عما آلت إليه حالة الناس في المجتمع وقتها بالطمع واللهث خلف ثروات غيرهم، لكنه لم يكُن يدري أن طمع الناس سيصل بشهواتهم إلى أدنى درجات الإنسانية، وسيطول تلوثه مشاعر الأطفال التي لم تعرف بعد شيئًا عن الإنسانية أو رجاحة العقل وجهاد النفس.

مع الساعات الأولى من صباح الأحد قبل الماضي، خرج الطفل "محمد علاء" ابن العشرة سنوات، يبحث عن لحظات لهوٍ ولعب يقضيها بالقرب من أحد زملاء طفولته، والذي يكبره بسنة وبضعة أشهر، لكنه لم يعلم قدر الشر الكامن في نفس صديقه؛ بعدما اتفق الأخير مع عمه على استدراج "محمد" تمهيدًا لاختطافه وطلب فدية مالية من أسرته: "الواد محمد غني وأهله مبسوطين وأنا محتاج أي فلوس يا حمادة".. قالها عم تلميذ الصف السادس الابتدائي لنجل شقيقه، يحاول استعطافه على مساعدته في جريمته الآثمة التي ينوي الإقدام عليها.

وقت العثور على الجثة

كلمات "العم" رغم بساطتها، إلا أنها حملت ثمة شكوك في نفس الطفل، والذي رد بتلقائية: "محمد صاحبي وخايف يزعل مني لما يعرف إننا هنخطفه"، قبل أن يُعقب المُجرم الأكبر: "يا حمادة هما كام ساعة وهيرجع تاني متخافش".

جملة "الكبير" بثت طمأنينة زائفة في نفس طفل شقيقه، والذي هرول من فوره إلى شوارع قريته "السعادات" التابعة لدائرة مركز أبوحماد، حيث أخذ في البحث عن صديقه والضحية المنتظرة لأطماع عمه، وما أن وجده حتى اصطحبه إلى منزل عمه بدعوى مفاجأة: "تعالي بس معايا ومش هتصدق يا بني".

وما إن وصل الطفلين إلى المنزل، حتى جهز الجاني الطعام للضحية بعد أن وضع فيه حبوبًا منومة، ولما شعر الطفل بالريبة، انقضَّ "العم" عليه وشل حركته وأخبره أن وجوده بالمكان مرهونًا برضوخ أهله ودفع 120 ألف جنيه حتى يتم إطلاق سراحه "من غير مشاكل"، لكن جُملة الطفل الأخيرة حملت أشد أنواع التهديد بالنسبة للجناة: "هقول لبابا إنكم خطفتوني"، فما كان من العم إلا أن وثقه وأغلق فمه بـ"بلاستر" خشية أن ترتفع أصوات استغاثته.

ومع استمرار "عناد" الطفل وعدم رضوخه لطلبات خاطفيه، أقدمَّ "العم" على كتم أنفاسه خشية افتضاح أمرهم، فـ"الضحية" جارهم بالبلدة، ولن يخفي السر بأي حالٍ من الأحوال، وما أن خبتت أنفاس الطفل وهدأت للأبد، حتى حمله عم صديقه بمساعدة نجل شقيقه، وألقى بجثته بجوار الشط الخاص بترعة القرية، طمعًا في ألا تنكشف جريمتهما وأن يبدو الحادث بأي شكل لا يمت إليهم بصلة، لكن أستار الجريمة تكشفت أمام البحث "الدؤوب" لرجال البحث الجنائي.

الطفل

وفور عثور أهالي قرية "السعدية" التابعة لمركز أبوحماد، على جثة الطفل "محمد علاء" 10 سنوات، تلميذ بالصف الرابع الابتدائي، وذلك بعد اختطافه بساعات وطلب فدية من أهله 120 ألف جنيه، مقتولًا على شط ترعة بالقرية، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "محمد.ج. إ" 12 سنة، تلميذ بالصف السادس الابتدائي، باستدراج الطفل المجني عليه إلى عمه، ويُدعى "رامي.إ" 22 سنة، طالب بمعهد فني تجاري، وذلك لاحتجازه وطلب فدية من أسرته، تقدر بـ 120 ألف جنيه، لمروره بضائقة مالية، إلا أنهما، وبعد اختطاف الطفل واحتجازه لعدة ساعات وخوفهم من افتضاح الأمر، قاما بقتل الطفل، "خنقًا" ووضعه داخل أجولة بلاستيكية قبل اصطحابه في "توك توك" وإلقائه على شط "ترعة السعدية"، فيما ألُقيَّ القبض على المتهمين، واعترفا بما أسفرت عنه التحريات، فيما قررت النيابة حبسهما على ذمة التحقيقات، قبل أن يأمر قاضي المعارضات بتجديد الحبس لـ 15 يومًا إضافية.

فيديو قد يعجبك: