إعلان

إيرلندا الشمالية تستذكر نصف قرن على "الأحد الدامي"

04:54 م الخميس 27 يناير 2022

علم إيرلندا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دبلن- (أ ف ب):

بعد خمسين عاما على "الأحد الدامي"، تستذكر إيرلندا الشمالية في نهاية الأسبوع فصلا يعد من بين الأكثر ألما على مدى عقود من أعمال العنف بين القوميين الكاثوليك والوحدويين البروتستانت.

ويقول جون كيلي، الذي قتلت قوات مظلية بريطانية شقيقه مايكل خلال مسيرة 30 يناير 1972 الحقوقية في لندنديري، أو ديري كما يطلق عليها القوميون، "إنها عتبة مهمة في رحلتنا على مدى كل هذه السنوات".

وسيشارك كيلي الأحد في مسيرة الأحد، على غرار ما قام به برفقة شقيقه قبل نصف قرن، قبل أن يُقتل الأخير عندما كان في سن الـ17 عاما. وقتل 13 شخصا في إطلاق النار يومها، قيما لقي المزيد حتفهم لاحقا.

ويستذكر كيلي شقيقه كشخص "هادئ ينبض بالحياة".

وأضاف "كان يتمتع بحس الفكاهة"، لكنه كان يحترم والديه وطلب إذنهما للانضمام إلى تظاهرة يومها للدفاع عن الحقوق المدنية.

وكانت أحداث ذلك اليوم، التي رسّختها أغنية لفرقة "يو2" الإيرلندية في الذاكرة عبر أغنية "الأحد، الأحد الدامي" عام 1983، من بين الأحداث الأكثر درامية في إطار "المشاكل" المرتبطة بحكم بريطانيا لإيرلندا الشمالية.

فمن جهة، كان هناك القوميون الداعمين لإعادة توحيد إيرلندا. في المقابل، أراد الوحدويون البقاء جزءا من المملكة المتحدة.

وأسفرت أعمال العنف عن مقتل حوالى 3500 شخص لتنتهي إلى حد كبير عام 1998 باتفاق "الجمعة العظيمة" للسلام.

والأربعاء، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "الأحد الدامي" بـ"اليوم المأساوي في تاريخنا" و"أحد أيام +المشاكل+ الأحلك".

وقبل خمسين عاما، أعلن الجيش البريطاني خطأ بأن القوات المظلية تعرّضت لإطلاق نار من قبل "إرهابيين" من "الجيش الجمهوري الإيرلندي".

لكن الحقيقة لم تظهر إلى أن خلص تحقيق رسمي عام 2010 إلى أن المتظاهرين كانوا عزّلا وأصيب بعضهم بإطلاق نار من الخلف أو عندما كانوا على الأرض أو يلوحّون بمناديل بيضاء.

- "أكاذيب" -

قتل شقيق كيت ناش، وليام، بطلق ناري عندما كان يبغ من العمر 19 عاما يوم "الأحد الدامي".

وتقول "أشعر بالكثير من الفخر لكوننا وصلنا إلى هذه المرحلة"، فيما تحدّثت عن "تعتيم وأكاذيب وتشويه للحقائق وتأخير" تخللت المأساة.

وأفاد القس الكاثوليكي السابق دينيس برادلي، الذي كان شاهدا على سفك الدماء وصلى من أجل القتلى، أن عمليات القتل دفعت العديد من الكاثوليك للانخراط في صفوف "الجيش الجمهوري الإيرلندي".

وكان من بين هؤلاء توني دوهرتي، الذي كان يبلغ من العمر تسع سنوات فقط عندما قتل والده برصاصة في الظهر على أيدي قوات مظلية بريطانية.

وقال "كانت المجزرة غير مبررة إطلاقا، وأضفت الإجراءات القضائية لاحقا زيفا على المأساة، وأثّرت على الأمد الطويل على أشخاص مثلي ترعرعوا في ديري في ذلك الوقت".

وفي نهاية المطاف، زرع دوهرتي الذي كان يشعر بالغضب قنبلة حينما كان عمره لا يتجاوز 18 عاما. وفي حين أنها لم تنفجر، إلا أنه سُجن من العام 1981 وحتى 1985.

ويقول "كان يمكن للأمر أن يكون أسوأ بكثير.. كان من الممكن أن يقتل أشخاص أو يصابوا بجروح".

- أعمال شغب جديدة -

وخلال الأشهر الأخيرة، سلّطت مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي الضوء على مدى هشاشة التوازن الحساس الذي أسس له اتفاق العام 1998 للسلام.

وأثارت عمليات التفتيش في الموانئ التي أدخلت لتجنّب حدود "فعلية" بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا حفيظة الوحدويين الذين رأوا فيها تهديدا لوضع المقاطعة ضمن المملكة المتحدة.

وتحوّل الغضب إلى أعمال عنف في أبريل العام الماضي عندما ألقى وحدويون متشددون قنابل حارقة باتّجاه الشرطة والقوميين على مدى عدة ليالٍ، في أسوأ موجة اضطرابات تندلع منذ سنوات.

وشوهدت أعلام فوج المظليين مؤخرا في مناطق الموالين في لندنيري، وفق ما أفاد النائب المحلي القومي كولام إيستوود البرلمان البريطاني الأربعاء.

وستتم مراقبة الانتخابات التشريعية في إيرلندا الشمالية عن كثب بحثا عن مؤشر مرتبط بالتوازن السياسي الهش في إيرلندا الشمالية.

وجهات نظر

ويتّجه شين فين، الذي صُنّف سابقا على أنه الجناح السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي، لتحقيق فوز محتمل على الوحدويين الذين كانوا يهيمنون سابقا.

وفي حي "بوغسايد" حيث وقعت أحداث "الأحد الدامي"، تذكّر جداريات في كل زاوية بالماضي الأليم الذي يري السكان تفاصيله يوميا للزوار.

وفي "متحف ديري الحرة"، يعرض جون كيلي أمام بعض الزوار المراهقين رصاصة بعيار 6,62 ملم على غرار تلك التي أودت بشقيقه.

في الخارج، يقف بول، شقيق توني دوهرتي، في المكان حيث قتل والدهما، ويروي للزوار "القصة الحقيقية على لسان الأشخاص الذين تأثّروا مباشرة بهذه المجزرة".

وما زال أقارب الأشخاص الذين قضوا يحلمون بإيرلندا تنعم بالوحدة والسلام.

وقال كيلي "آمل بأن أرى ذلك.. هذه الجزيرة صغيرة جدا على التقسيم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: