إعلان

أوكرانيا ترفض الإنذار الروسي لاستسلام ماريوبول وثمانية قتلى في قصف على كييف

02:17 م الإثنين 21 مارس 2022

الحرب في أوكرانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

رفضت أوكرانيا ليل الأحد الاثنين إنذارا أخيرا وجهته لها روسيا من أجل استسلام مدينة ماريوبول المحاصرة فيما أوقع قصف جديد على كييف ثمانية قتلى على الأقل وألحق دمارا بمحيط مركز تجاري في العاصمة.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك لصحيفة "أوكراينسكايا برافدا" إنّ "الحديث عن الاستسلام أو إلقاء السلاح غير وارد. لقد سبق أن أبلغنا الجانب الروسي بذلك". ووصفت المطلب الروسي بأنّه "تلاعب متعمّد واحتجاز رهائن حقيقي".

كانت وزارة الدفاع الروسيّة دعت أوكرانيا إلى "إلقاء أسلحتها"، وطالبت "بردّ مكتوب" على إنذارها هذا قبل الساعة الخامسة من صباح الاثنين، من أجل حماية السكّان والبنية التحتيّة لمدينة ماريوبول.

وقال ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، في رسالة وزّعتها وزارة الدفاع الروسيّة "نطلب من السلطات الرسميّة في كييف أن تكون منطقية وأن تُلغي التعليمات المعطاة سابقا والتي ألزمت الناشطين بالتضحية بأنفسهم وبأن يُصبحوا شهداء ماريوبول".

ووفقًا لميزينتسيف، اتّفقت روسيا وأوكرانيا على تأمين مسار يسمح لسكّان ماريوبول بالوصول إلى الأراضي التي تُسيطر عليها كييف في 21 مارس. وقال "اعتبارا من الساعة 10 صباحًا بتوقيت موسكو (...) تفتح روسيا ممرّات إنسانيّة من ماريوبول نحو الشرق، وبالاتّفاق مع الجانب الأوكراني، نحو الغرب".

وردّت فيريشتشوك على تلغرام، قائلة إنّ "المحتلّين يواصلون التصرّف مثل إرهابيّين". وأضافت "يقولون إنّهم يوافقون (على إقامة) ممرّ إنساني، وفي الصباح يقصفون مكان الإجلاء. الحكومة تفعل كلّ ما في وسعها. الشيء الأهمّ بالنسبة إلينا هو إنقاذ حياة مواطنينا".

وأفادت السلطات المحلية أن الجنود الروس نقلوا بالقوة حوالى ألف من السكان إلى روسيا وحرموهم من جوازات سفرهم الأوكرانية، ما يمكن أن يشكل جريمة حرب.

وأفادت فيريشتشوك للصحيفة عن "خطف" أطفال من دور أيتام.

وقالت "سيتم نقل 350 طفلا بالقوة إلى روسيا بدون السماح لنا بتسلمهم" وطلبت من السلطات الروسية أن توضح سبب ذلك وتحدد "دار الأيتام"، مؤكدة "هذا إرهاب".

ودعت إلى إعطاء الأولويّة لممرّ إنساني يسمح لنحو 350 ألف شخص ما زالوا عالقين في ماريوبول بالمغادرة.

ستة قتلى في كييف

من جانب آخر، تحاول القوات الروسية تطويق كييف، العاصمة الاوكرانية حيث أوقع قصف على مركز تجاري ليل الاحد الاثنين ثمانية قتلى على الأقل بحسب النيابة العامة.

وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس جثث ضحايا ممدة صباح الاثنين امام مركز ريتروفيل التجاري في شمال غرب كييف فيما كان رجال الاطفاء وعسكريون يفتشون بين الانقاض بحثا عن ضحايا آخرين.

وأدت الضربة الشديدة القوة الى تحطيم سيارات في الموقف وخلفت فجوة عرضها بضعة أمتار.

من جهتها، قالت خدمات الطوارئ على فيسبوك إنّ "قصفا (نفّذه) العدو" تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي بشمال غرب المدينة وباندلاع النار في آليّات عدّة.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أنه سيتم فرض حظر تجول جديد في العاصمة الأوكرانية اعتبارا من مساء الاثنين وحتى صباح الأربعاء.

في شمال البلاد، أفاد الحاكم المحلي في سومي دميترو جيفيتسكي عن "تسرب أمونياك" في منشآت شركة سوميخيمبروم، يطال منطقة تمتد على مسافة 2,5 كلم حول المصنع الذي ينتج أسمدة.

