إثيوبيا عن أزمة الأسلحة المضبوطة بالسودان: الخرطوم تعلم أنها قانونية

كتبت- رنا أسامة:

في تطور جديد للنزاع السوداني الإثيوبي، أبدت أديس أبابا استغرابها من تصريحات مسؤولين سودانيين بشأن "شحنة أسلحة الصيد" التي نُقلت إلى الخرطوم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، الخميس: "نستغرب تصريحات المسؤولين السودانيين بشأن شحنة الأسلحة التي نقلت عبر خطوطنا الجوية، وسندرس تداعيات الأمر".

وأضاف مفتي أن "السلطات السودانية تعلم أن شحنة الأسلحة التي نقلت للخرطوم عبر خطوطنا الجوية قانونية".

بنادق صيد "قانونية"

كانت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، أكبر شركة طيران بأفريقيا، أكدت في وقت سابق أنّها تملك جميع الوثائق التي تثبت "شرعية وقانونية" شحنة الأسلحة التي وصلت مطار الخرطوم، بما في ذلك رسالة صادرة عن وزارة الخارجية السودانية.

وقالت الشركة، في بيان، إن "شحنة الأسلحة المذكورة، التي وصلت على متن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية، إلى السودان هي عملية نقل قانوني وتجاري لبنادق صيد، وتحوي جميع المستندات الصحيحة للشحنة والجهة المرسل إليها".

ولفت البيان إلى أن السلطات الأمنية احتجزت بنادق الصيد في أديس أبابا لفترة طويلة، للتحقق منها، ما أدى إلى رفع المرسَل إليه دعوى قضائية ضد الحكومة الإثيوبية في محكمة سودانية، واشترط إما تسليم بنادق الصيد وإما دفع ما يقرب من 250 ألف دولار أمريكي كتعويض.

الشحنة من روسيا

جاء ذلك بعد أن احتجزت السلطات السودانية في مطار الخرطوم يوم السبت الشحنة للاشتباه في "استخدامها بجرائم ضد الدولة السودانية، وإعاقة التحوّل الديمقراطي في السودان، والحيلولة دون الانتقال إلى الدولة المدنيّة". وفتحت تحقيقًا في الواقعة.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أن الصناديق تحوي مناظير للرؤية الليلية وأنها وصلت على متن رحلة تجارية تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية مساء السبت الماضي.

وبعد يومين، أعلنت الداخلية السودانية، في بيان، أن الشحنة المضبوطة تحتوي على 73 صندوق بنادق آلية مزودة بمناظير ليلية، و290 بندقية رصاص عيار 223 بوليصة شحن بالرقم 710341147 مؤرخة بتاريخ 21 مايو 2019، قادمة من روسيا إلى الخرطوم عبر أديس أبابا".

وأضافت أن "إدارة جمارك مطار الخرطوم اطمأنّت إلى صحّة إجراءات الشحنة وقانونيتها وعدم وجود ما يشير إلى وجود مخالفة قانونية"، مؤكدة أنّ مستورد هذه الأسلحة "يعمل في مجال الإتجار بالأسلحة ولديه رخصة تجارة بالسلاح سارية المفعول".

وأوضحت أن الشحنة "تخص (رجل أعمال سوداني يُدعى) وائل شمس الدين، يعمل في مجال الإتجار بالأسلحة، ولديه رخصة اتجار بالسلاح سارية المفعول صادرة من الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية وملتزم بتجديد رخصته سنويا بانتظام".

وقال موكل صاحب شحنة الأسلحة، المحامي سراج الدين حامد، إن الشحنة وصلت إلى الخرطوم لصالح موكله الوكيل المعتمد لشركه "كونسيرن كلاشينكوف جيه إس سي" في السودان.

وأوضح سراج الدين، في بيان، إنه في مايو 2019 وافقت الخطوط الجوية الإثيوبية، واستلمت في مكاتبها بموسكو، بضائع تخص رجل الأعمال السوداني وائل شمس الدين، تتكون من 73 صندوقا تحتوي على 290 بندقية صيد، وذلك بغرض شحنها من مطار دوموديدوفو بمدينة موسكو إلى مطار الخرطوم.

غير أن الشحنة التي أثارت التوتر بين السودان وإثيوبيا لم تصل في التاريخ المحدد لها، بحسب البيان في 28 من الشهر نفسه.

ومنذ ذلك الحين دخل رجل الأعمال السوداني في ساحات القضاء لإلزام الخطوط الجوية الإثيوبية على تسليم الشحنة، التي قالت بدورها إنه تعذر شحنها.