ولم يعرف مدى الحادث وسببه بوضوح لكن طلب من السكان اللجوء إلى الأقبية أو إلى مبان منخفضة الارتفاع لتفادي تعرضهم للتسرب.

وكان وزير الدفاع الروسي صرح مساء الأحد أن "قوميين" قاموا بـ"تفخيخ" منشآت تخزين الأمونياك والكلور في سوميخيمبروم "بهدف تسميم سكان منطقة سومي بشكل جماعي في حال دخول وحدات من القوات المسلحة الروسية المدينة".

- بايدن في بولندا الجمعة -

قبيل ذلك، أعلن البيت الأبيض الأحد أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيتوجّه إلى وارسو الجمعة للقاء نظيره البولندي أندريه دودا ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال البيت الأبيض في بيان إنّ "الرئيس سيناقش كيفيّة استجابة الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانيّة و(أزمة) حقوق الإنسان التي خلّفتها حرب روسيا غير المبرّرة على أوكرانيا"، مشيرا إلى أنّ زيارة بايدن هذه ستتمّ بعد توجّهه إلى بلجيكا حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتّحاد الأوروبي.

تُعتبر مدينة ماريوبول الساحليّة الجنوبيّة هدفًا رئيسيًا في الحرب التي يخوضها الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وهي تؤمّن تواصلا بين القوّات الروسيّة في شبه جزيرة القرم، في الجنوب الغربي، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشمال والشرق.

وتعرّضت المدينة التي يغلب على سكّانها الناطقون بالروسيّة، لقصف عنيف من القوّات الروسيّة منذ بدء الغزو في 24 فبراير.

ولدى وصوله الأحد إلى أثينا، شبّه القنصل اليوناني العام في ماريوبول مانوليس أندرولاكيس الذي نظّم عمليّات إجلاء عدّة لمواطنين يونانيّين، هذه المدينة الأوكرانيّة بغيرنيكا وحلب.

وقال أندرولاكيس لصحافيّين في المطار "ماريوبول ستكون على لائحة مدن العالم التي دمّرت بالكامل بسبب الحرب، مثل غيرنيكا وستالينغراد وغروزني وحلب...".

ووفقًا للإدارة العسكريّة لمنطقة دونيتسك، أصبحت ماريوبول "مدينة أشباح".

وقال المسؤول بافلو كيريلينكو "حاليا، أكثر من 80% من البنية التحتية للمدينة تضررت أو دمرت. ومن أصل نسبة الـ80%، هناك حوالى 40% غير قابلة للإنقاذ".

ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في المدينة بأنه "خطير جدا"، قائلة إن السكان "يواجهون نقصًا خطيرًا في الغذاء والماء والأدوية يهدّد حياتهم".

واستنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الاثنين عمليات التدمير التي ارتكبها الجيش الروسي بشكل عشوائي في مدينة ماريوبول ووصفها بأنها "جريمة حرب كبرى".

اقتصاديا، أعلن الكرملين الإثنين إن فرض حظر على واردات النفط الروسية بدفع من بعض الدول الأوروبية بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، سيكون له تأثير مباشر على الجميع.

من جهته دعا الرئيس الأوكراني الاتحاد الاوروبي الى وقف كل "تجارة" مع روسيا.

القدس "مكان مناسب"

وقال الرئيس الأوكراني في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن"، إنه "مستعد لمفاوضات" مع الرئيس الروسي. وصرح "كنت مستعدا خلال العامين الماضيين وأعتقد أنه من دون مفاوضات لن تتوقف الحرب".

واعتبر زيلينسكي ليل الأحد الاثنين أنّ القدس يمكن أن تُشكّل "المكان المناسب لإيجاد السلام"، في إشارة إلى المفاوضات التي كان دعا إلى إجرائها مع روسيا.

وقال زيلينسكي في رسالة عبر تلغرام إنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يحاول إيجاد طريق للتفاوض مع روسيا ونحن ممتنّون له على كلّ جهوده، حتى نتمكّن عاجلا أم آجلا من بدء المناقشة مع روسيا. ربّما في القدس. إنّه المكان المناسب لإيجاد السلام، إذا كان ذلك ممكنا".

وأفادت الأمم المتحدة بأن زهاء 10 ملايين أوكراني فروا من ديارهم، توجه نحو ثلثهم إلى الخارج، خصوصا إلى بولندا.

فيديو قد يعجبك: